أقلام حرة

ميلاد عمر: مجزرة غزة.. خنوع السلطة وخذلان العرب

غزة تتعرض للإبادة الجماعية واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا، ورأس السلطة في رام الله يرقب ما يحدث للقطاع من شرفة مخبئه والتعاون الامني مع سلطات الاحتلال لا يزال قائما.

يا قادة فتح ومسؤوليها: غزة تدك بمختلف انواع الاسلحة من الصهاينة لأكثر من شهر وانتم تتفرجون، لقد اثبتم وعلى الاشهاد أنكم حماة العدو تتصيدون الثوار في الضفة قتلا او سجنا، ومن لا تقوون عليهم الوشاية للعدو كي يقوم بقتلهم، تبا لكم من فصيل عميل يستولي على المعونات المقدمة من مختلف الجهات ليصرفها على نفسه ، ابناؤكم يدرسون بالخارج بينما ابناء قادة ومسؤولو لفصائل بالقطاع يشاركون اباءهم في الدفاع عن الوطن ويمثلون خزانا بشريا لدعم المقاومة، تدعون ايها الفتحاويون بانكم وحدكم لا غير تمثلون الشعب الفلسطيني بينما تسيرون في نهج الاستسلام والخنوع وبيع القضية الفلسطينية، الفصائل في غزة انبل واشرف اناس يدفعون بأنفسهم نحو العدو اما النصر واما الشهادة، وستظل لعنات الاحرار تلاحقكم في محياكم ومماتكم، وندرك جيدا بانكم ميتون وان بدت عليكم علامات الحياة (اكل شرب تنفس تحرك)، لأنكم تفتقدون الحياء.

مصر التي كانت قلب العروبة النابض والاب الروحي للعرب تقف معهم أيا يكن الثمن، ساعدتهم في التحرر من ربقة الاستعمار البغيض، الرئيس المؤمن محمد انور السادات حاد عن الدرب عندما قال بان 99% من حل قضية الشرق الأوسط في يد امريكا، حرب الـ1973 التي خاضها صحبة العرب والتي جهّز لها عبدالناصر واستخدم فيها الملك فيصل سلاح النفط، ثبت انها لم تكن حربا للتحرير بل لتحريك المياه الراكدة فكانت اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية، والنتيجة استرداد سيناء بشروط مذلة وترك الفلسطينيين وشانهم يصارعون الصهاينة ومعهم امريكا وعموم الدول الغربية وبالأخص بريطانيا التي كانت السبب في نكبة فلسطين من خلال وعد بلفور المشؤوم، وتم التخلص من الملك فيصل على يد احد ابناء العائلة في 25 مارس من عام 1975 في الرياض، لتدفن قضية اغتياله وتكون نقطة فاصلة في تحول سياسة المملكة نحو قضية فلسطين، فكانت خطة الامير فهد للسلام في الشرق الاوسط (قمة فاس1982) وتم تبنيها في قمة بيروت "الارض مقابل السلام" فلا ارض ولا سلام.

العام 1979 كان حاسما، اتفاقية كامب ديفيد وحصول مصر على معونات بعد ان خرجت عن الاجماع العربي، وإعلانها التطبيع التام مع العدو،  وفي نفس العام سقط الشاه من خلال ثورة شعبية عارمة لم يشهد العالم لها مثيل واستولى اصحاب العمائم السلطة بإرادة شعبية ومنذ ذلك الوقت يتعرض الايرانيون لعقوبات قاسية في شتى المجالات من قبل امريكا واعوانها الا انهم استطاعوا ان يضعوا دولتهم في مصاف الدول المتطورة وبالأخص الصناعات العسكرية المختلفة واخذت على عاتقها مسالة تحرير بيت المقدس فأمدت الفصائل المقاومة بالمال والسلاح فالسلاح الذي تقاتل به الفصائل في غزة ايراني بحت او قام الفدائيون بتطويره بمساعدة ايرانية وبالتأكيد تغاضي مصر عن دخوله الى غزة عبر الانفاق، ولكن أ لا يحز في النفس سكان غزة يتعرضون لأبشع الجرائم من قبل الاحتلال الصهيوني ابادة جماعية وتطهير عرقي ومحاولة تهجيرهم خارج القطاع والسلطة في مصر كما العرب الاخرين تستهجن وتدين وتستنكر ولا تحرك ساكنا بشان معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على الخارج.

غالبية الحكام العرب خذلوا غزة واكتفوا بالعبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولن ترد ارضا او تغيث المستضعف. بينما يقف الغزاويون وحدهم في الميدان تبا للحكام العرب.

***

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم