آراء

عماد علي: هل يستغل الكورد فوضى الانتخابات التركية؟

لابد ان نشيرالى ان تركيا اليوم تعيش في حالة عامة غير مسبوقة من الواقع الفوضوي لما قبل الانتخابات ولم تشهد هذه البلاد من قبل ما هي فيه اليوم من الاوضاع السياسية الاقتصادية الاجتماعية غير المستقرة، وهي حقا تعيش في فوضى غير مسبوقة من الارضية المتاحة للانتخابات المقبلة وما هي عليه السلطة الحرجة والمضغوطة بين فنجان تهاوي الليرة التركية وسندان الافرازات السلبية للهزة الارضية التي ضربتها ولم تقم الحكومة التركية باقل مما كان من المفروض ان يتبعها او لم يتمكن من الواجب الواقع على عاتقها،و لاول مرة تصل شعبية اردوغان الى هذا الحد المنخفض حسب التوقعات وما هو المتاكد مما يمكن ان يحصل لتركيا مابعد الانتخابات وموقف السلطة الاسلامية السياسية والتغييرات المتوقعة في هذه البلاد وتاثيراتها المباشرة داخليا او خالارديا على المنطقة باسرها.

المؤكد من الامر، ان تركيا لم تبق كما هي عليه، سياسيا كما يدلي به كافة المراقبين السياسيين والمنظمات المدنية المتابعة لتركيا وما يجري فيها والتخمينات العلمية لمابعد الانتخابات ونقاط الضعف التي يمكن ان يستغلها من يريد التغيير الايجابي في الوضع التركي سياسيا كمحور رئيسي مؤثر في المنطقة.

النقاط السياسية الاقتصادية الاجتماعية الضعيفة المتاحة للكورد قبل غيرهم لاستغلالها من اجل التوجه الصحيح نحو التغيير الايجابي والوقت المناسب للعمل المأمول في الدور الكبير كم صنع الضغط على التوجهات الشعبية لتحقيق الاهداف الكفيلة لتغيير المجتمع الذي يعاني من ما هو عليه منذ عقود. ولابد ان نقول ان استغلال الكورد لهذا الموقف الضعيف للسلطة التركية في هذا الوقت العصيب والذي يعتبر جانبا مقبولا من البرغماتية المقبولة غير المستغلة لاي نقطة غير مستحقة ولن تكون هناك نتائج سلبية من الخراب الذي يدخل خانة استغلالالامور الانسانية وانما هو شان سياسي في ضمن دائرة متاحة ومقبولة سياسيا .

الجانب الاقتصادي وافرزات الهزة الارضية والواقع السياسي البائس نتيجة استغلال السلطة للبلد وظروفه غير الطبيعية منذ عقود، وعليه انه من حق الكورد قبل غيرهم استغلالها، ليكونوا عامل خير لمصلحة الكونات التركية كافة دون استثناء وقبل المكون الكوردي ايضا. النقطة الاخرى التي يمكن للجميع وخاصة الكورد استغلالها في هذه الاونة هو وجود الضغط العالية حول ما تفرزه كافة المكونات حول المهجٌرين والمشرٌدين واللاجئين السوريين وموقف الشعب التركي بشكل عام حول وجودهم. كما هو الحال، اي النقاط الكبيرة التي توفرت من هذا الجانب في هذا الوقت، انها متاحة لاستغلالها سياسيا بعيدا جدا عن الصفة الاستغلالية واللعب على التضليل، وهي امور سياسية واقتصادية ليس لاي احد ان ينتقد العمل عليها من اجل التغيير ابان الانتخابات، وهي الفبرصة الذهبية للكورد قبل غيرهم لو كانوا كما عاهدناهم اكثر عقلانية من ابناء جلدتهم في كوردستان الجنوبية، وخططوا وعملوا ونفذوا بدقة متناهية وبشكل مناسب جدا للمرحلة كما فعلوا من قبل. فان التغيير بائن ومتأكد وبداية لما يمكن ان يصاحبه تحقيق الاهداف سلميا وابعاد الشر المكبوت الذي تعتمده وتعمل عليه السلطة التركية منذ عهد كمال اتاتورك وقبله العثمانية ايضا. انها الفرصة غير المسبوقة ويجب ان يستغلها الكورد لخير امتهم وخير الشعوب التركية قبلهم ايضا، وانها ايضا الفرصة ان يرمي الشعب سلطة الاسلام السياسي غير المناسب للمرحلة في مزبلة التاريخ ويجد الحرية الديموقراطية الحقيقية والمساواة طريقها السوي.

***

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم