تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: هل لدينا قدرة إعلامية معاصرة؟!!

سؤال تفرضه الأحداث الجارية، وتؤكده الأيام المشحونة بالتطورات.

يبدو أن الإعلام العربي يعاني من عثرات كثيرة، وغير قادر على إيصال الحقائق بأساليب مؤثرة، كما يفعل الإعلام الغربي الذي يصنّع الآراء على هواه.

ومن الواضح أن الأمة تقتل رموزها بأنواعهم وتمسح بهم الأرض، وهي سياسة منتشرة ومؤزرة من القوى المناهضة لوجودها.

فلا يوجد في مجتمعاتنا رموز فاعلة في ميادين الحياة.

ذات مرة قال لي أستاذي، المجتمعات تصنع رموزها ومجتمعنا يقتلهم!!

لو تفحصتم المحطات الإعلامية لوجدتم لكل منها رموزه المؤثرة في الأوساط الجماهيرية، وعندنا الإعلام سائب خائب، ومؤدلج بالأكاذيب والأباطيل، التي ينكرها المستمع والمشاهد والقارئ باللغة العربية، ويهزأ منها الآخرون.

إعلامنا كأفكارنا خارج العصر!!

إعلام هرج مرج، ولكل فاسد سوق إعلامية تبرر خطاياه وتقدس نواياه، وقل ما شئت بلسان النفاق والمراءات والتبويق الكرسوي المنان.

وأصبحت " من أين لك هذا" نكتة سمجة، بسبب الإعلام الهزيل المتواطئ مع هذا وذاك!!

بين إعلامنا وإعلامهم مسافة كبيرة، رغم توفر الخبرات والكفاءات والقدرات الشخصية والمواهب، غير أن روح التماحق سائدة، والغيرة الوطنية والإنسانية غائبة، والشجاعة ذات ثمن باهض، فالخوف سلطان رهيب.

العالم يديره الإعلام والدول بإعلامها، وأعلامها، وما عندنا منها ما يعين على المواجهة المقتدرة، ولهذا تهون إنجازاتنا، وتتدهور أحوالنا، وتهيمن على الدنيا الرؤى والتصورات المسوّقة عنا، وهي أكاذيب، ونحن لا نمتلك مهارات تفنيدها، وتسويق الصورة التي تعزنا، وبهذا فالهزائم ديدننا والعمائم تستعبدنا والجهل إمامنا، ودع الحياة واسعى لما بعد الموت يا بشر!!

فهل من صحوة إعلامية؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم