قراءات نقدية

القصة القصيرة جدًّا (اللوحة).. زاوية نظر منفرجة في القصة القصيرة جدًّا

هناك الكثير من الفنون التي لا تعتمد الكلمة في التعبير عن مشاعر أو قصة أو كلام تريد إيصاله، بل تعتمد لتقديم ذلك كله على ما تقدمه من أشكال وصور ومنحوتات، لإيصال شجون أو فرح أو دهشة أو إعجاب أو أي نوع آخر من المشاعر، ومن خلال تلك الأدوات، يستطيع الفنان أن يبرهن على قدراته في تقديم حالات إنسانية وبكامل الجمال والرقي، ومن تلك الفنون التي تقوم بهذه الأشياء مثلًا: الرسم والنحت والكاريكاتير والتمثيل الصَّامت....الخ من الفنون الجميلة التي تنجح في كثير من الأحيان في إيصال رسالاتها والتأثير فينا بشكل أكبر كثيرًا من الكلمة وربما أكبر من الفعل بحد ذاته.

و بالتالي تستطيع تلكم الفنون نقل الحالة الإنسانية، وتقديم القصص والحكي دون اللجوء لعنصر الكتابة، ورغم أنها تستهلك وقتًا طويلًا أطولَ أكثر بكثير من الكتابة إلا أن الشهرة التي تحققها الأشياء المميزة من تلكم الفنون تظل خالدة في الذاكرة ومعروفة لجمهور الناس حتى لغير المثقفين منهم لآمادٍ بعيدة ومديدة...و بشكل يبزُّ الكتابات التقليدية وحتى المتميزة منها.

في كثير من الحالات ودون أن ندري نستخدم كلمات أو جملًا من قبيل: إن ما نقرأه في عينيه أكثر بكثير مما نطق به لسانه....أو إنَّ عينيه باحتا بأكثر مما باح به لسانه...أو نقول: لغة العيون... ونقول أيضًا: اللبيب من الإشارة يفهم...و نقول: هل قرأت مابين السُّطور....و نقول: المكتوب ظاهر من عنوانه...أغلب تلك العبارات تستخدم عندما نتحدث عن واقعة (أي حدث معين) دون أن نقوم بسرده، إذ تكفي تلك الإشارات لإيصال الحدث، وبالتالي فإنَّ السَّامع والذي يقابل المتلقي أو قارئ النص، يستطيع لوحده ومن خلال تلك الإشارات أن يفهم القصة ويكوِّن الحدث، والجميل في الأمر أن تكوين تلك القصة يختلف حسب تفسير كل شخص لتلك الإشارات، وبالتالي تختلف الرؤية للقصة ويختلف التأويل وبذلك نكون قد أنجزنا شيئًا ولَّادًا...أو لوحةً كتابيَّةً تشبه اللوحاتِ التشكيليَّة التي نقف أمامَها متأملين معجبين نحاول فكَ رموزِها واستشعارِ ما تخفيه من المشاعر والقصص.

كل تلك العبارات وأمثالها والتي تعتمد التلميح والإشارة فقط دون تقديم عاصف وممتلئ بالحركة والأفعال إذًا يمكن أن تبني قصصًا وحكايات...فإذا اعتمدنا القياس في هذا الأمر فإننا يمكن من خلال جمل تصف الحالة دون أن تصرح بها ودون أن تذكر تفاصيل وقوع الحدث ودون أن تستخدم الأفعال بشكل مكثف...يمكنُ لتلكَ الجملِ أن تقدم قصة أو حدثًا أو حبكة.

من جانبٍ آخر وإذا نظرنا إلى آليات الكلام في اللغة العربية وأساليبها البلاغية، وما تحتويه من كناية واستعارة وخاصةً باستخدام اللغة الشعرية، نجد أنَّه يمكننا أن نكتب قصَّةً قصيرةً جدًّا وببلاغة دونَ أن نلجأ إلى التصريح الفج، الذي يضطرنا لتكرار أفعال نشعر من خلالها بأننا نقدِّمُ خبرًا جافًّا لا أكثر، وحتى بوجود المواربة والإضمار فإنَّنا لا يمكن لنا التخلص من الطَّابعِ الخبري لنص القصة القصيرة جدًّا، وخاصة باعتماد عنصر التَّكثيف كركن أساسي في هذا النمط من القصِّ والسَّرد.

هنا نتساءل إذًا بمشروعية هذا النموذج أو هذا الشَّكل ـ أي القصة القصيرة جدًّا (اللوحة) ـ لتقديم نص قصة قصيرة جدًّا، وما هي العقبات التي تقف أمامه؟

و هل يمكن لنا بالفعل أن نجد فيها ملاذًا من اللغة الجافة التي تعتمدها القصة ةالقصيرة جدًّا التقليدية والتي باتت مطيَّة سهلة لكلِّ الراغبين في الكتابة والتعبير عن مشاعرهم فكثر جدًّا تقديم ما يماثل الأنماط التالية من القَصّ:

ـ سقطت..أعانها على النهوض..فرحت..استغلَّ فرحتَها..حزنَت.

ـ تصارعا..تخاصما..تقاسمَ أرضَهم الأعداء.

ـ أحبَّها..أحبَّتْه..التقيا تحت جنحِ الظَّلام...ماتَ الحبّ.

ـ شبَّ عن الطّوق..استلمَ وظيفةً مهمةً...تزوّج...ركنَها في زاويةٍ منسية..استمرَّت تدعو له.

ـ حلمَ بهوليوود...سافرَ إليها...منحَها عمرَه...رجعَ خائبًا منكسرًا.

ـ المعلم الذي قضى حياته رهنًا لطلابه، جاء أحدهم اليوم ليعلِّمه بعض فنون القتال...ضربَه على رأسِه بهراوةٍ قاسية...استشهدَ العلم.

ـ الفتاة التي أنشدت قصيدة الحبِّ صغيرةً...نشيدُها أعجبَ الكثيرين...لم يمنحها أبوها فرصةً لبناء بيت الحب...رحل الأب، فيما هي على شرفتها الخمسينية لازالت تنشدُ نفسَ القصيدة، ولكنْ لم يعدْ هناكَ مارُّون على دروبِها.

ـ الخطيئةُ التي زرعها لديها في الصغر، تحكمُ اليومَ على ابنهِ ـ الذي ضربَ أبيه حتى الموت ـ بالإعدام.

هذه أنماط سريعة جدًّا كتبتها لحظة كتابة المقال للاستشهاد حيث أنَّ هذا النمط من الكتابة يشابه أغلب ما نقرأ في الكتب وما نشاهد من قصص على الفضاء الأزرق...و كان يمكنني الاستشهاد ببعض الكتابات التي يمتلئ بها الفيس لكنني آثرتُ تجنب ذلك تحاشيًا لإثارة أية إزعاجات أو مشاكل مع أصدقاء لي أحترمهم وأودهم في هذا الفضاء.

كل هذه الأنماط تحوي حدثًا حقيقيًّ وربما يكون مهمًّا فعلًا...و لكن تلك الصيغة التي عرضت بها تلك النصوص، توضح لهاث من يحاول الكتابة وراء التكثيف غير المبرر والذي يحول القصة إلى مجرد كلمات متتابعة دون روح تعيش وتهيم في أجواء كلماتها، فتشعر بالفعل أنَّك تقرأ مجرد تقرير صحفي أو خبر عاجل أو كأنك تقرأ تعريف لمعنى كلمة معينة ـ خاصة عند استخدام الرموز الغريبة ـ بثوب قصصي.

إذًا هنا نقرأ قصصًا مباشرةً مهما حاولنا الالتفاف على المتلقي بطريقة السرد، وتبقى الفروقات في التلقي والقراءة متأثِّرةً بمحسوبيات التاريخ الكتابي للكاتب.

في هذه القصص يعطينا الكاتب حدثًا مباشرًا، وإن كان مغلَّفًا ببعض الإضمار والمفارقة، لكنه في النهاية يعطينا حدثًا نجهد لالتقاطه في بعض الأحيان، ولكنه يبقى ضمن دائرة القص الجاف، التي لا تغني ذهن المتلقي سوى بإشارات البحث عن تحليل وتفكيك النص لإدراك ذلك الحدث، هنا يشارك القارئ الآخرين فقط في طريق البحث عن فك إشارات وأحيانا طلاسم النص القصير، وربما في النهاية يشعر أن هذا الجهد والوقت اللذين أضاعهما قد ذهبا سدىً حين يكتشف فقر النص وضحالة معانيه.

فإذا بقينا ندور ضمن هذه الدائرة الضيقة، خاصة مع تكرار تيمات القصة، حيث بتنا نرى قصصًا متشابهة في أغلب الأحيان بالفكرة وحتى بطريقة السرد، وبدأت المناوشات والاتهامات تسري بين الكتَّاب، في أحقية كل منهم بالنص...فإذا بقينا كما قلت ندور في هذا الفلك فإننا سنصل لمرحلة من الجفاف والعقم قد تؤدي بنا للاعتراف بنهاية القصة القصيرة جدًّا، ونعود أدراجنا باتجاه القصة القصيرة ذات الفسحة الأوسع والأرحب.

لذلك يكون البحث عن أساليب جديدة لتقديم نصوص القصة القصيرة جدًّا ضروريًّا ومهمًّا حتى لا تصاب بالعقم التعبيري، وبما أن آفاق الأدب العربي واللغة العربية لا تحدها حدود، ولا يمكن أن تقف عجلاتها عند هذا المنعطف الخطير، فإنها يمكن أن توجد طرقًا جميلة ورائعة للتغلب على تلك الكلاسيكية التي أضحت طاغيةً على أغلب ما نكتب من قصص قصيرة جدًّا...و من هنا يأتي دور انفتاح هذا النمط من القص على الفنون الاخرى كالرسم مثلًا، حيث نقدِّم هنا لوحةً من الكلمات، التي لا تعطينا قصةً جاهزةً خبريةً أو قصة مضمرةً نحاول إيجاد مفارقتها وقراءة رسالتها أو قصة غامضة نجهد في فك طلاسمها...بل هي هنا أي ـ القصة اللوحة ـ تعطينا رسمًا بالكلمات لموقف معين أو حدث معين، يكون على القارئ والمتلقي قراءة ذلك الحدث بل والأهم المشاركة في كتابته، تلك الكتابة والقراءة التي تختلف حسب الخلفية الثقافية الأدبية والاجتماعية والنفسية للقارئ...هذه اللوحة توحي إليك بالشعور وكأنَّك تقف أمام لوحة تشكيلية نابعة من الواقع والمطلوب منك قراءة هذه اللوحة وتشكيل قصة من بضع كلمات فقط حول هذه اللوحة...كم سيكون ذلك رائعا! وكم سيكون ذلك جميلًا! عندما يتحول القارئ فجأةً كاتبًا، بل ليس كاتبًا فحسب بل وكاتبًا مسؤولًا عن كتابته.

و تعتمد تلك القصة اللوحة بشكل كبير على العنوان والقفلة وبعض المؤشرات المنبثقة من قلب النص.

و للتوضيح سأقوم بوضع بعض الأمثلة هنا التي تساعد على فهم القصة اللوحة...و سأقوم بتقديم نظرتي أو قراءتي لتلك اللوحات:

 ما تحت الرماد

جميلةٌ تلكَ الخرافُ حانيةَ الرأسِ ترعى في المرجِ الأخضر...

جميلةٌ هاتيكَ الورودُ المرتَّبةُ بأناقةٍ في مساكبِها...

رائعةٌ صفوفُ التَّلاميذِ القويمةِ...

مبهرةٌ هذهِ السَّماءُ الصافيةُ الواسعة...

منعشةٌ تلكَ الأنغامُ الهادئةُ...

مريحةٌ أمواجُ البحرِ الرَّاكدة...

مُطَمْئِنَةٌ تلكَ الأجسادُ الرَّاقدةُ بسلام...

تلكَ اللوحةُ السَّاكنةُ في بيتي.......كم هي مرعبة!!

..................

هذه اللوحة لي (وسأتحفظ مبدئيًّا على لقب قصة قصيرة جدًّا)... ولا بأس وإن كانت لي أن أقدم قراءة تبدأ من العنوان (ما تحت الرماد)... الرماد يشير للسكون... ما تحت الرماد يشير ربما للجمر الذي يغلي تحت ذلك الرماد...العبارات الوصفية المتوالية في النص تتماشى مع وضعية الرماد فهناك هدوء وسكون وارتخاء...لنأتي فجأة وننتقل بجملة القفلة (تلك اللوحة الساكنة في بيتي كم هي مرعبة)... إذا كل ذلك الرماد الساكن هو مخيف ومرعب لأنه يخبئ شيئًا ما تحت الرماد فكلمة مرعبة تدل على أن ذلك الهدوء الظاهر في اللوحة يخفي شيئًا مرعبًا..قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، وقد يكون الجمر الذي يغلي تحت الرماد... و قد تكون هذه اللوحة لوحة وطن أو لوحة أسرة أو لوحة مؤسسة حكومية... وفي كل تلك الأشياء هناك مواطنون يعيشون حالة هدوء ظاهري وولاء لصاحب النعمة ويتمثل ذلك بالصفاء المعلن عنه في اللوحة... لكن هناك أشياء مرعبة خلف ذلك الهدوء يمكن أن ينفجر في أية لحظة.

إذا يعبر النص عن قصة أسرة مثلا أو وطن كما قلنا أو مؤسسة تتعرض للضغط من قبل حاكم قد يكون الأب أو الأم أو قائد الوطن أو رب العمل الذي يطيعه الآخرون دون رضاهم لتتأهب ثورتهم بالنهوض من تحت الرماد.

الآن أريد معكم أن نتخيل لو أردنا أن نقدم تلك الفكرة أو الحدث من خلال نص ققج تقليدي، ومن ثم نقارن ونلاحظ الفرق.

قصة أخرى (سقوط)

مدينتُنا بجانبِ البحرِ الأزرق

و هناكَ...هناكَ طفلةٌ بجانبِ الصَّحراءِ الصَّفراء

هي تحبُّ النَّوارسَ الرَّماديَّةَ

وحتى تصلَ البحرَ عليها

أنْ تقطعَ مدينتَنا الحمراء

في منتصفِ الطَّريق رأَتْ أمامَها غلالةً سوداءَ

بينَ نباتِ صبَّارٍ يخزُها

و بينَ نوارسَ تغرِّدُ لعينيها بينَ البحرِ والسَّماء

حثَّتْ خطاها باتِّجاهِ الحلم

أغصانُ الصبارِ أنشدَتْ مواويلَ حزنِها

حلَّقتِ النَّوارسُ بعيدًا بعيدًا

و ارتقى البحرُ ليصبحَ تابوتًا من نجوم

أمَّا هي............. هيَ

أضحتْ جزءًا من لوحةِ مدينتِنا الحمراء

...................

