قراءات نقدية

محمد الورداشي: مقوماتُ القصةِ القصيرةِ

- على سبيل التقديم:

إن السردَ فعلٌ إنسانيٌّ محضٌ اختص به الإنسانُ دون الكائنات الحية الأخرى، وبذلك استحق أن يكون كائنا ناطقا ساردا بامتياز. فالسرد موجود في كل مكان وزمان، كما أشار رولان بارت، ومن ثم، يعد مكونا حضاريا وأداة لإنتاج المعرفة في صور من صورها المتعددة؛ أي أنه فعل بناء إنساني ما دام هذا الأخير يتوسل اللغوي، وغير اللغوي، لتأثيث الكون أولا، وللتعبير عن مكنونات نفسه الباطنية ثانيا، وعن همومه وآماله وطموحاته ومخاوفه وأهواله ثالثا؛ إنه الفعل الذي بموجبه يعبر الإنسان عن كينونته الوجودية، ويشكلها ويخلقها سواء أكان الخلق شفاهة أم كتابة.

ولئن نحن أردنا أن نقدم تعريفا للسرد، فلا بد أن نقول إن السرد أو "القص فن قديم قدم الإنسان، وليس فنا مستحدثا كما ألفنا أن نقرأ. وارتباط القص بالإنسان منذ القدم يعد ضرورة لنمو فكره وتطوره، فالقص ينشأ من جهاز معرفي لدى الإنسان هو بمثابة مركز التقاء بين داخله وخارجه"(1). أما التعريف المدرسي المبسط لهذا الفعل الإنساني المعرفي، فإنه لا يعدو كونه "نقل الحادثة من صورتها الواقعة إلى صورة لغوية"(2).

وهكذا، يتربع السرد على قمة الوجود الإنساني؛ إذ يتوسله الإنسان بغية مشاركة رؤيته للوجود، ويتفنن، من خلاله، في تشكيلها في أي قالب قصصي شاء؛ ذلك "أن الاستعداد القصصي خاصية إنسانية يشترك فيها جميع الناس"(3)، بيد أن هذا الاستعداد لا يعني أن طرق وأساليب السرد لدى الإنسان متشابهة، وإنما تختلف هذه الكفاءة السردية من شخص لآخر. ولئن نحن أخذنا كاتب القصة مثلا، فإنه "يختلف عن كل إنسان في أنه ينظر إلى الأشياء الواقعة نظرة خاصة. فهو لا يقف منها عند السطح، ولكنه يتعمقها ويفرز عليها من أفكاره وخياله، ويجعل لها تكوينا آخر وفلسفة أخرى، ثم هو يختزن كل ذلك في نفسه ليستغله في يوم من الأيام"(4).

وفي هذا المساق، نشير إلى أننا سنحصر حديثنا في نوع قصصي محدد: القصة القصيرة، ومرد ذلك إلى كون الفن القصصي يضم أنواعا قصصية متعددة: "الرواية، القصة، القصة القصيرة، الأقصوصة"(5).

1- القصة القصيرة:

في البدء، نشير إلى أن كل عمل قصصي، مهما كان نوعه "لا يستوي حتى تتوافر له عناصر بذاتها. فهناك حوادث وأفعال تقع لأناس أو تحدث منهم: وبذلك يوجد العنصر الثاني وهو عنصر الشخصية. ووقوع الحادثة لا بد أن يكون في مكان وزمان، وهذا هو العنصر الثالث. ثم هناك الأسلوب الذي تسرد به الحادثة، والحديث الذي يقع بين الشخصيات. والعنصر الأخير هو الفكرة أو وجهة النظر"(6).

لقد قدمت للقصة القصيرة تعريفات وتحديدات متعددة، تتفق كلها في عناصر بنائية وفنية محددة، وتختلف في عناصر أخرى حسب الرؤية والمرجعية المعرفية التي يصدر عنها النقاد والمنظرون لهذا الفن القصصي. فعز الدين إسماعيل يحددها على الشكل الآتي بعدما فرغ من تحديد القصة؛ لأنه يقيم تمييزا بين كل من القصة والقصة القصيرة والرواية: "وأما القصة القصيرة فهي حديثة العهد في الظهور، وربما أصبحت في القرن العشرين أكثر الأنواع الأدبية رواجا"(7)، ويعزو ذلك إلى كونها "أغرت كثيرا من الشبان بكتابتها رغم أنها في الحقيقة أصعب أنواع القصص"(8) فضلا عن كون عصرنا قد تميز "بالآلية والسرعة، ومئات الصحف والمجلات تحتاج كل يوم لمئات القصص"(9).

ومن ثم، فإن التعريف أعلاه، يصدر في تحديده للقصة القصيرة عن فعل تلقيها الذي يرده إلى طبيعتها من جهة، وإلى الطلب المتزايد الذي تقدمه المجلات والصحف والإذاعة إلى كتاب القصة القصيرة. بيد أن وجود "ربما" في التعريف، يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل تعد القصة القصيرة أكثر رواجا في القرن العشرين؟ وما المعيار الذي توسله الناقد ليصدر هذا الحكم؟ ويعزى سؤالنا إلى كون آراء نقدية وتنظيرية كثيرة تجعل من الرواية الجنس الفني الأدبي الذي بات يتربع على عرش الأجناس الأدبية منذ القرن التاسع عشر.

ويعرفها شارلز ماي (charles May) قائلا: "إنني أتفق مع بوريس إيخنباوم في أن القصة القصيرة شكل أساسي وأولي. بل إنني أشير إلى أنها شكل له صلة وثيقة بالسرد البدائي، الذي يجسد التصور الأسطوري ويلخصه، والذي يكون من سماته التكثيف لا التوسيع، والتركيز لا التشتت"(10). ولئن كان التعريف الأول يركز على الأسباب التي أدت إلى ظهور القصة القصيرة، ومن ثم رواجها وإقبال الصحف والمجلات عليها، فإن تعريف شارلز يحاول أن يؤصل لهذا الجنس الأدبي، وذلك من خلال العودة إلى الأشكال البدائية التي يرى أن القصة القصيرة تطورت عنها، لذلك يجعل لها صلة وثيقة بالسرد البدائي في صورته الأسطورية، وسنجد له تعريفا آخر يضيف "الرومانس" بحسبانه مهدا وأصلا من أصول القصة القصيرة؛ حيث يذهب إلى القول: "إن القصة القصيرة- في رأيي، وكما يؤكد فراي بالنسبة لشكل الرومانس- هي الجوهر البنائي لكل قص، وذلك في أخذها عن الحكاية الشعبية والأسطورة"(11). وفي سياق آخر، يضيف قائلا: "ومع ذلك فإن للقصة القصيرة في الغالب مبدعا موحدا، وحيث إنها نشأت منذ بداياتها في حضن الدوريات، فقد ظهرت غالبا مفردة، حتى وإن كان نشرها في شكل كتاب هو ضمانة بقائها النهائية"(12). فهو، من خلال تعريفاته التي أوردناها، يسعى إلى التأصيل للقصة القصيرة مقدما بعض خصائصها، ومن جهة أخرى، تشير تعريفاته إلى أن هنالك تقابلا مضمرا بين الرواية والقصة القصيرة، كان حاضرا في ذهنه أثناء تحديد خصائص هذه الأخيرة.

ورغم التعريفات والتحديدات المتعددة، تظل القصة القصيرة نصا أدبيا "يتعامل مع الوجدان، وتتم صياغته بحيث يصبح مؤهلا لإنتاج المتعة والمعرفة الإنسانية"(13).

2- خصائص القصة القصيرة:

إن لكل جنس أدبي خصائصَ ومميزاتٍ تُميزه عن الأجناس الأدبية الأخرى، بيد أن فكرة وجود جنس أدبي خالص كانت وما تزال محط نقاش وجدل بين النقاد والمنظرين، ومرد الأمر إلى التداخل الذي يكون بين الأجناس من حيث المقوماتُ البنائيةُ والفنيةُ. وهكذا، يمكن القول إن أهم ما يميز القصة القصيرة هو كونها لا تستخدم "التفاصيل بشكل خارجي تماما، وبطريقة ثابتة في الزمان والمكان (ولكنها) لا تستغل إلا تلك التفاصيل الضرورية والنافعة للقصة. ويبدو التقدم فيها وكأنه متجه إلى هدف وحيد. وعلاوة على ذلك، فهي أكثر ارتباطا بصيغة الرومانس منها بالصيغة الواقعية"(14). فهي، حسب هذا التصور، لا تفرط في سرد التفاصيل والجزئيات، وإنما تنخل وتصطفي منها ما يعد ضروريا لبناء الحبكة الفنية باعتبارها "من المفهومات الشائعة لها شيء يضاف إلى السرد ليجعل من الأشياء المسرودة بناء متماسك الأجزاء، يؤدي هدفا واحدا"(15).

أ- التكثيف، ووحدة الانطباع:

إن كاتب القصة القصيرة يجنح غالبا إلى التركيز والاختزال، ذلك أنه، وكما أشرنا سابقا، يركز على الضروري والمهم في الوقائع والأحداث اليومية، وبذلك تكون القصة القصيرة لقطة أو ومضة من الحياة الإنسانية، يسلط، من خلالها، القاص الضوء على جانب من جوانب الكائن الإنساني، ولعل هذا ما "يجعل صفة التركيز أساسية في القصة القصيرة، فهي أساسية في الموضوع، وفي الحادثة وطريقة سردها، أو في الموقف وطريقة تصويره، أي في لغتها"(16).

وإلى جانب التركيز، نلفي في القصة القصيرة نزوعا نحو "وحدة الانطباع" كما ذهب إدغار آلان بو؛ ذلك أن الأحداث والشخوص والزمان والمكان والفكرة، كلها عناصر ومكونات تتضافر وتتشاكل فيما بينها لتحقق وحدة الأثر لدى القارئ. فحتى وإن تعددت المشاعر والأحاسيس داخل القصة القصيرة، فإنها تصدر عن موقف واحد يسعى نحو هدف واحد، ومن ثم تحقق القصة القصيرة وحدتها وتماسكها فنيا وجماليا ودلاليا.

بيد أننا نود أن نطرح بعض التساؤلات حول وحدة الانطباع، ومدى صمودها حينما ننتقل من القصة القصيرة المفردة إلى مجموعة قصصية تضم قصصا متعددة: هل تفقد القصة المتفردة وحدتها الشكلية داخل سياق كلي لمتوالية قصصية؟ وهل تحافظ على السمة المميزة لها، وهي وحدة الأثر/ الانطباع، في ظل تجاورها مع قصص أخرى للكاتب نفسه؟

وفي هذا السياق، نورد تصورا لشارلز ماي يذهب فيه إلى "أن القصص في مجموعة واحدة- رغم وجودها بين دفتي نفس الكتاب- تدعونا إلى النظر إليها مفردة، لأن كل قصة تمنحنا إحساسا بأنها مغلقة"(17)، ويرجع هذا الانغلاق والتماسك إلى أن " متوالية القصة القصيرة، وهي تنبني في غياب الهيكل السردي الصلب للرواية، تعتمد على تنوع الإستراتيجيات النصية لكي تصل إلى الوحدة والتماسك"(18). لكننا نتساءل: كيف تحقق المتوالية القصصية وحدتها وتماسكها؟ ما التقنيات والأدوات التي تربط بينها أثناء فعلي الإبداع والقراءة؟؛ ذلك أن المتوالية القصصية تضم قصصا متعددة، وهذا المجموع يتضافر ليقدم وحدة شكلية ودلالية متماسكة، باعتماد مجموعة من الأدوات يحددها شارلز ماي في" أدوات تقنية بسيطة من قبيل العنوان، والتقديم، والقول المأثور، وقصص الإطار، بالإضافة إلى أدوات أكثر عضوية مثل الرواة المشتركين، والشخصيات المشتركة، والصور والمواضع والتيمات"(19).

هكذا، يدفع شارلز ماي إلى الاهتمام بالمجموعة القصصية في كليتها، ومن ثم، سيكون الاهتمام منصبا على إسهام كل قصة منفردة في تشكيل وبناء الدلالة الكلية للمجموعة، كما أن كل قصة قصيرة ستسهم في الربط بين القصص، وفي توليد المعنى وتكوثره ليصب في نهر واحد يحدده القاص قبل وأثناء عملية الإبداع، ويعضده أو يرفضه القارئ أثناء فعل القراءة، ومرد الأمر إلى كون "قصص الكاتب قد تتخذ بين يديه حكاية جديدة، وتكشف عن معان جديدة، له هو نفسه، ولقرائه في نفس الوقت، حين يتم جمعها في مجلد واحد"(20). فهل تكون القصة القصيرة، حسب هذا التصور، جنسا يأبى التقيد ويسعى إلى التوسع كما الرواية؟ وهل تكون الرواية قد ضاقت ذرعا من التوسع، ومن ثم تتوخى العودة إلى التقيد من خلال تقسيمها إلى فصول؟

إن وحدة الانطباع التي تميز القصة القصيرة، تغدو محط مفارقة يعرضها شارلز ماي في قوله: "وعلى خلاف ما يحدث في فصل من رواية- نقرؤه ونحن نتوقع ما يأتي بعده، ونحاول أن ندمجه في الكلية الجمالية للعمل- تظل القصة القصيرة داخل المتوالية تشير إلى كمالها الشكلي، حتى في الوقت الذي ندرك فيه تكرارية النموذج والتيمة وتطورها"(21) ، ومن ثم، تزداد المفارقة وضوحا حينما ندرك أن " السمة المميزة للقصة القصيرة- وحدة الأثر التي يفترض أنها تميزها كنوع- تساعد على جعل كل قصة أكثر انفتاحا على ما هو أبعد من دلالتها المفردة، وأكثر انفتاحا على الدلالات المتشعبة التي يستدعيها سياق القصص المترابطة"(22).

ب- الوحدة الزمنية والمكانية:

إن سمة التركيز والتكثيف لا تطال عنصر الأحداث والوقائع، ووحدة الانطباع فحسب، وإنما تؤثر على عنصر: الزمن والمكان والشخصية أيضا. أما الزمن، فإنه لا يعرض في القصة القصيرة في صورته التطورية، وفي ارتباطه بالوجود الإنساني في عموميته، وإنما نلفي كاتب القصة القصيرة يلتقط لحظات وومضات زمنية تبدو جزئية، ولكنها محملة بحمولات نفسية تبرز حالة الكينونة في لحظة زمنية مكثفة، تكون قمينة بأن تغطي مسيرة زمنية طويلة بتلويناتها وخصوصياتها. وهكذا، يحق لكاتب القصة القصيرة أن يتنقل "في الزمن كيف شاء، وليجتز الشهور والسنين، ولكن الذي يجعل عمله قصة قصيرة- رغم ذلك- هو الوحدة الزمنية التي تتمثل في القصة"(23)، ذلك أن القاص يقدم للقارئ تجارب ومعلومات كثيرة في إطار وحدة زمنية مكثفة ومركزة. والشيء نفسه ينسحب عن المكان؛ لأن القاص، وبحكم طبيعة الإطار الذي تنتظم داخله عناصر قصته، ليس بمقدوره أن يتجول في أمكنة متعددة كما هو الشأن في الرواية، بيد أن هذا لا يعني أن القصة القصيرة لا يمكن أن تضم أماكن متنوعة، وإنما آية الأمر أنه يكون محاصرا بكم المؤثرات والإفرازات التي يتركها كل مكان في مجرى الأحداث وفي تحديد دلالاتها وخصوصياتها، فكل مكان يأتي محملا بتجارب الشخصية وأثرها فيه وتأثرها به؛ أي في فعلها وانفعالها في المكان والفضاء عموما. ومن ثم، يغدو القاص مطالبا بتكثيف وترميز أمكنته حتى يتمكن من القبض على خصوصياتها في علاقتها بوقائع قصته وشخصيتها وزمانها، وبالتالي يسهم في تحقيق وحدة الانطباع.

ج- الشخصية:

إن تعدد الشخصيات والأحداث والأصوات والمعاني، يعد خاصية من خصائص الرواية حتى وإن كانت باقي الأجناس الأدبية تشاركها في البعض؛ إنها "نسق فسيفسائي وثيق الارتباط بالواقع في كل حركاته الموروثة والجارية، وبالذهن والشعور والخيال والرمز ضمن أبعاد دينية وتاريخية واجتماعية وثقافية، تخوض سبلا مختلفة عن المألوف في خلق حياة حقيقية غير فانية، لتجاوز تلك القناعات القاتلة"(24). فكون الرواية "تسهم في تشخيص المتشابك وتوسيع المتخيل الاجتماعي (...) ذلك أن أسئلتها نابعة من تفاصيل المعيش ومما يندمج في ثنايا الصيرورة ورحلة الذات المتحولة"(25)، يدفع بها إلى الانفتاح على تعدد الشخوص، والقوى الفاعلة عموما، في بناء أحداثها وتحقيق كفاءتها الفنية الجمالية والدلالية. كما أن "الرواية بطبيعتها نوع غير منته، وقدرها أن تظل هكذا إلى الأبد، وهي بالنسبة لباختين "النوع المعبر عن الصيرورة"(26). لكن القصة القصيرة، بإطارها المحدد، لا يمكنها أن تستوعب قدرا كبيرا من الشخوص، لذلك نلفيها تؤْثر "أقل عدد ممكن من الشخصيات، خلافا للقصة والرواية، حيث يكثر الأشخاص"(27).

3- بين القصة القصيرة والرواية:

تعدُّ القصةُ القصيرةُ شكلا فنيا يتميز ب"قصره وصغر حجمه؛ إذ يعد فنا متصفا بخاصية التكثيف (فالقصة) تلتقط وتكثف وتوجز وتضمر ولا تعلن، بما أنها تتميز ببعدها اللحظوي الجزئي، وليس الكلي"(28).

إن بين القصة القصيرة والرواية اختلافات نوعية كثيرة، وسنجملها في ما قدمته لبيبة خمار في كتابها "النص المترابط"(29)، ويعزى هذا الاختيار إلى كون الباحثة قد قدمت قائمة من الخصائص النوعية التي تميز بين الجنسين من حيث الشكلُ الفني، والجماليُّ، والموضوعاتي، فضلا عن خصائص نسبية في العدد والطول والقصر من جهة، ولكون أي حديث حول القصة القصيرة قد لا يستقيم إن لم نستحضر نظرية الرواية، وذلك لأسباب عديدة تختلف من منظر لآخر.

الرواية - القصة القصيرة

- طويلة وفضفاضة (مدفع بعيار كبير، وطويل المدى)

* قصيرة (بندقية تصوب على أهداف محددة، كالومضة، أو الحفنة، أو قصة تقرأ في ساعة، أو دقيقة...)

- مجموعة من الأحداث المتشابكة والمختلفة (الضوء القوي)

* لحظة، أو لقطة واحدة وهدف واحد تسخر كل عناصر وتمفصلات النص لوصوله، وهذا ما يسمى بوحدة الأثر حسب "إدجار آلان بو". وقد تكون هناك قصص بآثار متعددة. لكنها تظل رغم ذلك كحزمة ضوء.

- الحرص على تواجد الكثير من الفواعل أو الأبطال قصد تقديم صورة مصغرة عن التركيبة المجتمعية (مدينة مأهولة بالناس).

* وجود بطل أو اثنين يعيشان الأزمة (منزل صغير به شخص أو أكثر) وقد يكون البطل فكرة، شيئا، حلما، أو هوسا...

- قد تهتم الرواية بلحظة التنوير

* بنيتها هي بنية الكشف لاهتمامها بلحظة الإضاءة أو التنوير (كشف حقائق إنسانية، نفسية، واجتماعية..) وإن كانت بعض القصص لا تهتم بهذه اللحظة.

