تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

ترجمات أدبية

بابلو نيرودا: الشّـــــعر

بقلم: بابلو نيرودا

ترجمة: عبد الوهاب البراهمي - تونس


لقد حدث في ذلك العمر..

جاءَ الشعرُ يَطْلُبني. لا أعرف، لا أعرف من أين

انبجسَ، من الشّتاءِ أم من النّهرِ.

لا أعرف كيفَ، ولا مَتَى

لَا، لمْ تكن أصواتا ولم تكن

كلماتٍ، ولا الصّمت:

لشارعٍ، كان يناديني،

لأغصانِ اللّيلِ،

فجأةَ من بين الآخرين،

ومن بين النّيرانِ الوهّاجةِ

أو في العَوْدِ وَحيدًا،

بلا مَلامحَ، كانَ هناكَ

كان يَلْمَسُنِي.

لا أعرف ما أقول، ولا يعرفُ فمِي

التّسميةَ،

وعينايَ لا تُبصران،

وشيءٌ ما َيتخبّط في نفسِي،

حُمَّى أو أجنحةً تائهة،ً

أصنعُ نفسي ببطءٍ،

أفكُّ رمزَ

هذه الحُرقة،

وأكتب أ وّلَ سطرٍ مُبْهمٍ،

غامضٍ، بلا جسدٍ، مَحْض

غباوةٍ،

معرفةٍ خالصةٍ

بذاك الذي لا يَعرفُ شيئا

ثمّ رأيت فجأة

السّماء

مُفْتَصَّةَ

ومفتوحة،َ

كواكبَ،

مزارعَ تهتزّ،ُ

والظلُّ مَثْقُوبٌ، مثقلٌ

بالسّهامِ، بالنارِ والأزهارِ،

والليلُ يسيرُ ويلتهمُ، الكونَ.

وأنا مخلوق صغير،

قد جعلني الفراغُ الكبيرُ

رماديَّا

مزركشا بالنجوم

على غرارِ، على صورةِ

الّلغز،

أحسُّ نفسي جزءا خالصًا

من الهاوية،

أسيرُ مع النجومِ،

وقلبيَ يَنْحَلُّ مع الرّيح.

ذكرى الجزيرة السوداء.

***

 

في نصوص اليوم