قضايا

كيف نتعامل مع ابنائنا المراهقين!

من المعروف ان المراهقة هي المرحلة العمرية الممتدة بين الطفولة والنضج، وتختلف هذه المرحلة من شخص لاخر ومن بيئة لاخرى من حيث الجنس والتنشئة الاجتماعية كل حسب مجتمعه..

كل واحد منا مر بتلك المرحلة الصعبة التي مرت بسلام عند بعضنا في حين احدثت شرخا عانى منه البعض الاخر ماتبقى من حياته..

ومما لاشك فيه ان هذه المرحلة تعتبر من اخطر المراحل العمرية لما لها من تاثير على شخصية المراهق/ة،، فهي المرحلة التي تشهد ثورة فسيولوجية ونفسية تحدث اضطرابا ملحوظ عند المراهق/ة اذا لم يتم التعامل معها بحكمة فانهة كفيلة بان تترك اثارها السلبية فيما بعد..

ان المراهق/ة في هذه المرحلة يكون حساسا جدا تجاه المواقف والعبارات الموجهه اليه، اذ يقوم بتاويل اي كلمة او نصيحة حسب مزاجه، فتراه تثور ثائرته عندتوبيخه او توجيه نصيحة ما اليه، اومطالبته بالدراسة، او الاقلاع عن ظاهرة جديدة عليه كالملابس الغريبة التي يعتبرها موضة، او قصة الشعر، او النطق بكلمات سوقية تحت اي بند، اوالاصرار على صديق يراه الاهل غير مناسب، وهكذا، فتراه يخترع الاكاذيب لتمرير موقف مابل ويصر على ان تصرفه صحيحا والاخرين كلهم على خطا..

ومن هنا تبدا العقدةالتي تتطور الى مشكلة ثم الى معضلة في ظل اصدقاء السوء الجاهزين دائما لاسداء النصائح الهدّامة وجعله يشعر بانه مضطهد من قبل اهله وان عليه التمرد لاثبات شخصيته وبانه لم يعد طفلا حتى وان كان ذلك برفع صوته اوفعل اي شئ يثبت به وجوده كالتهديد بترك البيت او ايذاء نفسه وقد يتفنن بهذا الامربوجود،  الوجه الاخر للنت الذي يجد المراهق/ة فيه ضالته لاقناع نفسه حتى وان كان مخطئا، ناهيك عن ان مدة اصغاءه واستيعابه للنصح التي لاتتعدى العشر دقائق بعدها يبدا بالتذمر واشغال نفسه باي امر، اي انه يتصرف كحاضر غائب يتظاهر بالاستماع في حين انه شارد الذهن يرتب لامر ما في ذهنه، اي حجة للخروج، اختلاق كذبة ما، اوالتمارض كي لايؤدي الامتحان وهكذا..

ان التعامل مع المراهق/ة امرا ليس سهلا ابدا بل يتطلب حكمة وصبر وموضوعية ونفس طويل لاحتواءه، وذلك يتم عن طريق:

1- مصادقة المراهق/ة من قبل الابوين واحتواءه باسداء النصح عن طريق الايحاء وليس مباشرة، وان يكون تحت انظارنا من بعيد او من قريب.

2ه -الابتعاد عن مقارنته باقرانه لان ذلك يشعره بالنقص.

3-عدم توجيه الانتقاد اللاذع خصوصا امام الاخرين لان ذلك يكسر نفسه ويجعله يشعر بالخجل.

4-الاستماع اليه ومحاولة مشاركته مشاكله مهما كانت، واشعاره بان هناك ملاذ امن يمكنه الرجوع اليه حتى وان كان مخطئا لحل مشاكله لئلا يقع باخطاء كبيرة يتعذر عليه حلها بمفرده.

5- معاملة جميع الاخوة والاخوات بنفس المعاملة دون اي فروق، وذلك هو الخطا الكبير الذي يقع فيه الابوين، فتراهم يجلون الابن الكبير ويبالغون بتدليل الصغير، وتلك مشكلة كبيرة تؤثر سلبا بنفس المراهق/ة.

6- اعطاؤه مساحة من الحرية المشروطة، والابتعاد عن الضغوطات الخانقة التي ستقوده فيما بعد الى التمرد والثورة.

7- اعطاؤه ثقة مع مراقبته من بعيد اي اننا نعطيه ثقة وان كنا لانعتمد على تلك الثقة، لكن علينا ان نشعره بانه مسؤول عن نفسه التي هي وديعة عنده لكي نعززفيه الثقة بنفسه وبالاخرين.

8- خلق وتشجيع موهبة ما يجد فيها متنفسا له في اوقات فراغه وقد تعود عليه فيما بعد بالنفع وتكون مصدردخل ثان يعتمد عليه في حياته..

واخيرا ان تنشاة الطفل من البداية تنشاة صحيحة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة حتما ستمتد الى مراحل المراهقة والنضوج فيما بعد، اي ان نجعل نفسه تمنعه من الخطا والانحراف، بتعزيز الوازع الديني والاخلاقي عنده منذ الصغرلان "التعلم في الصغر كالنقش على الحجر" وذلك بزرع قيم الفضيلة عنده وبذلك نكون قد حصنّاه ضد كل انواع الرذيلة، قال تعالى"ونفس وماسواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دسّاها"..الشمس

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم