بأقلامهم (حول منجزه)

جمال مصطفى: الأستاذ ماجد الغرباوي مُفكّراً وصاحبَ منبرٍ تنويري كبير

للأستاذ المفكّر والباحث ماجد الغرباوي ألف تحية وتحية في سبعينيته الزاخرة بالعطاء الفكري والإعلامي.

قبلَ عقدٍ من السنوات اقترح عليّ صديقي الراحل الشاعر سامي العامري أن أنشر قصائدي في صحيفة المثقف، ومنذ ذلك الوقـت وأنا اتابع يومياً صحيفة المثقف وأنشر فيها وأعلّـق على ما ينشره فيها زملائي الشعراء والأدباء.

صحيـفة المثقف تجسيد ثقافي لِـراعـيها ولولاه لَـما كانت ولَـما استمرّت وهذا كله سيرة ثقافية جامعة تجسدت في رجل واحد هو الباحث والناشر والأديب والمفكر ماجد الغرباوي .

ما أصعب الموازنة في التأليف الفكري المضطلع باستقراء العقائد بين التجرد وبين حميمية الإنتماء للعقائد ذاتها. وهذا ما نجح فيه الأستاذ ماجد كمفكّر فإنَّ قدرته الفذة في المصالحة بين التجرّد الفكري وبين حرارة الإيمان هي ما يميّزه عن غيره في كل ما كتب وألّفَ وحاورَ فقد قرأنا لباحث جمع بين أصالة الفكر وحداثة الطرح بمعاصرةٍ وعقلانية وانفتاح دون أن يكون ذلك على حساب المنطلق الإيماني الفاعل كبوصلة ومنهج .

من جانب آخر فإنَّ الأستاذ ماجد الغرباوي كناشر وصاحب منبر ثقافي لا يُقارن به إلاّ نادرون في حياتنا الثقافية، من حيث سعة المنبر وشموليته وأعتداله وموضوعيته واستمراره، وجمهرة الأقلام التي ساهمت في رفده ولا تزال فقد استطاع الأستاذ الغرباوي أن يجعل من المثقف صحيفة ثقافية جامعة استقطبت لفيفاً متنوعاً وغنيّاً من مختلف الأجيال والتخصصات ومن جميع أقطار الوطن العربي ومن خارجه وهذا كله ما كان ليزدهر ويستمر لولا الأستاذ ماجد الغرباوي .

هذه شهادتي بتواضع كشاعر من شعراء صحيفة المثقف بحق هذا الرجل باحثاً ومفكّراً وإنساناً .

العمر المديد للأستاذ ماجد الغرباوي .

***

جمال مصطفى