نصوص أدبية
حسين سرمك
حسين سرمك:
أَهكذا تَغْدرُنا برحيلكَ المُفاجيء؟
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ منك
وآآآآه عليك يا ابا علي
أَهكذا ترحلُ عنّا ؟
بلا أَيَّةِ رسالةٍ
وبلا مُجرَّدِ كلمةٍ واحدة
أَو اشارةٍ عابرة
أَو ايقونةِ توديع
تُخْبرُنا فيها
انك على سفرٍ
الى فراديس الابدية ؟
أَهكذا تَهجرُنا ياحسين
دونَ أَن تخبرنا
حتى ولو بـ(بوست)
موجزٍ ومُكثَّفٍ وبسيط ؟
سواءً في الفيسبوك
أَو في الانستجرام
أَو حتى في الواتساب؟
أَهكذا صديقي
تسافرُ بكلِّ بساطة
وبلا أَيَّةِ مكالمة
تلفونيةٍ سريعة ؟
تخبرُنا فيها أَنكَ سترحلُ
الى هنااااك حيثُ جنائنُ الوردِ
والبلابلِ والفراشاتِ التي تُحبُّ ؟
أَهكذا ياحسين تهاجرُ
ولا تأخذُ معك قصائدَنا الموجعة
وقصصَنا الفاجعة
وأَغانينا الطاعنةَ في العشقِ
والنحيبِ والوجعِ السومري؟
أَهكذا ياصديقنا النبيلْ
وخلَّنا وصاحبنا الجميلْ ؛
الروح والنظيف القلب
والمدهش المُخيلة
والعبقري الذاكرة
وصانع المباهجِ والمسرات
وأُغنياتِ الملائكة
واناشيدِ الوطنِ الجريح ؟
أَهكذا تغادرُنا صديقي
من دونما تلويحة؟
ومن دونما وداع؟
أَهكذا تغدرُنا ياحسين
بغيابكَ العجائبي المُفاجىء
الذي يشبهُ رؤاك وأَخيلتك
وحدوسَك واكتشافاتِك
ونصوصَكَ وخطاباتكَ
ويشبهُ هواجسَك وتساؤلاتِك
وبسالتَك في رحلةِ الكَدْحِ والقهرِ
في المُستشفياتِ والمُختبرات
ومصَحّات أَصدقائِكَ
المرضى النفسيينْ
والمجانين الجميلينْ
والعُشاقِ الزاهدينْ
وصُنّاعِ الفرحِ والحبِّ والجمال
في غابتِنا التي اسْمُها: الحياة
ورُبَّما اسْمُها: الموت
الذي كنتَ لاتحترمهُ
ووالذي كُنْتَ لا تخافهُ
مُنذُ طفولتِكَ الفراتيةِ
وحتّى رحلتِكَ الأَخيرةْ
سلاماً عليكَ ياحسينْ
ياأَيُّها النقيُّ والتقيُّ
والصريحُ والجريحُ
والعاقلُ والباسلْ
والمغدورُ والمهدورْ
في غابةِ (الكورونةِ) السوداء
والزمنِ الرديءِ والقاتلْ
الذي كُنْتَ لاتَهابهُ
وكُنْتَ لاتخشاهْ
وهذا مايعرفهُ الناسُ
وهذا مايعرفهُ اللهْ
***
سعد جاسم
كندا في يوم الاحد الحزين
27- 12 - 2020