قراءة في كتاب
سماويّات .. بين الحقيقة الشعرية والحقيقة الموضوعية كتاب جديد للناقد حسين سرمك حسن
يقع الكتاب في (364) صفحة، وقد حدد الباحث هدفه من وضع هذا الكتاب بالقول :
(عانى الكثير من المبدعين (الشعراء خصوصا)، ومنذ قرون طويلة ، من معضلة عدم تمييز المتلقين – رقابة ونقادا وقراء- بين الحقيقة الشعرية والحقيقة الموضوعية (الواقعية) . وقد بلغت هذه المعضلة مستوى المحنة الرهيبة في بعض الأوقات حيث انتهت بسجن المبدع أو صلبه وقتله. فهذا شاعر يُتهم بالإساءة إلى الأخلاق العامة ، وثان بالتحرش بالذات الإلهية، وثالث بادعاء الربوبية، ورابع بإهانة السلطان .. وهكذا . والنماذج في تاريخنا العربي كثيرة ومعروفة ، من الحلاج والمتنبي والمعري قديما إلى الجواهري والرصافي وأدونيس حديثا. ومن المؤسف أن تضع الأمة أقدامها على عتبة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، حيث بلغت دعوات حرية الرأي وانطلاقة الإبداع أقصى مدياتها ، لتجد مجموعات من المحامين وغيرهم يقدمون طلبات قانونية إلى المحاكم يدعون فيها إلى حرق سيدة الحكايات : ألف ليلة وليلة ، بزعم أنها تخدش الحياء العام وتخالف الأخلاق (الواقعية)!!.
لكن المشكلة تصبح أشد بكثير حين تدخل هذه المعضلة دائرة النقد، فتلتبس على الناقد مهمة التمييز بين الحقيقتين ، الشعرية والموضوعية.
ومهمة هذا البحث التطبيقي هي التصدي لهذه المعضلة الشائكة من خلال دراسة وتحليل مواقف النقاد منها ، والتي تمثلت في مجموعة الكتب والدراسات التي كتبها بعض النقاد عن المنجز الشعري للشاعر "يحيى السماوي") .
وقد جاء إهداء الكتاب على الصورة التالية :
(إلى روح شاعر العرب الأكبر "محمد مهدي الجواهري"
وإلى كل مبدع ذاق المرارات من عدم التمييز بين الحقيقة الشعرية والحقيقة الوقعية) .
وقد صمم لوحة الغلاف الفنان المبدع الدكتور (مصدّق الحبيب) .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2016 الثلاثاء 31 / 01 / 2012)