آراء

قيس ناصر: الفاو أرض النقيضين (1)

سلسلة مقالات عن ميناء الفاو الكبير 

سابقاً، هناك من ينظر إلى طبيعة الفاو من خلال خصوبتها فيصفها بالأرض الخصبة، وهناك من ينظر إليها من خلال ملوحتها فيصفها بالأرض المالحة. يبدو أن هذا الأمر لم يقف عند حدود الطبيعة فحسب، بل وصل إلى ميناء الفاو الكبير، اذ هناك من ينظر إلى العمل الحالي بإيجابية، ويكون موقفه ايجابيا، وهناك من يكون له موقف مغاير .

الموقف الأول ينطلق من القول أن مشروع الميناء الذي صادقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء على جدواه الاقتصادية منذ 2009 والى 2019، لم يتم انجاز سوى مشروعين، الأول / مشروع الكاسر الشرقي –الذي نفذته شركة اوركيدون اليونانية، والمشروع الثاني/ الكاسر الغربي- الذي نفذته شركة دايو الكورية، وطوال عشر سنوات لم يتم التعاقد أو انجاز سوى المشروعين السابقين، -على الرغم من الموازنات الانفجارية من (2010-2014)، لكن بعد 2019، ولاسيما في 2020، فقد بدأت حركة العمل بالميناء تبدو واضحة من خلال توقيع ثلاثة مشاريع في اواخر 2019 تنفذها شركة دايو وهي: مشروع الطرق الداخلية للميناء، وحوض تصنيع النفق، والسداد الصخرية، وتمت المباشرة بها في شهر شباط 2020، ونتيجة لجائحة كورونا توقف العمل لأكثر من شهرين وتم استئنافه في شهر ايار 2020 ( ونسب انجاز هذه المشاريع الثلاثة عالية على رأي الفنيين، إذ تم انجاز حوض تصنيع النفق بنسبة 100%، ومشروعا الطرق الداخلية والسداد الصخرية نسبة انجازها اكثر مما مقرر لها)، أما المشاريع الخمسة التي وقعت في كانون الاول 2020، ووضع حجرها الاساس في نيسان 2021، فهي: (1- مشروع الطريق السريع الرابط بين ميناء الفاو ومدينة ام قصر بطول 62 كم، 2- مشروع انشاء هياكل ارصفة منطقة الحاويات 3- النفق المغمور بطول 2444 م 4-  اعمال الحفر والردم 5-  حفر قناة ملاحية ومدخل الميناء) وهذه المشاريع على وفق رأي الفنيين المسؤولين عن المشروع ان نسب انجازها اكثر مما مقرر لها. وهذه الاعمال هناك من يساندها ويدعو الى استمراريتها، ولاسيما ان هناك انجازا على ارض الواقع، فضلاً عن إن تنفيذها بأموال عراقية، وهذا الأمر يرتبط بسيادة العراق وتحسين موقفه التفاوضي –لاحقا- مع اية شركة ترغب بالعمل بالميناء سواء شركات صينية أو كورية او بلجيكية ..الخ.

أما الموقف الثاني/ فهو ينطلق من القول إن مشروع انشاء الميناء كان يفترض أن تنفذه شركة CMEC    الصينية، وبالنتيجة بما إن الشركة الصينية لم تنفذ المشروع ، اذن فالمشروع متلكئ  ولا يمكن انجازه، لذا ينبغي سحب المشروع من الشركة الكورية وتسليمه إلى الشركة الصينية، التي تنفذه بقرض صيني وتقدم اعمال اضافية بشكل مجاني وتربطه بطريق الحرير على وفق رأي اصحاب هذا الموقف. وما ينبغي قوله هنا أن مشروع الميناء قد تم عرضه للاستثمار من 2015 الى اواخر 2018، وقدمت مجموعة من العروض، إلا إنها قد رُفضت، في تلك الفترة -أي في أواخر 2018- في رئاسة الوزراء السابقة ووزارة النقل السابقة وادارة الموانئ السابقة، وتمت دعوة شركة دايو لتنفيذ المشاريع الثلاثة على وفق قرار مجلس الوزراء 63 لسنة 2019 في زمن حكومة السيد عادل عبد المهدي .

تكملة الحديث في المقال -2-

 

د. قيس ناصر - باحث واكاديمي

20/2/2022

 

في المثقف اليوم