نصوص أدبية

هِيَ.. وعلى نهجهم جميعاً

حسين يوسف الزويديا غيمـــةً حَمَلَتْ آهـــاتِ أوزاري

                واســـتقبَلتْها سمائـي دونَ انـــكارِ

يا ديمـــةً عَنْوَنتْ هذا الهدوءَ على

          جُرزي فكانـتْ كَمنْ تهمي بِأوطــاري

حيـنَ اللــقاء مضَتْ يمنـايَ تائـهةً

            ما بينَ قرطٍ وصدرٍ، صُغْتُ أشعاري

ومثلُها يا يديْ اليسرى على شغفٍ

            بين الحريرِ وبين المرمــرِ، احتاري

هي اضطرابُ شعوري ، بَلْ تَحَطُّمُهُ

             هــي احتراق جليدي في لظى ناري

وترجَمَتْ شفتـيْ ذاك الهيـام كـمـا

                   يَعِبُّ صادٍ سـرى في بِيْدِ تِسْفارِ

هِيَ التـي شعرُها المجنونُ دَثّرني

             كــمـا يُدُثَّرُ طفـــلٌ منهـــكٌ عـــاري

هيَ التــي حبُّها ما زال يأخذُنــي

                في كلَّ يـومٍ الى سَفْحٍ وإعصـــار

هيَ ارتـــحالُ الســنونــو أو تغربُّهُ

                 وســـاحلٌ أزرقٌ فــي بـالِ بَحّـارِ

وغابةٌ كلَّمـا اشــجارهــا اشتَعَلتْ

                 رَمَتْ على كَتِفـيْ أســرابَ أقمارِ

وهي التي حملتْنـــي للسَّما وعَلَتْ ،

                 فوقَ الذرى ورمتْني فوقَ أحجارِ

وفي الغروبِ يعودُ الشوقُ صوبَ دَمي

             مثــل العصافيــر إنْ عادَتْ لأوكـارِ

وأنـــتِ يــا قامـــةَ الأضــواءِ في حَلَــكٍ

              يــا أنـــتِ يا حَلَكــي يا كلَّ أنواري

وأرشفَتْ ريشتــي هولَ اللقاءِ على

                ذاكَ المـــحيّا بلحــنٍ هَزَّ قيـثـاري

أنتِ احتباسُ حقولٍ للمنـى بدمـي

            لحني يطولُ فَهلْ أدركْتِ اصراري؟ 

منذُ اقترحْتُكِ أفـقــاً لامـعــاً وأنا

                أطيـــرُ ما بيـــنَ غيماتٍ وأزهـارِ

وأنفضُ الدمعَ عن قلبي .. كما نَفَضَتْ

        عنها العصافيرُ .. صبحاً .. قطرَ أسحارِ

تـعـثـرتْ لُغتــي مـــاذا أقـــول أيــا

              تلكَ التــي حَطَّمَتْ قيـدي وأسواري

ما زلتِ - أيقونتي - لحناً بذاكرتـــي

             ذاكَ الـذي فــي خيالـي زهـرةَ الـدارِ

         ***

يا كلَّ حرفٍ على وجهِ القصيدِ سرى

          (يحيى) و(ريكانُ) كانا وحيَ افكاري

أنت (المصفّى جمالُ الخصب) يا دَلَهاً

            فـكـم علمتُكُ صـــوتاً هــادراً نــاري

أما (الجميلُ) فيا ســعدي ويا أملي

               (سـواعدٌ) أهلنـا عــزي وتـذكاري

يا (مصطفى) يا أخا أمّي ســأعزفُها :

              (آسجاريةَ) المجدِ يا أكليلَ من غارِ

في بصرة الأهـــل (حلفينا) لَهُ سَبَقٌ

               (فطـــارقٌ) بــاذلٌ معشـــاقُ إيثـارِ

وأنتَ (يا العامري السامي) رسْمتُ لكمْ

         في (موصلي) من قصيدي شوقَ أبرارِ

أمـــا وحقَّكِ يـــا (عبد الرضـــا) فأنـــا

            لكَ المديـنُ فأنتَ الكوكــبُ الســـاري

ذاكَ (القُصيُّ) قَصيٌّ ليتَها لغتي

             على حيـــاءٍ دَنَتْ ، يا كلَّ إبهـــاري

أمّا التقيُّ رهيـــف الحـسِّ ، موئِلُنا

           (منصورُ) يا دوحة الافراح في داري

وأنتَ يـا (حنظلاً) يـا شهدَ أزمنتي

          يا (عادلَ) الحُكمِ فيكَ الصارَ والجاري

وفي الختامِ تحايا لا حــدودَ لها

            (للماجــدِ) الثـرِّ إنشــادي وأشــعاري

يا ســـادتي فآعذروني إنني ثَمِلٌ

              في حبِّ هذا عراقَ الأهلِ والبـاري

أنا المسجّى على ثغرِ العراقِ هَوَىً

         (بالفاوِ) روحي و(زاخو) نَبْتُ أغواري

     ***

د. حسين يوسف الزويد

 

في نصوص اليوم