أقلام حرة

صادق السامرائي: قمقم المذاهب!!

"إنما هذه المذاهب أسباب.. لجذب الدنيا إلى الرؤساء"!!

المذهب: طريقة، قصد، رأي، وجهة نظر، أو المعتقد الذي يُذهب إليه. والقمقم: وعاء يكون ضيقا في رأسه.

المذاهب أوجدتها التأويلات وهي ليست أربعة أو خمسة بل عشرات وربما مئات، وما بقي منها يخدم السلطات في أي زمان.

والتأويل ليس ملزما، ويمثل وجهة نظر لعقل ما توصل إليها، وفقا لما توفر لديه من أدلة وبراهين، قد تتغير مع الوقت.

ومثلها الفتاوى فهي وجهات نظر، وفقا لما لدى أصحابها من معرفة، وهي ليست ملزمة، ويتحمل العامل بها مسؤوليتها.

المذاهب ليست دين، فالإسلام هو الدين!!

فكيف يضيع الإسلام في المذهب، وينتصر التأويل على جوهر الدين؟

الأمة تمضي في طريق يزداد بعدا عن الدين، وكأن الزمن عدسة مقعرة تشتت المسلمين، وتحولهم إلى فرق وجماعات وفئات، كل منها تدّعي وفقا لتأويلاتها، بأنها تمثل الدين، وغيرها ضد الدين.

ويغذي أعداء الدين النعرات التدميرية ، ويوفرون الوسائل الكفيلة بالتعبير عن دين هذه الفئة ضد غيرها المتخندقة بما تراه دينا.

وفي الزمن الذي صار السلاح متطورا ومبذولا، أصبحت الفئات المتمرغة بتأويلاتها تحمل السلاح ضد بعضها!!

فأين نحن من الآيات التاليات: "إنما المؤمنون أخوة"الحجرات: 10

"وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" المائدة:2

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران: 103

والحديث: "كلكم لآدم وآدم من تراب"

وهل لنا أن نتأمل قول أمية إبن أبي الصلت:

"إذا كان أصلي من تراب، فكلها...بلادي، وكل العالمين أقاربي"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم