أقلام ثقافية

نحو سياحة مجتمعية - ثقافية فاعلة في السودان

صنفت السياحة المجتمعية - الثقافية في الادبيات السياحية على أنها شكل من أشكال السياحة المستدامة إلى جانب السياحة الايكولوجية والسياحة الايكوثقافية. وتشير إلى استثمار وتوظيف الموارد المختلفة (طبيعية، ثقافية، اجتماعية، تراثية، تاريخية، بشرية....) في مناطق جغرافية معينة في السياحة بشكل مخطط ومدروس، لتحقيق أعلى المنافع وأفضلها بالنسبة للمجتمعات المحلية التي تقطن فيها، وتحسين أوضاعها المعيشية (المستوى الجزئي) أولا، وبالنسبة لعموم المجتمع (المستوى الكلي) ثانيا. وللدفع باتجاه التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية على نحو فعال ومؤثر، وشريطة أن يكون ذلك بأقل التكاليف الممكنة، وفي منأى عن المثالب والعيوب المتوقعة في هذه الحالات ولأسباب معروفة، وخصوصا تلك التي تمس خصوصيات هذه المجتمعات المحلية من حيث العادات والتقاليد والقيم والأعراف السائدة فيها. وهي جوانب على قدر عال من الأهمية عند إيجاد وإنشاء سياحة مجتمعية – ثقافية فاعلة في السودان وغيره من البلدان في أفريقيا وفي العالم أجمع، وضرورة ملحة من أجل نجاحها واستمرارها وديمومتها، ووفقا لقواعد ومبادئ الاستدامة المعروفة، وبما يغني التراث الشعبي السائد في مناطق استيطان هذه المجتمعات، ويعمق هويتها الثقافية، ويوسع موروثها الثقافي الممتد إلى أزمنة قديمة. وبهذا يمكن للسياحة المجتمعية – الثقافية في السودان أن تحقق عدة أهداف رئيسية، ومنها: تشجيع ودعم الممارسات الثقافية المحلية بمختلف أنواعها أولا، والنهوض بالأنشطة الاقتصادية المحلية وتوسيعها وتنويعها ثانيا، وإبراز الأوجه المحلية المتميزة، ثقافية كانت أو بيئية أو فنية الخ...، وترسيخ مكانة السودان في السوق السياحية الافريقية، وهي سوق متنامية يوما بعد يوم وفقا لتقارير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وبإمكاننا أن نسوق هنا بعض الأمثلة على نشوء وتنمية السياحة المجتمعية - الثقافية في القارة السمراء.  ومنها حالة (بوتسوانا) في جنوب أفريقيا. وجبل (برادنبرغ) في ناميبيا، وأيضا حالة (بلد دوغون) في مالي.

***

بنيامين يوخنا دانيال

الخرطوم – السودان في 24 آب 2016.

في المثقف اليوم