أقلام ثقافية

كيف احول الالم الى امل

اعلل النفس بالامال ارقبها ما اضيّق العيش لولا فسحة الامل (الطغرائي)

ناتي الى هذا العالم تسبقنا احلام وطموحات لاحصر لها.. امنيات كثيرة نبني لها قصورا في الهواء..نحلم بغدٍ يجعلنا نحلّق بعيدا يرتقي بنا الى اعلى الاماكن..

لكن الحقيقة ليست بهذه الشفافية والقدر لايهمه من يكون فلانا او فلان ..فنجد انفسنا في مكان ليس لنا ،وان احلامنا قد ركنت على رفٍ وقد طمرها الغبار،او انها تلاشت الى لاعودة..

هكذا هي الحياة فماتعطيه لفلان قد تستكثره على اخر،وماخططنا له في مرحلة ما من عمرنا قد جاءته ريح صرصر عاتية واقتلعته من الجذور..المهم ان الخريطة قد تبعثرت بالكامل ولم تعد موجودة..وان ماخططنا له وحسبنا حسابه لم يجد ارضية مناسبة للتطبيق وبات هواءً في شبك..

هل يعني هذا ان نستسلم لقدرنا ونرتشف فنجان المرارة الواحد تلو الاخر ام نرسم خارطة جديدة وباسلوب جديد ،ونبرمج حياتنا ونبدا بنقطة صفرٍ جديدة لنستمر..ولابد ان هناك ضوء في اخر النفق يعطينا بصيصا من امل حتى وان كان ضئيل..

ان اسوء مافي الحياة الموت اما عدا ذلك فالامر هيّن..تتعدد النكبات وتزداد المعاناة كلما بقي الانسان يائسا مستسلما لقدره،لكنها تتبدد كلما انتفض واستغل ماوهبه الله من نعم كثيرة لاتعد ولاتحصى واستثمر موهبته بشكل مبهر ينقله من واقعه المؤلم الى واقع اكثر اشراقا حتى وان حقق جزء من طموحه لكن عليه ان يقوم بخطوة وان كانت بسيطة لان اصعب مافي بداية اي موضوع هو الخطوة الاولى فان اتخذها بثقة تامة بنجاح الموضوع الذي يروم خوض غماره فان بقية الخطوات ستكون تحصيل حاصل وستتوالى بقية الخطوات ديناميكيا وسيحصد ثمارها ولو بعد حين.. يقول مصطفى كامل (لايأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس) لان الياس هو المقبرة الحقيقية للطموح وعليه فان الياس اذا ماتمكن من الانسان فان حياته تصبح بلا قيمة وتكون الامور بالنسبة اليه سواء ،لذا ان اردت ان تحيا فعليك ان تبدا من جديد و تطرد الياس من حياتك لان الذي يحيا غير الذي يعيش،خذ اي خطوة مهما كانت وتذكر خطوة الالف ميل تبدا بخطوة..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم