أقلام حرة

سراب سعدي: لغة الجسد بين الوعي واللاوعي..

نسمع كثيراً عن ان بعض حركات الجسم والنظرات والإيماءات بأنها لغة خاصة قد لا يفهمها أيا كان وهي لغة مميزة توحي بالكثير، ومن تعلم وفهم هذه اللغة سيكتشف اسرار وخفايا من حوله !، قد تكون هذه اللغة بإدراك أو بلا وعي بحيث نقوم ببعض الحركات اللاإرادية فيفهمنا الضليع بهذه اللغة دون أن نتكلم بالكلمات يفسر ما يعترينا من مشاعر أو أفكار أو حتى تصرفات !. إذن ماهي لغة الجسد؟ هي حركة الجسد أو الوجه أو اليدين وهذه الأفعال تُستخدم لتوصيل المعلومات والأفكار إلى المقابل بطريقة سلسلة ومفهومة فيستعملها المعلم عند شرح الدرس ويستخدمها المهندس والطبيب والصحفي عند نقل الحدث ومقدم البرامج.. وغيرها، وأكد علماء النفس أن التواصل عبر لغة الجسد أكثر فعالية من الكلام فيمكن أن تعبر لغة الجسد بحركة واحد بدلاً من نطق جملة طويلة ويكون مفعولها أكثر بكثير من الكلمات، لكن ربما تكون هناك معضلة في عدم فهم بعض الناس لهذه اللغة فيهتمون في فهم الكلمات وتفسيرها وتحليلها لذلك قد لا تجدي نفعاً مع هذه الفئة من الناس. ويمكن القول أن حركة العيون ونظراتها تعتبر من لغة الجسد وحتى نبرة الصوت لها أثر كبير في طريقة التواصل مع الآخرين وهي أيضا من لغة الجسد، ومن خلال دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا تتحدث عن هذه اللغة المميزة تقول الدارسة أن 7% من الناس يتواصلون بالكلمات بينما 55% يعتمدون على لغة الجسد و38% يعتمدون على نبرة الصوت، وأكدت الدارسة أنه من الضروري تعلم هذه اللغة لما لها من أهمية في التواصل وإيصال الآراء والأفكار والتفاهم مع من حولنا. إن لغة الجسد أصبحت مادة مهمة يمكن أن تُدرس في المستقبل كلغة مستقلة مهمة، فقد نجد أن خطابات رؤساء الدول والشخصيات المهمة يتم نقلها ومن ثم يتم تحليل الخطابات وفق لغة الجسد لتلك الشخصيات وعلى اساسها يفسر الخطاب ومدى مصداقيته لدى الناس.. في النهاية يمكن القول أن لغة الجسد لغة مهمة جداً ليس فقط لفهم الآخرين وانما أيضاً لتحسين التواصل مع الناس بصورة سليمة وصحيحة.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم