أقلام حرة

محمد سعد: الحالمونَ بالسلطةِ في مصرَ والأبوابِ الخلفية!!

كلُ إنسانِ لهُ حلمٌ وما أكثرَ الأحلامِ في حياةِ الإنسان، ِ التي لنْ تتحققَ فتظلّ الأحلامُ مختلفةً منْ شخصٍ للآخرِ؛. بعضُ الحالمينَ بالسلطةِ والمستعدينَ لعملِ أيِ شيءِ مهما كانَ والوصولِ للسلطةِ والتنازلِ عنْ كلِ المبادئِ حتى الأخلاقيةِ، واستغلالِ أيِ ورقةٍ لكيْ يشاركوا في المشهدِ السياسيِ والاجتماعيِ والتطوعيِ والحزبيِ، مهما كانتْ قذرةً يحتاجونَ دائما أنْ تذكرهمْ بحجمهمْ الطبيعيِ وانْ الزمنِ تجاوزهمْ إلى غيرِ رجعةٍ، نشرُ الأستاذِ / أحمدْ طنطاويّ عضوَ مجلسِ النوابِ السابقِ على صفحتهِ الخاصةِ في الفيسبوكْ عنْ موعدِ عودتهِ لمصر في منتصفِ شهرِ مايو " أيارَ " القادمِ قادماٍ منْ بيروت وأعتقدُ أنهُ اقتبسَ شخصيةً عودت"ْ أيةَ اللهَ خوميني" منْ منفاهُ في باريس وعودتهِ لطهران للمشاركةِ في انتخاباتِ الرئاسةِ في مصرَ عامَ 2024. والسيدُ / جمالْ مباركْ ما زالَ الحلمُ يراودهُ في الجلوسِ على كرسيِ الحكمِ، والآخرُ مازالَ لمْ يكشفْ عنْ شخصيتهِ كما صرحَ السيدُ / محمدْ أنورْ الساداتْ عنْ المفاجأةِ عنْ شخصيةِ المرشحِ ؟!.

في تصرحُ خاص لنا.. قالَ الدكتورُ "مدحتْ خفاجيّ" المرشحِ السابقِ للرئاسةِ عامَ 2012.. قالَ؛ - منْ حقِ جمالْ مباركْ الترشحِ ولكنْ منْ حقِ الشعبِ أنْ يعرفَ.. أولاً؛ - منْ أينَ حصلَ جمالْ مباركْ على الأرضِ التي بنيَ عليها فيلتهُ منذُ عامينِ عندَ تقاطعِ شارعِ (صلاحِ سالمْ معَ شارعِ الميرغني) كانَ يوجدُ في هذا المكانِ محطةَ بنزينِ وعندما عينَ "مباركٌ" رئيسا للجمهوريةِ، انتقلتْ ملكيةَ الأرضِ إلى الدولةِ، بإعطاءِ صاحبِ الأرضِ قطعةَ أرضٍ أخرى في التجمعِ الخامسِ. وقدْ قامَ جمالْ مباركْ ببناءِ فيلا على الأرضِ التي تصلُ مساحتها لأكثرَ منْ فدانِ منذُ عامينِ. ويريدَ جمالْ مباركْ أنْ يترشحَ لرئاسةِ الجمهوريةِ العامُ القادمُ. وحتى يمكنَ أنْ يكونَ مرشحا شعبيا، يجبَ أنْ ينظفَ سيرتهُ وسيرةَ أسرتهِ، بإرجاعِ كلِ ما تمَ أخذهُ منْ الشعبِ المصريِ، وتصلَ إلى / 130 مليارِ دولارٍ، كما قالَ؛ - "جونْ كيري وزيرُ خارجيةِ أمريكا"، بعدٌ ثورةِ الشعبِ المصريِ في 25 يناير. وتتكونَ تلكَ الأموالِ منْ أسهمِ وسنداتِ في أسواقِ المالِ العالميةِ، وقصور في معظمِ العواصمِ الغربيةِ وقصورٍ على بحيرةِ "ليمانْ في سويسرا وناقلاتِ بترولٍ ممنوعٍ على البحارةِ المصريينَ العملَ بها ونقود سائلةٍ في البنوكِ ". ويمكنَ بتلكَ الأموالِ، سدادُ ديونِ مصرِ الخارجيةِ تقريبا كلها. ورجوعَ تلكَ الأموالِ للشعبِ المصريِ هيَ عربونُ موافقةِ الأخيرِ لترشحِ جمالٍ لرئاسةِ الجمهوريةِ، وأيضا لدخولهِ الجنةَ يومَ القيامةِ.؟!

الحالمينَ بالسلطةِ المحليةِ.. بعدُ ثورةِ ينايرَ ظهرتْ طبقةُ عريضةٍ في المجتمعِ على اختلافِ ألوانهمْ الحالمينَ إلى الظهورِ في المشاركةِ في الحياةِ البرلمانيةِ؛ وللأسفِ الكثيرُ منهمْ كانوا غيرَ مؤهلينَ فكريا بطبيعةِ المرحلةِ بعدَ أيِ ثورةٍ لذلكَ اختفوا منْ المشهدِ بسرعةِ ووجدوا أحلامهمْ في الطريقِ إلى اللعبِ على ورقةِ المجتمعِ المدنيِ، والعملِ في المجالِ العامِ عنْ طريقِ قانونِ وزارةِ التضامنِ الاجتماعيِ في إنشاءِ مراكزَ وجمعياتِ خيريةٍ. بأسماءٍ مختلفةٍ منْ حقوقِ الإنسانِ إلى جمعياتٍ خيريةٍ هؤلاءِ يطلقُ عليهمْ الحالمينَ بالمحلياتِ. والآخرينَ بحثوا عنْ أدوارِ لهمْ في أحزابٍ كرتونيةٍ تعدتْ الْ 100 حزبٍ في شققٍ مغلقةٍ يديرها مجموعةً منْ أصحابِ العاهاتِ منْ الأمراضِ السيكوباتيةِ وأصحابُ رؤوسِ الأموالِ القذرةِ والبحثِ عنْ عنصرِ النساءِ ومعظمهمْ منْ ساقطاتٍ منْ داخلِ المجتمعِ والأسرةِ وليسَ لديهمْ أيُ فكرٍ عنْ العملِ التطوعيِ أوْ الحزبيِ والورقةِ التي يلعبُ بها المشاركةُ في الانتخاباتِ المحليةِ علما أنَ مصرَ منذُ ثورةِ ينايرَ لا يوجدُ بها تمثيلٌ للمحلياتِ.. الكاتبُ والأديبُ العالميُ / نجيبْ محفوظْ والمخرجِ صلاحْ أبو سيفْ جسدِ هذا في فيلمِ القاهرةِ 30 تدورُ أحداثَ الفيلمِ في ثلاثينياتِ القرنِ العشرينَ حيثُ يعيشُ الشابُ محجوبْ عبدِ الدايمْ (حمدي أحمدْ) الوافدِ منْ الصعيدِ حياةً فقيرةً في القاهرةِ، ويتعرفَ على ابنِ قريتهِ (سالمْ الإخشيديِ) الذي يطلبُ منهُ أنْ يساعدهُ على الحصولِ على وظيفةٍ، فيعرض عليهِ وظيفةٌ مقابلَ أنْ يتزوجَ منْ إحسانْ (سعادْ حسني)، عشيقةُ قاسمْ بكَ (أحمدْ مظهرْ)، على أنْ يزورها قاسمْ بكَ مرةُ كلِ أسبوعٍ. ويوافقَ محجوبْ عبدِ الدايمْ علي ذلكَ والتنازلُ عنْ كلِ القيمِ والأخلاقِ مجردِ وظيفةٍ.. ففي عصرنا الحاليِ الكثيرَ منْ الحالمينَ بالسلطةِ المحليةِ ليسَ بعيدينَ عنْ شخصيةِ" محجوبْ عبدِ الدايم" ْ تجدهمْ يلعبونَ أدوارُ كومبارسٍ في المجتمعِ المدنيِ وعلى شبكاتِ التواصلِ الاجتماعيِ لتلميعِ شخصيتهمْ والتقربِ والتصويرِ معَ أيِ مسئولِ طمعا أنْ يصبحوا نواب في المجالسِ النيابيةِ أوْ المحليةِ، ولكنَ مصرَ تعيشُ فترةً صعبةً منْ أزمةٍ اقتصاديةٍ تحتاجُ لعقولٍ تخرجنا منْ عنقِ الزجاجةِ وكفيِ بهلواناتْ في السيركِ فمصرُ للأسفِ اختفى منها الزعاماتُ التي تستطيعُ أنْ تجمعَ شخصيةً توافقيةً ولها طبقةِ عريضةٍ يجتمعُ عليها الجميعَ.. ! !

***

محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ

كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ متخصصٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ

في المثقف اليوم