أقلام حرة

ميلاد عمر: صمود غزة يعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة

لأكثر من اربعة اشهر يتعرض القطاع لأعنف هجوم بري وجوي تشهده المنطقة، مئات المجازر تقشعر لها الابدان في مختلف انحاء القطاع المحاصر منذ عقود، ادى الى مقتل وجرح اكثر من 100 الف غزاوي ثلثهم من القتلى، وعلى مرأى ومسمع العالم الذي يدعي الانسانية فانه لم يرف له جفن بل يناصر المعتدي بإمداده بمختلف انواع الاسلحة والعتاد ليمعن في القتل والتشريد وهدم البنى التحتية، قد لا نستغرب من الغرب ذلك، ولكن الذي نستغربه هو ان نطلب منهم عدم الكيل بمكيالين، انهم يعتبرون العرب والمسلمين الهدف الثاني بعد القضاء الشيوعية وهم خططوا لذلك منذ سنين، ويتوقون الى جني محصولهم المتمثل في اعادة تقسيم المنطقة لأجل السيطرة عليها والتمتع بخيراتها .

العالم العربي والاسلامي مصاب بالوهن والشيخوخة وفقدان الذاكرة، غالبية النظم الرسمية العربية تقف متفرجة على ما يحدث لغزة، وكأنما الامر لا يعنيها ولا توجد روابط الدم التاريخ المشترك، اما الشعوب فإنه قد ضيّق عليها الخناق فلم تعد تقو على توفير الاشياء الاساسية للعيش، فالتظاهرات كانت هزيلة ورمزية على غير االعادة، والتبرعات ضئيلة جدا لا تكاد تذكر.

النظام المصري ومن هم على شاكلته يتحدثون عن رفح وكأنها تختلف عن بقية المدن الغزاوية المدمرة كليا او جزئيا ويهولون من اقدام العدو الصهيوني على اقتحامها، عجبا لهؤلاء أ لم تحرك فيكم المجازر المتعددة النخوة لمؤازرة بني جلدتكم وجيرانكم، اعلام النظام المصري يتشدق بانه في حال اقتحام رفح فإن اتفاقية كامب ديفيد تعتبر لاغية، واعتبارها خط احمر لان ذلك يمس بالسيادة المصرية، أ لم يكن قطاع غزة بأكمله ذات يوم تابع للسيادة المصرية؟، أتوجد لمصر سيادة حقا؟ هل مصر في حاجة الى تعاون اقتصادي مع العدو في مجالي النفط والغاز ام انها مجبرة على ذلك؟ ألهذه الدرجة وصل الاستخفاف بعقول الجماهير المصرية والعربية؟، للأسف الشديد النظام المصري كان البادئ بالتطبيع وشجع بقية الانظمة العربية على التطبيع، النظام المصري لن يتجرأ على الخروج من اتفاقية كامب ديفيد، لأنه لم يعد العدة لذلك، أين مصانع الحديد والصلب؟ هل دخل مجال التصنيع الحربي على غرار الدول الاقليمية الاخرى التي اصبحت لاعبا اساسيا في المنطقة؟ النظام المصري لن يهاجم كيان العدو الا اذا شعر بدنو اجله.

اما عن العرب المطبعين، هل كانوا في حاجة ماسة الى ذلك أم انهم كانوا مجبرين؟ ماذا جنوا من التطبيع سوى الذل والمهانة والاحتقار؟ يشترون السلاح لتدوير عجلة الاقتصاد في امريكا والغرب ليزداد دخلهم، بينما تفتقر شعوبهم الى سبل العيش الكريم، كل ما يفعلونه في سبيل بقائهم في السلطة ليس الا .

الامل يحذوا شرفاء الامة وهم على يقين تام بان النصر سيكون حليف المستضعفين الرافضين للحلول الاستسلامية، المقدمين على بذل ارواحهم فداء للوطن، لينعم الخلف بالحرية والعيش الكريم فوق ارض ساهمت في تكوينهم الجسماني والفكري ليكونوا اسيادا لا عبيدا للغير داعين للأمن والسلام والاستقرار في مختلف بقاع المعمورة.

صمود المقاومين في غزة ومؤازرتهم من قبل اخوانهم في الضفة وبقية البلاد العربية يعيد القضية الى الواجهة ومحاولة جادة لحلها، فلا يمكن لصاحب الارض ان يعيش مشردا بينما الدخلاء ينعمون بالأمن فيه ويفعلون ما يشاؤون، فأحداث 7 اكتوبر جاءت ردة فعل لما يرتكب بحق الفلسطينيين على مدى ثمانية عقود .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم