أقلام حرة

صادق السامرائي: أين الإسلام؟!!

سيغضب الكثيرون من السؤال، فكيف يجوز للمسلم أن يتفوه به؟

لكنه يطرح نفسه رغما عنا، لأن ما نقوم به لا يمت لجوهر الإسلام بصلة، (المسلم) يقتل، ويخطف ويستبيح، ويعذب، ويكفّر أخاه بالدين، ويرتكب جرائمه بموجب فتاوى وتصورات مَن يتبعهم ويتعبد في ميادينهم، فالكثير من تجار الدين صنعوا أديانا على مقاساة رغباتهم يسمونها (إسلام)، ولكل منهم إسلامه الذي يمثل الدين القويم وغيره عدوهم.

فالمسلم يتفاخر بإزدراء أخيه المسلم، وإلقامه للتراب، حتى صار العدوان على المسلم من طقوس دينه، ونشاط تعبّدي يقرّبه لربه الذي يؤمن به.

السؤال يفرض حضوره، لأن الإسلام مجرد كلام، فالمسلم ما أروعه بالخطابات المثالية، والواقع من حوله يعاني من الوجيع.

لو تأملتم ما يحصل في أي موضع عبادة، ستجدونه يحتشد بالمصلين، والخطب الدينية تلعلع فيه، ومن حوله الناس في قهر وبؤس وحرمان، والمتاجرون بالدين يبررون لهم ويسوّغون إستلطاف ما هم فيه، أما أن يقوموا بنشاطات تعبر عن الرحمة والتعاون والشعور بالغير فمن الممنوعات.

 المتسولون كل جمعة يتجمعون حول المساجد والجوامع والحسينيات، ولا نشاط لتغيير الحال، ولا جمعيات إنسانية لرعايتهم وتطوير أحوالهم المعيشية، وإشعارهم بأن الإسلام دين الرحمة والرأفة والتعاون.

لكن المسلم ما أسرعه إلى تكفير المسلم الآخر، وتبرير قتله والتلذذ بتعذيبه وترويعه.

أنظروا الرموز الدينية التي تعيش في رغدٍ ورفاهية، وحولها المحرومون من أبسط حقوق الإنسان، وهم يعززون ظروفهم الصعبة، ويمعنون بتجهيلهم وإحساسهم بأن لاخيار عندهم غير التبعية والخنوع لهم.

أ هذا الإسلام كرسالة، أم كتجارة؟

السلوك يخبر عن الفكرة، وما نقوم به أفصح من أي كلام!!

فأي دينٍ ندّعي؟!!

"ألا كلّ شيئ ما خلا الله باطلٌ...وكلّ نعيمٍ لا محالة زائلُ"

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم