أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة.. ما أشبه اليوم بالأمس

ذكرني تصريح المتحدث باسم بنيامين نتنياهو قبل أيام حيث "اتهم جنود المقاومة باغتصاب جنودهم في السابع من أكتوبر" بقصة الشرطي اليهودي المجري مردخاي شوارتز والشرطي الفلسطيني مصطفى خوري أثناء أداءهم العمل المشترك في شرطة الانتداب البريطاني في العام ١٩٣٧ عندما أطلق الأول النار على الثاني ما أدى إلى موته ،حينها اعترضت القيادات الصهيونية على حكم الإعدام الذي صدر بحق مردخاي شوارتز مدعيه أن عملية القتل جرت بدافع الانتقام من قتل العرب لليهود. ثم ادعى شوارتز بأن الجريمة تمت بسبب حالة من الجنون أصابته بعد تعرضه لاغتصاب من قبل الشرطي الفلسطيني. وقد تم استغلال هذه الحادثة لتصوير الممارسات الجنسية الشاذة من قبل العرب بأنها تشكل خطراً على شباب وأمن اليهود. وقد دعمت الكتابات الاستشراقية التي تناولت موضوع العلاقة المثلية بين الرجال العرب والمسلمين هذه الصورة. بعد أن ركزت على العصر العباسي حيث نعتته بعصر الانحطاط من خلال الشعر الذي يتغنى من خلاله الشعراء بالغلمان ،ومنه انطلق الهجوم من قبل الغرب على العالم الإسلامي في مرحلة ما قبل الحداثة بسبب ممارساته الجنسية المزعومة وخاصة أن البيانات الخاصة بالعرب التي يحتاجها أي غزو إمبريالي أو نشطاء حقوق الإنسان تنهل من ذات المنبع الاستشراقي. وقد استخدمت وتستخدم إلى الآن لإدانتها واعتبار أنها ممارسات جنسية غير متحضرة .

وقد نست أو تناست دولة الاحتلال الآن بأن رئيس أول جماعة عالمية للشواذ جنسيا هو ماجنوس هيرشفيلد( ١٨٦٨_١٩٣٥) ومساعده كورت هيلر(١٨٨٥_١٩٧٢) وكلاهما كان يهوديا ألمانيا وكان الأخير أول من طالب باعتبار الشواذ جنسيا أقلية لا بد من حماية حقوقها.

 وفي أواخر ستينات القرن العشرين أخذت أجندة الحقوق الجنسية تظهر في الولايات المتحدة وبدأت عولمة تلك الأجندة في الثمانينات والتسعينيات فأصبح الحديث عن الممارسات الجنسية في العالم وبما فيه العالم العربي يطرح على أجندة حقوق الإنسان العالمية.

والآن دولة الاحتلال أصبحت الدولة الأولى التي تدعم الشواذ جنسيا بعد أن قامت عام ١٩٨٨ بإلغاء قانون تجريم "المثلية" وساوت بينهم وبين غيرهم من عدة نواح مثل الوظائف وغيرها وخصصت لهم نواد للمتعة وترحب بالجميع بغض النظر عن هوياتهم. وفي عام ١٩٩١ عقد في تل الربيع المؤتمر الدولي الثالث للشواذ جنسيا. كما وأصبحت مدينة تل الربيع المدينة المفضلة لقضاء عطلهم ورفعوا أعلامهم الخاصة التي تحمل ألوان قوس قزح على المباني التي يقطنونها.

بل ونجدهم قد أصبحوا أعضاء في الكنيست فها هو عوزي ايفين يصل في العام ٢٠٠٢ إلى الكنيست. بالإضافة إلى وصول أعضاء من حزب الليكود في فترة رئاسة بنيامين نتنياهو واليوم يتهم جنود المقاومة بأنهم اغتصبوا جنوده وها هم ثلة الشواذ تحكم وتتحكم بمصير الشرق الأوسط ،فتقتل وترتكب المجازر باسم القضاء على الإرهاب ،فاي إرهاب وهي الدويلة الشاذة التي تقصف بدوافع سادية وأيديولوجية ممنهجة ثم تدعي الديمقراطية والتحضر والبراءة.

وأختتم بيائيل ديان ابنة المجرم موشيه ديان التي تزعم بأن العلاقة بين الملك داوود ويوناثان هي علاقة شاذة، لتجد بذلك مخرجا في أساطيرهم لتلك الممارسات الشاذة.

***

بديعة النعيمي

 

في المثقف اليوم