- ترقب القارئ فيها متتال وبعيد زمنيا.

* الترقب فيها لحظي يخص واقعة بعينها، وهدف واحد.

- الاهتمام فيها ينصب على ملامح الشخصيات وحالتهم النفسية وعوالمهم الداخلية.

* الاهتمام فيها ينصب على موقف الشخصية.

- أزمات وانفراجات متعددة ومختلفة.

* أزمة واحدة وانفراج، وحل. وقد يكون هناك رصد للأزمة دون تقديم أي حل كنوع من النهايات المفتوحة أو المعلقة.

- بناء مفتوح غير مكتمل يرصد مصائر الشخصيات

* بناء مغلق، ومكتمل يرصد موقف الشخصية، ومصيرها في لحظة متقطعة زمنيا ومكثفة. لكن هذا الانغلاق مسألة نسبية حيث نجد قصصا منفتحة وغير مكتملة. ويتم في الغالب التنويع في معمارية القصص التي يضمها العمل الواحد.

- عدم ظهور آثار البنية (لا تهتم بالبداية ولا النهاية قدر اهتمامها بالوسط وطريقة نمو الحدث وتتبع الشخصيات حسب إيخنباوم).

* الاهتمام بالاستهلال والقفلة أو الخاتمة؛ حيث تظهر آثار البنية. ولا يتم الانزياح عن هذه التقنية إلا في بعض الإبداعات التجريبية.

- العناية بالتفاصيل، والعمل على إبطاء الحدث، ووصل العناصر المتقابلة، والمراحل الزمنية المختلفة.

* الاعتماد على التركيز، والاقتصاد، والاقتضاب.

- نهوضها على كل أشكال التناص.

* اعتمادها التناص والتضمين.

- جنس هجين، ومختلط. بالإضافة إلى الهجنة على المستوى اللغوي؛ حيث يلتقي الفصيح بالعامي أو الدارج.

* الهجنة الأجناسية واللغوية.

***

..................................

- الإحالات والهوامش:

(1) نبيلة إبراهيم: فن القص في النظرية والتطبيق، سلسلة الدراسات النقدية، مكتبة غريب، ص3.

(2) عز الدين إسماعيل: الأدب وفنونه، دار الفكر العربي، ط1: 1976م، ص187.

(3) نفسه ص180

(4) نفسه ص180

(5) نفسه ص 199

(6) نفسه ص 184

(7) نفسه 205

(8) نفسه 205

(9) نفسه 205

(10) نقلا عن خيري دومة: القصة الرواية المؤلف، دراسات في نظرية الأنواع الأدبية المعاصرة، دار شرقيات للنشر والتوزيع، ط1: 1997، ص 80

(11) نفسه صص 80-81.

(12) نفسه ص90

(13) فؤاد قنديل: فن كتابة القصة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط1: يونيو 2002، ص 7.

(14) خيري دومة ص 80.

(15) عز الدين إسماعيل، صص 185-186

(16) نفسه ص 203

(17) خيري دومة، ص94.

(18) نفسه ص 90.

(19) نفسه ص 90.

(20) نفسه ص 98.

(21) نفسه ص 101

(22) نفسه ص 102.

(23) عز الدين إسماعيل ص 202

(24) شعيب حليفي: ثقافة النص الروائي، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط1: 2016، ص 6.

(25) محمد برادة: أسئلة الرواية أسئلة النقد، شركة الرابطة، ط1: 1996، ص9.

(26) خيري دومة، ص 12.

(27) عز الدين إسماعيل ص202.

(28) وفاء مليح: الكتابة بالضمير الأنثوي في السرد المغربي الحديث، ط1: 2022، دار الأمان للنشر والتوزيع الرباط.

(29) لبيبة خمار: النص المترابط، فن الكتابة الرقمية وآفاق التلقي، دار رؤيا، ط 1: 2018 ص: 94-95-96-97.

في المثقف اليوم