أقلام حرة

سراب سعدي: مكافحة التصحر في العراق بات حلماً

إن لإرتفاع درجات الحرارة أثراً كبيراً في التغيير من مناخ العراق فهي تؤثر بشكل كبيرة على بقية العناصر كالضغط والتبخر وعلى كمية الأمطار الساقطة وبذلك سيكون التأثير واضحا حتى على التضاريس وخاصة التصحر، واختلف الباحثون حول تعريف (التصحر) حيث عرفه هورن مشينج بأنه "امتداد مكاني للظروف الصحراوية في إتجاه المناطق الرطبة وشبه الرطبة "، ولعلنا نسمع بين الحين والآخر عن أن العراق معرض للتصحر ومهدد بجفاف نهري دجلة والفرات وقد وصلت النسبة إلى 70% من الأراضي العراقية حسبما صرح مسؤول عراقي في التغيرات المناخية .. السؤال الأكثر أهمية هل قلة الامطار وارتفاع درجات الحرارة هي المسؤولة الوحيدة لهذه الازمة ؟، بكل تأكيد فتلك العوامل هي من الأسباب المهمة في ما وصل إليه العراق لكن هناك عوامل أخرى ولو أخذنا على سبيل المثال نقص الإمدادات من قبل الدول التي ينبع منها نهري دجلة والفرات، فتركيا وما تبنيه من السدود لها تأثير كبير على منسوب المياه في العراق وكذلك إيران، مع أن العراق طالب بمنع بناء السدود لكن لم تكن هناك استجابات جدية في الأمر، وعلى هذا الأساس أصبح الوضع شبه مأساوي ولعل السبب الرئيسي لما يحدث في شط العرب و ينذر بالخطر هو وجود تلك السدود فالأمر أصبح غير مسيطر عليه خاصة بما يتعلق بالملوحة التي باتت تهدد المحاصيل الزراعية وهجرة الفلاحين من أراضيهم والمشاكل ليست فقط في شط العرب وإنما أيضاً ما يحصل من تصحر في الأهوار نتيجة التغير المناخي والجفاف الكبير الذي طرأ على تلك الأهوار فتسبب في هلاك المواشي ونقص كبير في المحاصيل الزراعية . هناك الكثير من الإجراءات التي يجب على الدولة الأخذ بها وأهمها هي خلق حوارات دبلوماسية مع دول الجوار وخاصة الدول التي ينبع منها نهري دجلة والفرات وتفرعاتها، لا ننسى مسألة الحزام الأخضر بين المحافظات والذي له الأثر الكبير في تحسين الجو المناخي للعراق، وبالإضافة إلى صيانة التربة من خلال عدم قطع الأشجار وزيادة المساحة الخضراء وبذلك يمنع من التبخر وكذلك من انجراف التربة والمحافظة على البيئة، استخدام التقنيات الحديثة في الري من أجل الحافظ على المياه وتقنين استهلاكها، وضع خطط للتوعية والإرشاد في كيفية التقليل من الإستهلاك وعدم التبذير والحفاظ على البيئة . المسؤولية تقع على جميع الأطراف للمحافظة على البيئة والحد من التصحر وعلى الدولة ووزارة الزراعة أن تكون جادة في عملها إزاء هذا الأمر وعدم التخاذل للوصول إلى بر الأمان والتخلص من هذه المشكلة الكبيرة.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم