قضايا

احمد مغير: كيف نفهم السلوك البشري (5)

العمليات الحسية  ما هي العمليات الحسية؟ العمليات الحسية هي تلك العمليات التي تساعدك على فهم أو إدراك الطريقة التي يتبعها العالم من حولنا. لديك خمسة أعضاء حسية. إنها تشفر العالم المادي تعطيك التفسير لانك بشر. التفاعل مع العالم يمر بشيء يسمى عملية حساسة أو أنظمة حسية. ما هي العمليات الحسية، ولماذا هي ضرورية وكيف تصبح جزءا من علم النفس. دعونا في الواقع نوظف سيناريو لبيان ما تعنيه العملية الحسية. تخيل أنها ليلة رائعة مليئة بالنجوم وأنت جالس على مقعد في الحديقة, الليل رائع، النسيم يهب. وفي هذا الوقت، عندما تجلس في هذه الليلة على مقعد الحديقة، هناك العديد من الأشياء التي تسمعها ,هي عدة أنواع من المحفزات التي تؤثر عليك، عدة أنواع من الإشارات من البيئة. على سبيل المثال، حفيف الأشجار الذي يدخل أذنك، الضوء الذي يأتي من عمود الإنارة المقابل لك. الخدش الذي تشعر به في ساقك. وزن الزهور أو الحقيبة التي لديك على كتفك. الطائر الذي يزقزق قريبا. نسمات الريح والعديد من الأشياء الأخرى الموجودة هناك والتي تصطدم بك.

أعضاؤك الحسية المختلفة، على سبيل المثال العيون ترى شيئا ما، أنت تنظر إلى شيء ما، وبالتالي هناك الكثير من المعلومات التي تجمعها. وهي المعلومات التي يمكنك قراءتها. هذه الاصوات التي يمكنك سماعها. هذه المدخلات التي يمكنك استلامها أو الانتباه إليها. لكن هذه ليست المعلومات الوحيدة التي تدخل عليك. هناك العديد من المعلومات التي تأتي إليك بشكل أساسي، لكن لا يمكنك استلامها. على سبيل المثال، يرسل جهاز إرسال الميكروويف الموجود في مكان ما أسفل التل إشارات ميكروويفية أو الهواتف المحمولة، وهي في الواقع تنتهك جسدك عنوة  لكن لا يمكنك سماعها لأنها خارج نطاق السمع.

ضوء الأشعة تحت الحمراء الذي يأتي من بعض الأبراج في مكان ما، برج الميكروويف أو من برج الهاتف الخلوي الذي يرسل الترددات ولكن لا يمكنك رؤيته بالفعل، وهناك العديد من الأنماط والموجات الكهرومغناطيسية وغيرها من الأنواع الأخرى التي لا يمكنك رؤيتها.

 لذا فإن جزءا من الأطياف المرئية أو جزء من التحفيز الذي يمكنك سماعه والذي يتم ضبطك عليه وجزء من الأطياف لا يمكنك سماعه. لذلك مجرد الجلوس على مقاعد الحديقة,أنت لست وحدك هناك أشياء كثيرة. هناك الكثير من المحفزات او الاشارات التي تصل اليك. كيف تقوم بالتشفير أو كيف تلاحظ هذه الإشارات، هذه الإشارات تجعلك تفهم العالم من حولك العالم .

هناك نافذة، ومن تلك النافذة طلبت منك أن ترى أن هناك شيئا ذا طبيعة معينة، كائن أسطواني بني في القاعدة وأخضر على الجانب العلوي، ماذا ترى؟ ما تراه عيناك في الواقع هو الفوتونات المنعكسة من هذا الهيكل. لذا فإن العين ترى في الواقع فوتونات، جسيمات ضوء. وهذه الجسيمات الضوئية التي تسقط على العين يتم نقلها بعد ذلك إلى منطقة معينة من الدماغ، والتي تنظمها، وتقارنها ببعض الهياكل، وتقارنها ببعض المنظمات، وتقارنها بتمثيل شيء تم ترميزه من قبل ويقول إن هذه شجرة. لذلك إذا كان شخص ما يرتدي بنطالا بني اللون و قميص أخضر اللون في الأعلى، فهو ليس شجرة. ولكن إذا كان هناك شيء يحتوي على عمود بني وورقة خضراء اللون فوقه، فهو شجرة. فكيف تميز بينهما؟ هذا هو الشيء المثير للاهتمام. إذن ما تراه العيون في الواقع هو المثير الفيزيائي، وهو في الأساس الفوتونات. لكن ما يدركه البشر، ما يراه منه هو شجرة وأشياء من هذا القبيل.

إحساسنا هو الجزء الذي تقوم فيه بالفعل بتشفير هذه الفوتونات إذا كان ضوءا أو ضغط موجات صوتية أو لمسية إذا تم لمسها وما إلى ذلك. إذن كيف يمكنك ترميز درجة الحرارة والضغط، هذا النوع من التحفيز المادي هو كيف يأخذ النظام البشري أو كيف يأخذ النظام الحسي البشري هذه المعلومات ومنها يخلق عالما نفسيا هو ما يدور حوله الإحساس.

ولتبسيط ذلك، علي أن أخبركم بالعمليات الحسية بهذه الطريقة، هذه هي بيئتي الخارجية وهذه البيئة الخارجية لديها أشياء مثل الفوتونات وضغط الهواء ودرجة الحرارة. إذن هذه هي الصفات الفيزيائية، الأشياء التي تصنعها الفيزياء. ولكن بعد ذلك هذه الأشياء، تقع في النظام البشري, النظام المادي، و النظام النفسي. لذلك في النظام النفسي هذه الفوتونات هي الضوء، أمواج ضغط الهواء هي الصوت، درجة الحرارة هي الشعور بالدفيء او الحرق. عندما تقع هذه الاشارات على الأعضاء الحسية للإنسان، كيف تترجم هذه الأعضاء الحسية هذا؟ الفوتونات والضغط ودرجة الحرارة إلى فعل رؤية ضغط الهواء حيث الصوت ودرجة الحرارة الأشياء الباردة والساخنة، هذا هو كل ما تدور حوله العمليات الحسية . لذلك في هذه الواجهة حيث يتحول العالم المادي إلى عالم النظام الحسي. النظام الحسي هو آلية كشف إنه في الواقع يشفر العالم المادي في العالم النفسي.

 في العالم المادي لديك درجات حرارة، على سبيل المثال، درجتان، ثلاث درجات، أربع درجات، 18 درجة، 20 درجة، 40 درجة. في العالم النفسي تسمى هذه الأرقام ساخنة، باردة,دافئة. في العالم المادي لديك فوتونات. 4 فوتونات، 8 فوتونات، حفنة من الفوتونات، عدد كبير من 1 مليار فوتون في العالم النفسي لديك اشراق او أضاءة، أقل سطوعا، سطوع أعلى يخلق لك تدرج أقل حيث اللون غير اللون، في العالم المادي لديك نغمات مثل واحد هيرتز 5 هرتز، 10 هرتز، 50 هرتز، 20 هرتز، 200 هرتز 1000 هرتز. في العالم النفسي لديك صوت عالي، نغمة منخفضة، نغمة عالية. إذن كيف يتم تحويل هذه المحفزات الجسدية إلى قواعد علم النفس المخصصة وكيف يتم مطابقة ذلك؟ هو ما يدور حوله الإحساس. لذا فإن الإحساس هو عملية تشفير الحافز المادي وادخاله مرة أخرى أو تحوله بشكل أساسي إلى شكل حتى يتمكن الدماغ من فهمه وجعل المعنى منه هذه الأحاسيس.

يحصل البشر في جميع الأوقات على هذا النوع من المعلومات. حتى في الظروف الشائعة، يقصفنا زخم من المعلومات. الكثير من المعلومات تصل إليك و من هذه المعلومات فأن الكائنات الحية تحتاج إلى استيعاب العالم. كيفية تحويل المثير المادي إلى محفز هو في الأساس العنوان. كيفية تشفير هذه المعلومات من البيئة بشكل أساسي في شكل يمكن للدماغ قراءته وتفسيره، عملية من جزأين. الاول، جوانب من المعلومات البيئية تسجل معنا. لذا فإن إحدى مشاكل الإحساس هي ما هي جوانب العمليات الحسية أو المثير الحسي الذي نحتاجه بالفعل؟ ومن الصعب جدا الإجابة هنا على هذا السؤال بالمعرفة الحالية. على سبيل المثال، انظر إلى الخفافيش يمكن للخفافيش سماع صوت عالي النبرة فقط، لكنها لا تستطيع الرؤية، وبالتالي هناك أنظمتها الحسية أو أنظمة السمع، ما يحدث هو أنها عندما تطير، فإنها تحصل على صدى من أي مادة في طريقها، ومن ذلك تختار المسار. انظر إلى الكلاب، لديها رؤية ضعيفة للغاية، لكن لديها حاسة شم قوية للغاية.

في الأساس الإجابة السريعة على هذا هو أنه يأتي من التكيف. إنه قادم من سلالة طويلة من التكيف. إنه في الأساس لماذا لا يستطيع البشر رؤية النطاق المرئي للطيف كله؟ الجواب هو أن البشر يمكنهم الرؤية فقط من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأشعة تحت الحمراء، وبعد ذلك لا يمكنهم الرؤية. الطيف البصري هو الألوان. ولكن عيون البشر تتدرب بهذه الطريقة وتتكيف و يمكنهم الرؤية بهذه الطريقة ولكن الكلاب يمكنهم رؤية الأشعة تحت الحمراء، و الأشعة فوق البنفسجية، يمكن لبعض الحيوانات رؤية الأشعة فوق البنفسجية.