هذه لوحة مكونة من شذرة تتحدث عن طفلة تحلم بالهروب من نار الحرب والموت إلى البحر الأزرق الذي ترى فيه النوارس الجميلة والهدوء والاطمئنان الذي تبحث عنه (كرمز للغربة واللجوء)...هي تسكن في مكان بعيد عن أمكنة الاقتتال والصراع لكنها لم تعد تستطيع العيش في ظل الخوف، لذلك تبحث عن الهروب، ولكن الطريق إلى درب الهروب وهو البحر لا بد له من المرور بمناطق الاشتباك تلك، لتصاب الطفلة أثناء رحلتها في تلك المدينة الدموية الحمراء، ثم تموت بسبب الإصابة وتصبح دماؤها جزءًا من المدينة الحمراء (مدينة الموت).

لو أردنا أن نعبر عن هذه اللوحة بقصة قصيرة جدًّا تقليدية يمكننا فعل ذلك وأطلب إليكم إنجاز ذلك بالفعل، ولنقارن فوارق الجمال بين النمطين...و أنا هنا لا أطلق حكمًا بل أتركه لمن يحب التجريب والإبداع وقد نجد بالفعل ان القصة الكلاسيكية تفوق هذا الأسلوب(اللوحة).

قصة أخيرة (عطاء)

مرَّ من هنا بحرٌ ونهرٌ وساقية

البحرُ كانَ مدَّعيًا

بدا النهرُ مُرائيًا

أمَّا السَّاقية فلم تعدْ موجودةً

تسرَّبَتْ على مهلٍ إلى غورِ جراحي

................

هذه قصة لوحة تعتمد الكناية كأسلوب بلاغي لعرض فكرتها وحدثها: فالقراءة يحرضها هنا العنوان الذي يجعلنا نقرأ النص باحثين عن العطاء...متدرجين من البحر الواسع الذي يعتبر رمزا للعطاء باتساعه وامتلائه بالخيرات وهو رمز هنا للإنسان المترف فاحش الغنى والمال...ليظهر أنه فقط يدعي الكرم والعطاء وهو ليس كذلك لأنه يمر بالقرب من جراحي فلا يفعل لها شيئًا...ثم يأتي النهر الأقل اتساعا من البحر كرمز لإنسان مرتاح ماديًّا ويمكنه تقديم المساعدة إلا أنه أيضا كان مرائيًا ويتبجح أمام الناس بالمساعدة لكنه لا يفعل...فقط تبقى وعوده ضمن إطار المراءاة..لنبحث أخيرًا عن الساقية التي تعتبر فقيرة جدًّا بالنسبة للبحر والنهر لأنها ضئيلة صغيرة، وعندما نبحث عنها نجد أنها اختفت تماما لكنها لم تختفِ هربًا من المساعدة بل إنها اختفت لأنها ذابت كليًّا كمرهم يحاول تضميد جراحي ويساهم في التئامها...إذًا كان هذا الإنسان الفقير(الساقية) أكثر عطاءًا من البحر والنهر.

هذه بعض المثلة لقصص لوحات...أتمنى أن ينظر الأصدقاء فيها على مهل وبتروٍّ شديد ثمَّ يسرُّني أن أستمع لآراء الجميع ونقدهم البناء لأنني أؤمن أنَّ التحديث يأتي بالتجريب العام ويأخذ مشروعيته من آراء المتابعين من أصحاب الخبرة ومن متذوقي الأدب.

هذه المقالة هي مجرد رأي شخصي واجتهاد يحاول النظر من زاوية مختلفة لفن الققج، لإيجاد مساحات أكبر وأوسع براحًا مما نجده عليها الآن... وهي لا تعتمد على مرجعيات غربية ولا مقالات مترجمة ولا مصطلحات أدبية غربية مغرقة في التعقيد ويستعصي فهمها حتى على أكبر دارسي الأدب والنقد الغربي وحين نلجأ لتطبيقها في تربة أدبنا العربي نجدها لا تنبت إلا نكدًا.

هذا جزء من بحث حول القصة القصيرة (اللوحة)...يتبع

 

د. عبد المجيد أحمد المحمود

 

 

في المثقف اليوم