تقارير وتحقيقات

كيس أسود للأزبال على أحد مسارح كندا / سوزان جميل

 

أدرت محرك سيارتي باتجاه بيت الروائي العراقي عبد الستار ناصر وزوجته الروائية هدية حسين لأقلهما معي لحضور عرض مسرحي من اخراج أحمد شكري العقيدي وبطولة الفنان فضلي الجبوري وتأليف الروائي خضير ميري. اعتذرت الست هدية من حضور العرض بسبب وعكة صحية ألمّت بها فتوجهنا أنا والاستاذ عبد الستار صوب وسط المدينة حيث مسرح الكسندر لنكلن.

أدهشني العدد الكبير من الحضور الذين قدموا من مدن عديدة وبعيدة ليتفرجوا على العمل وكذلك الصحف والمجلات التي تبنت تغطية العرض بدقائقه كمجلة نينوى التي يترأسها الاعلامي والكاتب ماجد عزيزة ومجلة الساحة التي يديرها آل الصفار. من بين الحضور تألق وجه الفنان مهند محسن الذي كان محاطاً قبل العرض وبعده بافراد الجالية الذين تسارعوا بالتقاط الصور الى جانبه وقد كنت أحدهم ! كذلك حضر العرض الكاتب المسرحي المعروف عبد الأمير شمخي وزوجته الفنانة المتألقة ميسون وأثنوا على العرض.

792-sozanالعمل اعتمد في عرضه على شخصية البطل الأب والذي افترض ان يكون أماً في القصة الرئيسية ، لكن ولقلة الكادر النسوي فقد استبدلت الشخصية بأب . هذا الأب فقد ابنه بعد أن غيبته سجون النظام السابق فاستدعي ليحمل جثة ولده عائداً بها الى البيت وهو يحميها من هجوم الكلاب السائبة التي كانت تطارده من اجل الحصول على الجثة  في الطريق التي تفصل السجن عن الشارع العام.

الاخراج والتقديم الرائعين طغا على ضعف الامكانيات اللازمة لتجهيز المسرح بمستلزمات الاداء الحركي وتصوير المكان والزمان بالشكل المطلوب، وقد استعاض عنها المخرج بمؤثرات صوتية وضوئية أعطت للمسرحية شكلاً جيداً وفهماً لتسلسل أحداثها؛ كما ان الشعر والغناء أديا دوراً متميزاً في ابراز جوانب مهمة من المسرحية. أما الفنان الجبوري فقد بهرتني دموعه الحقيقية وهو يؤدي دوره بانفعال الممثل الذي يتقمص الشخصية بدقة وأمانه وصوّر باتقان حيثيات المشاعر الأبوية العميقة خاصة عند رحيل الأبناء . قوبل العرض بتصفيق حار ومستمر ووقف الحضور اكراماً لروعة أداء فضلي الجبوري الذي شكر الجمهور ووعد بمسرحية كوميدية في العرض القادم له.

 

بقلم/ سوزان سامي جميل – كندا

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2044 الثلاثاء 28 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم