قضايا

مريم لطفي: روائع الإعجاز

(سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفُسِهم حتى يَتَبيَّن لُهم أنهُ الحقُّ) فصلت..53

تعريف الاعجاز: الاعجاز لغة مشتق من العجز والضعف وعدم القدرة، وهومصدر العجز ومعناه الفوت والسبق والمعجزة في اصطلاح العلماء يقصد به أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي وإعجازه للناس في عدم قدرتهم على الاتيان بمثله .

لينظر الانسان مما خلق، ليرى الظواهر الكونية المحيطة به من زلازل وبراكين واعاصير، من اجرام سماوية، خسوف وكسوف، السماء بطبقاتها، الارض وماتحوي من معادن، الحيوانات على اختلاف اشكالها وانواعها، النبات بتنوعه، الانسان بانظمته المعقدة من دماغه الى مراحل تطور الجنين بمسمياته ووصف مراحل تطوره بدقة بالغة، قال تعالى (وَلقَد خَلقنا الإنسانَ من سُلالةٍ من طين .ثمَ جَعلنا النطفةَ في قرارٍ مكين .ثمَ خَلقنا النطفةَ علقة فَخَلقنا العلقةَ مضغة فَخَلقنا المُضغَةَ عِظامًا فَكَسونا العظامَ لحمًا ثمً أنشأناهُ خَلقًا آخرَ فتَباركَ الله احسن الخالقين) المؤمنون

وان وضع الحقائق بدلائلها بين يدي القارئ إنما ليدرك عظمة هذا القران وعظمة هذا الخالق والكون الذي يسير بحساب دقيق .

فاذا تاملت القران ستجده دستورا كاملا للحياة بما ينص عليه من قوانين الزواج والطلاق والميراث والتعامل من بيع وشراء ومعاملات تجارية واحكام شرعية وفقهية.

وإن الاعجاز العلمي والرقمي في القرآن هو دعوة ومخاطبة لعقل الانسان بصورة مباشرة ومحاكاة علمية قائمة على حجج وبراهين ثابتة تسير وفق منهج ثابت دقيق لايستطيع احد أن يتدبره غير الله قال تعالى (خلق الانسان.علمه البيان) الرحمن/3

فمنذ خلق الله الانسان على الارض وهو يدعوه الى التأمل والتفكيروالتدبر بهذا الكون العظيم (كتابٌ أنزلناهُ مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكرأولو الألباب)29

ومذ قتل قابيل أخاه هابيل وسجلت أول جريمة بالتاريخ الانساني، حينما بعث له اللهُ غرابًا يبحثُ في الارضِ ليُريَهُ كيفَ يُوارِي سوءةَ أخيهِ ويكرمه بالدفن (فبَعَثَ الله غرابا يبحث في الأرضِ ليريه كيف يُوارِيَ سوءةَ أخيهِ قالَ أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوَاريَ سوءةَ أخي فأصبحَ منَ النّادمينَ) المائد31

ومن الجدير بالذكر إن الغراب الذي بعثه الله لم يقتل أخاه، كما يذهب أغلب المفسرون إلى إن هناك غرابين اقتتلا، فلم تذكر الآية الكريمة إن هناك غرابين اقتتلا ودفن أحدهما الآخر، بل ذكرت ان هناك غرابا واحدا كان يبحث في الأرض، ذلك البحث الذي ألهم قابيل أن يدفن أخاه، وهل يوحى للمجرم أيضا؟نعم يوحى للمجرم لكي تُكرم الضحية التي لاذنب لها وهذا بحد ذاته إعجاز قام به أحد مخلوقات الله الذي أصبح آية وسمة لاكرام الميت بدفنه فيما اتخذه البعض نذيرا للشؤم لأنه ارتبط بأول جريمة بالتاريخالانساني.

ومذ تأمل نبي الله ابراهيم الكون العظيم بما آتاه الله من نورٍ في قلبه وهدىً في بصيرته، ورشاد لتفكيره في ملكوت السموات والأرض، توصل الى الايمان الاقناعي والذي يعني صلاح القلب بعقيدة الايمان، هذا الصلاح الذي بدوره ينشط الجوارح لاستيعاب كنه العمل ثم تطبيقه، فالقناعة هي الفرقان الذي يختار الطريق بدون أي ضغط وهي الحقيقة المطلقة للاتيان بجوهرالحكم الذي سيكون قاطعا فيما بعد حينما يتعزز بالشواهد والادلة والبيّنات، بعفوية الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وبالتأمل الفكري والعقائدي الصحيح بأن لهذه الأرض ومن عليها بكل ماحوت من مخلوقات، والسماء التي تزينها الكواكب والنجوم، ربّا خالقا، وحكيما مدبرا، وان لها صانعا اتقن كل شئ واحكم إنشاءه..فقدّره تقديرا(وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنهُ وماننزّلهُ إلّا بقدرٍ معلومٍ) الحجر21

ولطالما كان يتأمل في الليل نجوم السماء وكواكبها، فبعضها دائم المسيرلايستقر في مكان في هذه السماء اللامتناهية الاتساع وبعضها كالثابت في مكانه، لايتحرك اوهو يظهر كذلك، وماهو ثابت (والشّمسُ تجرِي لِمُستقرٍّ لها ذَلكَ تَقديرُ العزيزِ العليم.والقَمَرَ قدّرنَاه مَنازِل حتّى عادَ كَالعُرجُونِ القَديم.لا الشمسُ ينبغِي لَها ان تُدركَ القَمَرَ ولا اللّيلُ سابقُ النّهارِ وكلُّ في فلكٍ يَسبحُونَ)يس -40-38

وكان يلاحق القمر بنظراته متأملا إياه، فكان بين هذه النجوم، وقد أحاطته هاله من نورشفاف، كملك تحف به حاشيته، والرعية..

وعندما يتقدم الليل ينحدر هذا القمر الى الأفق الآخر، وكأنه في ارتحال دائم، لايتوقف (وسخّر لكم الشمس َ والقمرَ والنجوم مسخرات بأمرهِ إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون )النحل12

وفي الصباح، يتأمل إبراهيم الشمس، تغمربنورها الارض من الأفق الشرقي، فتملأها ضياءا، وتغمرها نورا، وتبعث فيها دفئا وحياة..

وتتهادى في قبة االفلك بمهابة وجلال ثم يهبط الظلام وتبدأ النجوم تتلألأفي كبد السماء كأنهن لؤلؤ مكنون ويبزغ القمر من جديد، متناقصا ليلة بعد ليلة، حينا متزايدا وحينا متناقصا، وهكذا تستمر الحياة بين ليل ونهار وتعاقب فصول في انتظام رتيب، واتساق عجيب، تبارك الله احسن الخالقين..

قال تعالى (وكذلكَ نُري إبراهيمَ ملكوتَ السمَواتِ والأرض وليَكونَ مِنَ الموقنينَ (76) فلما جَنَّ عليهِ الليلُ رأى كوكبًا قال هذا ربي فَلما أفل قالَ لاأحب الآفلين (77) فلمَّا رأى الشمسَ بازغةً قال هذا ربي هذا اكبرُ فلمَّا أفلَت قالَ ياقومِ انَّي برئ مما تشركونَ (78) إني وَجّهتُ وجهيَ للّذي فَطرَ السمواتِ والارضَ حنيفًا وماأنَا مِنَ المشركين (79)..) وهذا سبب اختيار الله لرسله حيث يبنى على الكثير من الاعتبارات فالانبياء يتأملون ويفكرون ويبحثون سبل خلق هذا الكون العظيم، ولكل نبي جعل الله معجزة يحاجج بها الناس ليؤمنوا بالله وهذه المعجزه التي أيد الله بها رسله وانبيائه خارقة للعادة تحدى الله بها البشر أن يأتوا بمثلها فكانت برهانا ساطعا على صدق انبياء الله في تبليغهم عن رب العالمين، فالبشر لايمكن أن يأتوابآية أو معجزة من عند أنفسهم وبالتالي يكون دليل على إن تلك المعجزة والآية آتية من رب قادر لايعجزه شئ في الارض ولا في السموات.

والمعجزات تنقسم الى قسمين:

-معجزات حسيّة:وهي المعجزات التي يراها الناس عيانا، كتحول عصا موسى (ع) لحيّة تسعى، واخراج صالح (ع) للناقة من صخرة.

-معجزات معنوية وهي التي يعيها الانسان ببصيرته كالقرآن الكريم معجزة النبي محمد.

وتعددت المعجزات وتنوعت بحسب تصنيفها فمثلا كانت معجزة النبي

 ابراهيم عليه السلام النار الباردة (قُلنا يانار كوني بَردا وسلامًا على إبراهيم)، ومعجزة موسى عليه السلام إنفلاق البحر والآيات المعروفة التي جابه بها فرعون وأتباعهِ (فاضرِب لهم طريقًا في البحرِ يبسًا) ومعجزة عيسى عليه السلام قدرته على شفاء المرضى وإحياء الموتى (وإذ تَخلقُ مِنَ الطينِ كهيئة الطير بإذني) وهذه المعجزات التي منحها الله لعيسى (ع) جعلت بعض الناس يعتقدون-خطأ- إن عيسى هو الله لما قام به من معجزات عظيمة، ومعجزة نوح(ع) السفينة (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)، ومعجزة داوود (ع) الذي ألان له الحديد وكانت الجبال والطير يسبحن معه (ولقد آتينَا داوودَ منا فضلًا ياجبال أوّبي معه والطيرَ وألنا له الحديد)

 وسليمان الذي سخر له كل شيء الرياح والجن الذي كان يأتمر بأمره، وإسالة النحاس (ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر) ومحادثته للحيوانات والنبات والجماد - سبحان الله - وهذا دليل على إن المخلوقات كلها لها أرواح، وهذا دليل قاطع على قدرة الله وبديع صنعه وفضله على الإنسان..

ولكي يتم الله نعمته على الإنسان أرسل محمد عليه الصلاة والسلام مبشرا ونذيرا ليكون خاتم الانبياء وتكون معجزته القرآن آخر الكتب السماويه المنزلة..

وحقيقة فإن القرآن ليس مجرد كتاب يحوي قصص وأساطير الأولين كما يدعي بعض الملحدين، بل يشتمل على إعجازا علميا ورقميا دقيقا حيرعقول العلماء بوجه عام والملحدين بوجه خاص مما حدا بأكثر العلماء الى إشهار إسلامهم بعد رؤيتهم الاعجاز العظيم لبعض الظواهر الكونية التي تم اكتشافها مؤخرا والتي من المستحيل أن يأتي بها رجل أمي لايعرف القراءة والكتابة كنبينا العظيم محمد عليه افضل الصلاة والسلام من دون أن يكون وراءه خالق عظيم يملي عليه آياته العظيمة..

فمنذ 1400 سنه وقت نزول القران الى يومنا هذا، والعلماء كل يوم يكتشفون إعجازا علميا جديدا كان قد ذكر في القران منذ ذلك الوقت، حقائق علمية مذهلة، أرقام ومعادلات وظواهر كونية تجعل الانسان يخر ساجدا لله وعظمة خلقه، ولذلك فان اكثر الناس خشية من الله هم العلماء لانهم يعلمون تماما من هو الله بالدليل القاطع، وماهي قدراته الخارقة التي حيرت العقول، قال تعالى في كتابه العزيز (إنّما يَخشى الله من عبادهِ العلماءُ) فاطر/28

وبهذا دلاله واضحه بينة على إن أكثر من يخشون الله هم العلماء..

هذه الخشية إنما تأتي من االمعرفة العميقة للذات الالهية وتقديرها حق قدرها، لانه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.

