نصوص أدبية
أبناء الله
ربما أملاً بأحلامٍ جميلةٍ
ناموا مُبكّرين
كي يستيقظوا قبل شروق الشمس
ليتوضّؤوا بعرق الجباه ولِيُصلّوا صلاة الرغيف
مُيمِّمينَ قلوبهم نحو السماء
وخطاهم نحو ساحة الطيران
حاملين " ترامس " الشاي والأكوابَ الورقية
ولفائف الصمّون والبيض المسلوق
الى حيث يجلس عمّالُ المساطر بثيابهم الرثّة
والباحثون في دكاكين " اللنكة " عن ملابس مستعملة
تقيهم بردَ شتاءِ بغداد
فأبناءُ الله في سباقٍ مع الزمن
ليقينِهم أنّ بابَ الرزق الحَلال
تُفتح قبل استيقاظِ الشمس من نومها
منتظرين غروبَها ليعودوا الى خرائب بيوتهم
بما يكفي لشراء طعامٍ بائس
ودفعِ فواتير ماءٍ غير صالح للشرب
وكهرباءٍ متقطّعةِ الأنفاس
في وطنٍ لا يفوق حجم مياه دجلته وفراته
إلآ أمواج بحر نفطه ..
*
أبناء الله لم يعودوا الى بيوتهم الضيّقة
فقد حلّقوا من ساحة الطيران نحو السماء
لكنَّ الأيتامَ أفاقوا على رائحة الدخان وشِواء الأجساد
فأبناءُ الشيطانِ لا يريدون لأبناءِ الله
إلآ الفجيعة
*
أبناءُ الله الطيبون
منهم مَنْ لقيَ حتفه جوعا
او في التظاهرات السلمية
ومنهم مَنْ ينتظر
وما بدّلَ أبناءُ الشيطان و " الطرف الثالث "
من وحشيتهم تبديلا
***
بتول شامل
