نصوص أدبية

هل أنا أم هو؟

سميرة بنصرحينما أسدل جفني بيني وبين العالم

أسكن الصدى

أتملّك عرش عزلتي .. المفقود

حيث لا ظلّ يربك خطاي

لا ظلّ يرجّف النورعلى بصيرتي

أو يجرّها لعتمة ظلاله وأقداره

حين أسدل جفني

أطوي البحار

أطوي الجبال

اأطوي المدائن

أطوي المدى

زرقاء اليمامة أنا

أفتّق الحجب

وأنفذ من مسامات جلودكم

إلى نفايات الانسان

***

أنا

... طرحٌ يوافق وحدتي

حين أراني او لا أراني

اقول أنا

حين أجدني أو لا أجدني

أقول أنا

حين أراك أقول أنت

حين لا أراك .. أقول أنا

لأنك في الحقيقة حين سكنت “هو”

كنت تلاشيت في مركّبات أنا

أنا حلم أفسره كيفما أشاء..

أنت صدى حلمي تستوقفني

بانعكاسات أبعاد المرايا

انا أتستّر عن جميع تفاح الغواية

بين اللحم والعظم

أنت تعريها الى نخاع اللّب

ستحتاج وقتا طويلا

وانت تنقّب عن مكبّ فداحتها

وحين يشاء بك

ستصعق من هول هو

المتربع بانتظارك

المتربص بك

حيث أكوام الخطايا

ينوء من حملها هو

هو الذي هو أنت

هو انت الذي هو أنا

تتقلّص الرؤيا

يتقلّص العالم

تزدحم الأنا

وتلتقط جزيئاتها

أنفاسٌ..ذرّاتٌ..هباءاتٌ

لتصير أنا النّافرة

المتنافرة

لا غيرها في الوجود

الالتحام الومدي

يذيب المعاني

يذيب التنافر

يذيب التضاد

فأعود أنا لا شيء سواي

هل كنّا صفوة ً

أم كنا طفرةَ ً

أم كنا هفوة ً

من جنى الطفح الأجاج

ما كنت أساير العالم أنا

ما كنت أراكض النهر

كنت أبدد حيرتي

على أحزمة المرافئ

ما كان ليعنيني الى أين يهرع السيل

فقط أردت نهاية الطريق

أين تلقى الودائع

أين تمضي الاسراب

!!!لا جواب ؟.. لاجواب

صخور المرافئ صمّاء

التيار يستحم بكل الاشياء

ويمضي وتمضي معه

ذاتي مضغة من ماء

وحدها الافكار تتشكّلُ

حين كان الصبح ممزوجا بالماء

حينما المساء ممزوجا بالماء

حينما الانا تغفو على سرير الماء

كانت سميرة تتقن غفوة الغيب

حينما لا اسم ولا مسمى

لا ضمائر تستحضرأو تغيب

حينما الضمير هو

لا اله الا هو....

***

سميرة بنصر

 

في نصوص اليوم