ومن يقرأ القرآن ويتبحّر به يجد إنه موجها إلى كل البشرعلى جميع العصور، موجها الى العقل البشري ليبحث ويتدبر من خلق هذالكون العظيم وهذه الكائنات بما تحويه من انظمة معقدة، الانسان، الحيوان، النبات، الاجرام السماوية التي تسير بحساب دقيق محسوب بالدقيقة والثانية(الشمس والقمر بحسبان .والنجم والشجر يسجدان)الرحمن5

أي ان كل شئ يسير بحساب دقيق، حسابات متناهية الدقة تعجز أقوى الحاسبات على مواكبتها ومن هنا جاء الحساب أرقام وعمليات حسابية دقيقة تجري عليها الكائنات الاجرام السماوية، الفصول، اليوم محسوبا بالدقيقة والثانية لايطول ولاينقص من يستطيع جعل اليوم اربعا وعشرون ساعة تامة من غير نقصان وعددالاشهر والسنين وتعاقب الليل والنهار كل ذلك يجري بحساب دقيق (فبأي آلاء رَبِكُما تُكَذّبان)وقد تكررت هذه الآيه 31 مرة في سورة الرحمن، لما لها من أهميه وتذكير بنعم الله التي تدعو إلى وجوب الشكر والإرتقاء بالانسان بما يليق بمقامه الذي خلقه الله فيه وجعله بأحسن تقويم ليكون سيد الكائنات على هذه الأرض (لقد خلقنا الانسان في أحسنِ تقويم) التين/4

وبالاضافة الى كل ماجمع القرآن من نحو وقصص وقوانين وأحكام شرعية، فقد تطرق إلى مختلف العلوم كالتشريح وعلوم الفضاء

وتظهربقوه جلية قوة القرآن الإعجازية في هذا العصر الذي سادت فيه قوة العلم على أي قوة أخرى وقد باتت لغة العصر الحديث (علم الانسان مالم يعلم) العلق/5

ومن هنا نصل إلى نتيجه مفادها إن القرآن ليس مجرد كتابا للحفظ والترديد دون فهم معنى كل آية من آياته، إنه كتاب يضع الحقائق بادلتها أمام الإنسان ليعلم مالايعلمه وليتدبر هذاالخلق العظيم (فمن يُرد الله أن يَهديَهُ، يِشرح صَدرَهُ للإسلام ومن يُرِد أن يُضلّه، يَجعل صَدرَهُ ضِيقًّا حَرجًا كأنما يَصعّدُ في السّماء كذلكَ يَجعل اللهُ الرّجسَ على الذينَ لايؤمنونَ) الانعام 25

فلنتأمل هذه الآية القرآنية الرائعة على سبيل المثال، فالله جل وعلا يبين الفرق بين الانسان المؤمن الذي شرح له صدرا هانئا مطمئنا وبين الضال الذي جعل صدره ضيقا حرجا، ولنتأمل الاعجاز الرائع والتشبيه الدقيق في الآية التالية:

(كأنمايَصعدُ في السماء) بدءا الآية فيها تشبيه بدليل الاداة (كإن) ليقع بعدها المشبه به في صورة حسية فهل فكرت اخي القارئ كيف يصعّد الانسان في السماء ولم يقل (إلى السماء) حين تصعد الروح مثلا، بل قال (في السماء) وهذا مااختلف عليه المفسرون واعتبره البعض خطأ نحويا فكيف يحدث ذلك؟هذا التشبيه يشبه الانسان عندما يركب في طائرة وعندما تبحر الطائرة في السماء فأول مايحدث للانسان عند ارتفاع الطائرة هو الشعور بالاختناق وضيق الصدر نتيجة لتخلخل الضغط وقلة الاوكسجين، وتتسارع ضربات القلب، ياسبحان الله هذا الوصف الدقيق الذي يشعر به راكب في طائرة يجسده الله في آية بكلمات مكتنزة المعنى تصور حالة الضال بكل هذا التشبيه، ثم ورورد الفعل (يُصَعَّد) واصله (يتصعّد) وهو من التفعّل، اي كلما زاد الفعل زاداثره، والفعل هنا من (التصعيد) فكلما زاد الصعود زاد الضيق، بسبب الكفروالشرك بالله والابتعاد عن الصراط، فنجد الضال متذمر، كئيب، صدره ضيق لايتسع لاي حديث، يحمل اثقالا واحمالا تجعله يشعر بالمشقة والتعب، وكانه يحمل جبالا عل صدره وظهره!

