شهادات ومذكرات

في رثاء سعد محمد رحيم

عندما التقيت سعد محمد رحيم في مهرجان "تامراء" كانت صحته مرتبكة قليلا، وقد بدى عليه الإجهاد بوهن صوته، ويباس فمه، ولا أدري كيف حضر من بغداد مستقره، بعد أن هجر ناحية السعدية شرق ديالى، حيث ولادته..

17 سعد محمد رحيمسألته وكان يريد الإنفراد بي دائماً، ليسألني عن روايته (فسحة للجنون)*، وكان شغوفا بطلب نسخة ورقية من روايتي "دمه"** حيث أكد أنه لم يستطع مواصلة الاطلاع عليها بواسطة الجهاز.

تحدثنا عن محمود درويش، عن الشعر الذي نستمع له سويا من المنبر الذي لم يسكت. كنا في مرمى عدسات التصوير، حيث ارتياحه وابتسامته الشفافه. نزلنا إلى الصالة معا، وبعدها راحت بيننا تتطاير انطباعات عن روايات محلية وعالمية...

أخبرني أنه مقبل على سفرة إلى قطر، وقبلها إنه سوف يلبي دعوة بعد أيام إلى السليمانية.. لحضور مهرجان كلاويش..

وبعد انتهاء تلك الخلوة ودعني وطلب مني أن أوصل سلامه إلى كليزار أنور***، كثيرا.. بعد أن سألني عن نيتها القادمة في الرواية...

كل ذلك قد حدث في ساعتين.. تقريبا..

سعد محمد رحيم محبوب ومحترم من قبل جميع الأطرف

ولا يفوتني أن أذكر أني اتصلت به عندما تذكرت أنه في المهرجان، وتفاجأت عندما أجابني صوت مازن لطيف يرد بدلا عنه قائلا بأن سعد في وعكة وسوف يتصل بك صباحا. وفي الثامنة صباحا، قبل أن يبرد الشاي، فتحت الفيسبوك اللعين، وإذ بخبر جعلني أنسى أمر الشاي، ولا أدري كيف أكتب نعياً في نفسي، أو في سعد أو أعاود الاتصال.

* صدرت عن دار سطور في بغداد. 2017

** صدرت عن دار فضاءات في الأردن.2017

*** روائية عراقية من دهوك. لها عجلات النار. و الصندوق الأسود. و عدد من المجموعات القصصية.

 

محمد الأحمد

 

 

 

في المثقف اليوم