أقلام ثقافية

عبده حقي: كيف يمكن للمدرسين استخدام الذكاء الاصطناعي؟

كثير من القضايا والأسئلة البيداغوجية والتربوية والتعليمية الشائكة تثار مع كل دخول مدرسي أو جامعي .. وتتغير هذه الأسئلة بتغير وتطور مصادر التعلم والتكوين التي تطرحها أسواق الاختراعات التكنولوجية والتطبيقات الرقمية وغيرها ولعل أهمها اليوم تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للمدرسين الاستفادة منها في الفصل الدراسي بطرق مختلفة لتعزيز تجربة التعلم، وتخصيص التعليمات والمهارات، وتبسيط المهام الإدارية.

فعلى مستوى التعلم الشخصي يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء الطلاب وتكييف المناهج الدراسية مع احتياجاتهم الفردية، مما يوفر مسارات تعليمية مخصصة.

كما يمكن لأنظمة التدريس الذكية أن تقدم مساعدات مخصصة للطلاب لاستيعاب المفاهيم بالسرعة التي تناسبهم.

يستطيع الذكاء الاصطناعي تصنيف أسئلة الاختيار مثل ملء الفراغات أو الأسئلة ذات الإجابات القصيرة، مما يوفر الوقت للمعلمين ويقدم إجابات فورية للطلاب.

يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم المقالات والمهام الكتابية وتقديم تعليقات عليها بناءً على القواعد والبنية والمحتوى.

بالنسبة لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها الإجابة على أسئلة الطلاب وتوفير المعلومات وتشجيع المشاركة داخل الفصل الدراسي وخارجه وإنشاء تجارب تعليمية مخصصة قائمة على الألعاب لجعل الدروس أكثر جاذبية وتفاعلية.

اقتراح الموارد التعليمية ومقاطع الفيديو والمقالات والكتب المدرسية ذات الصلة للمعلمين لاستخدامها في دروسهم. وإنشاء اختبارات وأوراق عمل ومواد تعليمية أخرى بناءً على أهداف تعليمية محددة.

أتمتة عملية تسجيل الحضور وإنشاء تقارير للمعلمين وهيأة الإدارة.

تعلم اللغة من خلال توفير المساعدة في الترجمة والنطق في الوقت الحصري. وتقييم الكفاءة اللغوية للطلاب واقتراح تمارين مخصصة لتحسين مهاراتهم وتطوير أدوات وتطبيقات متخصصة لمساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل تقنيات تحويل النص إلى كلام وتحويل الكلام إلى نص. تحليل مجموعات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات في أداء الطلاب، مما يساعد المعلمين على اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات لتحسين التدريس.

من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قيمة في التعليم، إلا أنه يجب أن يكمل دور المعلم فقط، ولا يحل محله. يجب أن يظل المعلمون مشاركين بنشاط مسؤول في توجيه وتسهيل عملية التعلم، في حين يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم دعم ورؤى قيمة لتعزيز التجربة التعليمية للتلاميذ . بالإضافة إلى ذلك، يجب على المعلمين أن يضعوا في اعتبارهم خصوصية البيانات والاعتبارات الأخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي.

من المؤكد أن خصوصية البيانات والاعتبارات الأخلاقية لها أهمية قصوى عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي.

جمع وتخزين البيانات اللازمة للأغراض التعليمية فقط، والتأكد من الحفاظ عليها آمنة ووضع سياسات واضحة بشأن مدة الاحتفاظ بالبيانات ومتى سيتم حذفها.

التأكد من أن التلاميذ يفهمون كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي والأغراض التي يتم من أجلها جمع بياناتهم وتحليلها.

أن نكون على دراية بالتحيز المحتمل في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، خاصة في التقييمات والتوصيات والتأكد من أن أدوات الذكاء الاصطناعي غير متحيزة بأدائها بانتظام.

حماية خصوصية التلاميذ من خلال عدم مشاركة بياناتهم الشخصية مع أطراف ثالثة دون موافقة صريحة أو غرض تعليمي مشروع.

تنفيذ تدابير أمنية قوية لحماية بياناتهم من الوصول غير المصرح به أو أي انتهاكات.

تجنب استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق قد تضر برفاهية التلاميذ أو تؤدي إلى إدامة عدم المساواة.

والامتناع عن استخدامه للمراقبة دون وجود مبررات وضمانات واضحة.

التأكد من أن المواد والتقنيات المعززة بالذكاء الاصطناعي متاحة لجميع الطلاب، بما في ذلك الطلاب ذوي الإعاقة.

من جانب آخر يجب أن يتلقى المعلمون التدريب المناسب على الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم وأن يظلوا على اطلاع بأفضل الممارسات. حيث يجب توضيح من يملك البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي. التأكد من أن المعلمين والطلاب والمدارس لديهم فهم واضح لحقوقهم ومسؤولياتهم.

التعرف على القوانين واللوائح ذات الصلة المتعلقة بخصوصية البيانات والتكنولوجيا التعليمية في منطقتنا وبلدنا والقيام بالتقييم المستمر لتأثير وفعالية أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي للتأكد من توافقها مع الأهداف التعليمية والمبادئ الأخلاقية.

لا مفر من إنشاء آليات للتلاميذ وأولياء الأمور لتقديم الملاحظات أو إثارة المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، والاستعداد لمعالجة هذه المخاوف.

من خلال مراعاة خصوصية البيانات والاعتبارات الأخلاقية، يمكن للمدرسين ضمان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي لتعزيز التجربة التعليمية مع حماية حقوق ورفاهية طلابهم.

***

عبده حقي

في المثقف اليوم