ثم نأتي الى حرف الجر(في) وهنا يتجسد الاعجاز باجمل صوره فقد وردت الآية (في السماء) وليس (إلى السماء)فسبحان الله وبديع صنعه عندما يخفي حرف الجر ماورائه الكثير، ليجسد قوة الاعجاز وقوة الحرف الذي سخره الله وكلفه ليشرح لنا صورة من أجمل الصور، يكون الحرف نفسه قد ترك بصمته على إنه آية من آيات الله جل وعلا، ألاتكفي هذه الآية وحدها للسجود والاقرار بروعة ووحدانية الخالق جل وعلا، فمن ألهم النبي هذه المعلومة العلمية الدقيقة غير الله، فهل ركب النبي طائرة ليصف الضال بهذا الوصف الدقيق؟ هذا المعلومة موجودة في القرآن قبل 1400سنة فهل يوجد أعجاز اروع من هذا؟

وحقيقة نحن نتبارك بشئ من الذكر، وننهل منه قبسا ينير لنا عتمة الطريق، فالحمد لله على هذه النعم والمجد لله العظيم الذي لو ان البحر يمده من بعده سبعة أبحر مدادا، والاشجار كلها أقلام لم تنفذ كلمات الله.

(قُل لّئِن اجتَمَعَت الإِنسُ والجنُّ على أن يأتُوا بِمِثل هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثلهِ ولو كانَ بعضهم لبعضٍ ظهيرًا) الاسراء 88

وان وضع الحقائق بدلائلها بين يدي القارئ ليدرك عظمة هذا القران وعظمة هذا الخالق والكون الذي يسير بحساب دقيق، وان بحثي المستفيض عن دلائل الاعجاز القراني لعدد من الايات التي اذهلتني بحق واذهلت العلماء والتي استسلم بسببها الكثير وخصوصا العلماء في العالم بعد تأكدهم وبالدليل القاطع الذي لايقبل الشك بان هذه الظواهر ذكرت بالقران قبل 1400

ان كل الحقائق العلمية الموجودة في القران تدحض فكرة المغرضين بأن القرآن من عند محمد وانه قام بتأليفه وتكرار ماموجود في الكتب والاساطير القديمة .

فهذه الحقائق لم تكتشف الا في عصرنا هذا وبدأت الامور تبدو جلية واضحة بعد اكتشاف علوم الفضاء، كما وتدحض فكرة ان الانسان كان جاهلا كالحيوان كيف ذلك اذا أخذنا بالاعتبار ان آدم أول إنسان نزل على الأرض وكان يعلم كل شئ مما علمه الله، قال تعالى (وعلمَ آدمَ الاسماء َكُلها ثمَ عَرضَهم على الملائكةِ فقالَ أنبئوني بأسماءِ هؤلاء إن كُنتم صادِقين) البقره/ 31

جل ماكان يناقش بشان القران هو الوزن والقافيه، اي ان النقاش كان يدور حول لغة القرآن في حين إن القرآن ليس شعرا ولانثرا بل هو كلام من عند الله جعله دستورا قائما بذاته يخاطب به العقول والالباب (قُل لَئن اجتَمَعَت الإنسَ والجنًّ على أن يَأتوابمثلِ هذا القُرآن لايأتونَ بمثلهِ ولوكانَ بَعضَهم لبعضٍ ظَهِيرا) الاسراء/88

هذا طيف يسير مما وفقني الله للابحارفي روائع الاعجاز.

***

مريم لطفي - العراق

في المثقف اليوم