أقلام ثقافية

شدري معمر علي: الصديق الذي لا يخون

كل مشاكل الحياة تأتي من أمرين اثنين: معلومات خاطئة أو معلومات ناقصة وعلاج هذين الأمرين يكون عبر الكتاب، فالقراءة المتبصرة العميقة تعطيك معلومات صحيحة و تثقفك فعندما تقبل على اتخاذ قرار مصيري يكون قرارك صائبا لأنك انطلقت من معرفة وخبرة في ذلك المجال عكس من يتبع الهوى و كلام الناس فيتجنب الصواب...

لهذا لا نستغرب أن بأخذ الكتاب هذه المكانة وينال المدح والذكر الحسن من شعوب العالم وخاصة من أهل الفكر والثقافة والسياسية..

تقول إليزابيت باريت براونينغ: " الكتاب هو المعلم الذي يعلم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب. بلا خبز ولا ماء. إن دنوت منه لا تجده نائم وإن قصدته لا يختبئ منك. إن أخطأت لا يوبخك وإن أظهرت جهلك لا يسخر منك".

بينما المؤرخ الكبير ارنولد توينبي يقول:

"ليست الغرابة في كثرة القراءة ، بل في القراءة المجدية"

وفي المثل الإيطالي الذي يركز على أهمية القراءة يقول:

"من يكتب يقرأ مرتين".

أما الرئيس الأمريكي فرنكلين روزفلت يبين لنا أهمية الكتاب فيقول: "الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة".

والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة يشير إلى أهمية وجود مكتبة في البيت فهي طريق الحضارة والتحضر يقول : "عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة و السرسر و الكرسي و المطبخ ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوما متحضرين ".

أما ابن الطقطقي فيقول:

"إن الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق و لا يمل و لا يعاتب إذا جفوته و لا يفشي سرك".

وللجاحظ كلام جميل ومعبر عن أهمية الكتاب فهو في نظره: "الكتاب وعاء ملئ علماً، وظرف حشى ظرفاً ... وبستان يحمل في ردن وروضة تنقل في حجر، وناطق ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء.

ولا أعلم رفيقاً أطوع ولا معلماً أخضع ولا صاحباً أظهر كفايةً ولا أقل جنايةً ولا أكثر أعجوبةً وتصرفاً ولا أقل تصلفاً وتكلفاً من كتاب".

ويقول ابضا واصفاً الكتاب: "فإنه يحيى القلب، ويقوى القريحة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلوب، ويمتع في الخلوة، ويؤنس في الوحشة، ويفيد ولا يستفيد، ويعطى ولا يأخذ، وتصل لذته إلى القلب من غير سآمة تدركك ولا مشقة تعرض لك ".

وشاعر العربية الكبير أبو طيب المتنبئ يقول:

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ  /  وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتاب.

هكذا نظر المفكرون المثقفون الكبار والسياسيون العظماء إلى الكتاب فكيف نفرط فيه ونتركه وحيدا بين رفوف المكتبات يأكله الغبار وتقتله الحسرة؟.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

في المثقف اليوم