 الثاني هو كيف تعمل الأعضاء الحسية للحصول على المعلومات التي يمكن اكتسابها بشكل فعال. إذن ما هي خصائص الأعضاء الحسية أو كيف يجمعون هذه المعلومات وليس فقط جمع المعلومات، بل هم يكتسبون هذه المعلومات بشكل فعال ويجعلون المعنى مثاليا. الأحاسيس والمستوى النفسي، هي القانون الأساسي للتجارب المرتبطة بالمحفزات. ما يحدث حقا هو أن الأحاسيس هي تفسيرات للتحفيز البدني. التحفيز الفيزيائي مثل درجة الحرارة والضغط وشدة الضوء وعدد الفوتونات وضغط الهواء. أحاسيس البصر  وهو اللون إذا نظرت إلى الفوتونات. يحتوي نفس العدد من الفوتونات على العديد من المتغيرات أو عدة معلمات. نفس المستوى من عدد الفوتونات يمكن أن يحدد أيضا الحقائق النفسية مثل الشدة، والحقائق النفسية مثل تدرج اللون. حقائق أخرى مثل اللون و التشبع. لذلك عندما تدرك العين شيئا ما، فإنها لا تدرك فقط نوع الكائن، بل و شكل الكائن.

العيون ذات خلايا خاصة تتعرف على الزوايا والخطوط والمنحنيات. لذلك يمكن أن تخبرك الأحاسيس كيف يكون هذا الكائن أو ما هي طبيعة هذا الكائن. اما مستوى الإدراك فهو تجارب المعالج لذا فإن المعلومات الخارجية أو المحفزات الخارجية، عندما تطبع على أنظمتنا الحسية، فإن أنظمتها الحسية تدمج أو تأخذ هذه المعلومات بشكل أساسي و تجمعها في شكل حتى يتمكن الدماغ من قراءتها وفهم معناها. لذا فإن صنع المعنى من تجاربنا الخام يسمى الإدراك، العملية التي يتم من خلالها تشفير المحفزات من البيئة الخارجية في الدماغ أو في أنظمتنا الحسية أو في أذهاننا. ما هو الفرق بين الإحساس والإدراك؟ الإحساس هو نظام يقوم بتشفير المعلومات المادية في الدماغ. الإدراك هو نظام يأخذ هذه المعلومات الأولية في صناديق البريد الوارد ثم يجعل منها معنى.

مدى حساسية أو دقة نظامك الحسي. بعض خصائص أو بعض طرق أو بعض صفات الجهاز الحسي هي الحساسية. الحساسية هي مدى سهولة فهم نظامك الحسي أو إدراكه لما يرده من البيئة. هناك نوعان من الخصائص المشتركة بين جميع الطرائق الحسية. وهاتان هما المعلمتان الرئيسيتان لأي أعضاء حسية واي محفزات تضرب الأذن تضرب العين أو الجلد أو أي الحواس الخمسة الأخرى. تتمتع هذه الحواس الخمسة بجودة تخبرك بمدى دقة ذلك ومدى حساسيته.

تكون حساسية الجهاز الحسي بحيث يمكنه تلقي التحفيزات عالية الكثافة و منخفضة الشدة. تصف الحساسية الطريقة الحسية والمستوى النفسي. إنها تقول كيف الجودة، جودة المعلومات، كم من جودة المعلومات يمكن للنظام الحسي تضمينها بالفعل. هناك ترميز حسي، والذي يصف الطرائق الحساسة مثل الترميز الحسي البيولوجي.

 الأنظمة الحسية، الحس البشري؟ الحساسية هي في الأساس مدى دقة نظامنا الحسي على المستوى النفسي، ما هي جودة المعلومات التي يقدمها لك النظام الحسي؟ هل يمكن أن يعطيها اللون، هل يمكن أن تعطيك تدرج اللون؟ هل يمكن أن تعطيك التشبع؟ يمكن أن تعطيك الرقم والخلفية. إذن ما مدى دقة الأنظمة الحسية من حيث الترميز الحسي، هذا يعني كيفية تشفير هذه المعلومات في الدماغ؟ بمجرد سقوط جسيم ضوئي في العين، جسيم فوتون، يسقط في العين، كيف يتم تفسير هذا الفوتون من حيث اللون، في علم النفس، يتم التعبير عن الحساسية باستخدام مفهوم العتبات.

يحتوي الدماغ البشري على عدد من الخلايا العصبية وهذا يخلق ضوضاء في حد ذاته. سأعطيك مثالا. حاول أن تغمض عينيك حاول أن تكون ساكنا. في اللحظة التي تفعل فيها ذلك دماغك يستمر في إطلاق الضوضاء في جميع الأوقات. من الصعب جدا التزام الصمت, هذا هو الضجيج العصبي .

إحدى ميزات قياس حساسية النظام هي قياس العتبة المطلقة، الحساسية هي دقة النظام أو دقة نظام الكشف. الآن في حالة البشر، نظام الكشف مرتفع. لذلك إذا أخطأت العين، إذا لم تستطع العين اكتشاف شيء ما، فلن يتمكن الدماغ من صنع معنى منه. عندها لن تفهم ما يدور حول العالم المادي، وبالتالي يعتمد نظام الدقة على الحساسية، وتعتمد حساسية النظام على مدى سرعة أو مقدار الدقة التي يمكن للنظام اكتشافها.

***

د. احمد المغير

في المثقف اليوم