قضايا

الفلسفة الإسلامية

رحيم الساعديبقلم: أوليفر ليمان - جامعة أكسفورد

ترجمة د.رحيم الساعدي

***

مصطلح "الفلسفة الإسلامية" هو بحد ذاته مصطلح مثير للجدل، لأن هناك العديد من الطرق لضبطه، ومن الصعب القول إن الفلسفة الإسلامية لا يمكن أن ينفذها إلا المسلمون، فقد كان هناك الكثير من المسيحيين واليهود الذين التزموا بالتأكيد بالعديد من تقنيات ومبادئ الفلسفة الإسلامية دون أن يكونوا مسلمين.

هناك من يفضل التسمية "العربية" لأن هذه كانت بالتأكيد اللغة العلمية للعالم الإسلامي خلال الفترة الكلاسيكية، وكانت معظم الفلسفة الإسلامية مكتوبة فيها، لكن قد يكون من المضلل الإيحاء بأن معظم الفلاسفة كانوا عربًا، في حين ان الواقع، كان العكس تماما. 

نسبة عالية جدا من الفلاسفة الإسلاميين - على نطاق واسع -  كانوا ولا يزالون من العالم الثقافي الفارسي، ومن المحرج تسمية الفلسفة الإسلامية الفلسفة العربية، بالنظر إلى أن الكثير منها لا يتحدث باللغة العربية على الإطلاق.

 قد يبدو أن هذه المشكلات تتعلق باللغة فقط، ولكن غالبًا ما تُعتبر طبيعة المؤسسة ككل قضية إشكالية بمعنى أن الكثيرين يعتقدون أن الإسلام لا يحتاج إلى فلسفة، وأن الفلسفة لا تحتاج إلى الإسلام. ومع ذلك، هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الفلسفة الإسلامية الكلاسيكية. هناك   فلسفة في التقاليد (المشائي) التي تصور نفسها كثيرا على الفكر اليوناني ومفهوم أوسع من العقلانية. ثم هناك فكرة إشراقية أو فكرية تميز نفسها عن المتصوفة وتستخدم مفهوم الضوء كأداة مفاهيمية رئيسية. أخيرًا، هناك تفكير صوفي أو وجود صوفي يفهم أن "الفلسفة" هي بمثابة استفسار ديني أساسي وتفسير للتجربة الدينية الشخصية.

وعلى الرغم من أن هذه التنوعات غالبًا ما تكون متميزة عن بعضها البعض، إلا أن العديد من الفلاسفة الإسلاميين كانوا يتابعونها بشكل مباشر، بحجة أنها كانت مناسبة لمستوى مختلف من العمل النظري.

على سبيل المثال، تعمل الفلسفة التي تسير وفق خطوات الفلسفة اليونانية من خلال التأكيد على أهمية العقل، ويمكن اعتبارها محدودة بالقياس الى التجربة الدينية، مع هذا فهي مهمة للفلسفة الصوفية.

و يمكن أن تؤخذ الصوفية لتمثيل شكل أكثر تقدماً من الفكر الفلسفي اذ شكل نموا في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، عندما بدأت ترجمة الأعمال اليونانية إلى العربية وأسفرت عن التزام بالمنطق والعقلانية كوسيلة لفهم القضايا النظرية، حتى مع تلك التي يعد مصدرها الدين وكان رد الفعل يأتي بأشكال الفكر الإشراقي، وقد انتقدت تلك الأخيرة المفهوم اليوناني للعقلانية، وبالتحديد التعريف، بحجة أن ذلك بحد ذاته فكرة غير مفهومة على نحو ما ، وهو تأويل سيء (للغاية) لفكرة علمية عامة  ويستبدل المفكرون الضوء وهو لغة الموضوع (او الهدف) بلغة من النور والظلام، حيث تضفي حقيقة العالم على نفسه شمولا و حيوية ودرجات من الومضات النسبية وكان مؤسس مدرسة الفكر هذه هو السهروردي ، وقد تابعه بشكل كبير العالم الثقافي الفارسي والى يومنا هذا.

أخيرًا إن الصوفية هي محاولة لرؤية الفلسفة كمؤسسة روحية وقد نجحت حتى يومنا هذا ، في حين انتهى تقليد الفلسفة إلى حد كبير في العالم الثقافي العربي بموت ابن رشد عام 595/1198 م ، على الرغم من أن النهضة الإسلامية الحديثة ، النهضة ، غالبًا ما تعتبر ابن رشد حليفها الفكري.

 

.......................

ملاحظة : الآراء الواردة تمثل وجهة نظر المفكر المُترجم له

 

في المثقف اليوم