أقلام حرة

للسعادة وجوه كثيرة..

"ان السعادة تنتقل بالعدوى لا تنتظر عدوى احد.. كن حاملا لهذا الميكروب"..انيس منصور

السعادة: هي حالة التوازن بين مزاجية الانسان وظرفه المتاح وصولا الى القناعة والرضا، وبمعنى اخر هي راحة الجسد والروح معا.

وقد دأب الانسان منذ الازل ليصل الى سعادته التي توفر له الجانب المبهج من الحياة التي يراها مناسبه لنفسيته ولشخصيته، والانسان هو الذي يصنع السعادة ولاينتظر ان يقدمها له احد ما، بل يخلق الظروف التي تجعله سعيدا، وتقسم السعادة الى قسمين:

1- سعادة مؤقتة: وهي وليدة لحظتها اي انها نتيجة موقف طارئ تجعل الانسان سعيدا، كاقتناءه لحاجة يحبها، اوسماعه لخبر يبهجه، اوتعرضه لموقف مضحك، وهكذا..

2- السعادة الدائمية: هي وصول الانسان وسعيه الدؤوب لتحقيق هدف ما يوصله الى السعادة الحقيقية التي ينشدها.

ويختلف مفهوم السعادة من شخص لاخركل حسب قناعته وحاجته ونظرته لمفهوم السعادة، فهناك من يرى سعادته بالمال، وهناك من يرى سعادته بالجاه، وهناك من يرى سعادته بالعمل، وهناك من يرى سعادته بتكوين اسرة، وهناك من يرى سعادته باقتناء الاشياء، وهناك من يرى سعادته بتفوقه وابداعه في مجال ما وهكذا، فالسعادة اذن نسبية وتختلف من شخص لاخر بل من وقت لاخر، فالاشياء التي كانت تسعدنا في مرحلة ما من حياتنا ، باتت عاجزة عن اسعادنا في الوقت الحاضر ..

وهناك عدة عوامل تدعم المفهوم العام للسعادة بل تساهم مساهمة فاعلة بديمومته وهي:

1- الثقة بالنفس التي تجعل الانسان مقدرا لذاته ، قادرا على التحكم بحواسه، متفهما لظروفه ومسيطرا عليها.

2- القيام باعمال مفيدة وممارسة هواية ما تقوده الى الابداع الذي يضفي عليه نوعا من السعادة، كممارسة الرياضة، او الكتابة، او الرسم، فيجد بذلك متعة حقيقية تشعره بالسعادة.

3- الانفتاح على ثقافات جديدة تؤثر على نفسية الانسان وتشعره بالبهجة من خلال اقامة علاقات انسانية ناحجة من شانها ان تجلب السعادة له.

4- الاهتمام بالجوانب الترفيهية التي تجلب السعادة للانسان كالسفر مثلا، اواقتناء الاشياء التي تشعره بالسعادة، كبناء دار مثلا اوشراء سيارة ، وهكذا..

5- الاختلاط بالناس السعداء، لان السعادة تنتقل بالايحاء الى الاخرين، والابتعاد عن الناس المتشائمين "النكديين".

6- هناك من يجد سعادته باسعاد الاخرين، ورسم البسمة على شفاههم، وذلك عن طريق تقديم المساعدة والمعونة بكل انواعها وبطيب خاطر، وتلك ارقى انواع السعادة التي يمكن ان يشعر بها المرء.

وهناك اشياء صغيرة لكن وقعها بالنفس كبيرا، كالهدية مثلا فمهما كانت الهدية بسيطة يكون تاثيرها على النفس كبيرا، او كالكلمة الطيبة، او اي شئ بسيط يحقق سعادة ما، كاكلة طيبة، او جلسة عائلية حميمة، او قد يجد الانسان سعادة بلباس جميل، او نزهة، يقول غاندي"نحن نبحث عن السعادة بعمق، ثم نجدها في ابسط الاشياء"..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم