آراء

سامي ناصر خليفة: ما وراء التصعيد العسكري الروسي ضد أوكرانيا

سامي ناصر خليفةشهد العالم خلال الأشهر الأخيرة، تصاعد حدة التصريحات بين روسيا ودول الحلف الأطلسي خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى غير معهود فيما يتعلق بأوكرانيا، حيث بلغ حدّ التحرك العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا، مما شكل ردا على تحركات الحلف الأطلسي الذي نشر دفاعاته على مقربة من حدود روسيا..

بينما أعضاء الناتو مع نهاية سنة ٢٠٢١ عبروا بعدم التأكد  من نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعض دول الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية دعوا لمناقشة خطط طوارئ في حال قيام روسيا بغزو للأراضي الأوكرانية. وسعى الحلف عبر الولايات المتحدة التي تقوده لتهديد الكرملين أنه سيتكبد تكلفة باهظة في حال غزت روسيا أوكرانيا، لكن ذلك لم يستفز موسكو لتقوم بعدوان جديد، وجاء الرد ديبلوماسيا لكنه كان حادا وبعث عدة معطيات ومقاربات من شأنها الكشف عما وراء التصعيد الروسي ضد أوكرانيا وحلفائها، نذكر منها الآتي:

1- رفض روسيا اندفاع السلطة في أوكرانيا باتجاه الغرب والانضمام لحلف الناتو المهيمن عليه أميركيا، وكان طلب روسيا واضحا بتقديم ضمانات من شأنها تجريد المعاهدة -التي تعتزم حكومة أوكرانيا توقيعها مع حلف الناتو- من بنود تقضي بنشر صواريخ وتأسيس قواعد له في أوكرانيا.

2- عدم احترام حكومة أوكرانيا للتعددية السكانية، وتهميشها للأقلية المتحدثة باللغة الروسية.

3- الحد من امتداد حلف الناتو باتجاه شرق أوربا، وتواجده المباشر على الحدود مع روسيا الاتحادية. ويتطلب ذلك تقليم أظافر الحلف في أوكرانيا.

4- التصعيد الروسي بمثابة رسالة غير مباشرة لبقية الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق ولها رغبة في التعاون مع حلف الناتو، مفادها أن تكرارها لخطوات أوكرانيا باتجاه الغرب سيعرضها لنفس التصعيد العسكري الروسي.

5- التحشيد الضخم للجيش الروسي على أراضي بلاروسيا (روسيا البيضاء) هدفه أبعد من أزمة أوكرانيا، بل لإبقائها هناك على الحدود القريبة مع عواصم غرب أوربا.

إنها لعبة الكبار الخبيثة.. وكالعادة يدفع ثمنها الصغار بسذاجة وغفلة..!

 

بقلم: الدكتور سامي ناصر خليفة - كاتب كويتي

في المثقف اليوم