مرايا فكرية

مراد غريبي يحاور الباحث الفكري والفلسفي د. محمود محمد علي (4)

3030 مراد ومحمودالمثقف: الحلقة الرابعة والأخيرة من مرايا فكرية مع الباحث الفكري والفلسفي د. محمود محمد علي، وحوار شامل أجراه معه الأستاذ الباحث مراد غريبي، حول حول المشهد الفكري - الفلسفي، فأهلا وسهلا بهما:

المحور الرابع: عن اللغة العربية (الفلسفة، إقتصاد المعرفة، الآفاق الحضارية)

س28: أ. مراد غريبي: ستظل مصر عاصمة العروبة بتاريخها ومؤسساتها ورجالات نهضتها الأدبية والفكرية والفلسفية، كيف ترون مستقبل اللغة العربية من خلال المشهد الثقافي المصري ومدياته عربيا؟

ج28: د. محمود محمد علي: تعرضت اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين لتحديات لا تقل خطورتها وعنفها عما تتعرض له من تحديات سياسية واقتصادية، وبعض هذه التحديات نشأ مع ظهور النهضة العربية في منتصف القرن التاسع عشر واستمر حتى اليوم، وبعضها من آثار النصف الثاني من القرن العشرين ومطلع القرن الحادى والعشرين، وحول رؤيتنا لمستقبل اللغة العربية من خلال المشهد الثقافي المصري ومدياته عربيا؛ فأري أن هذا يمكن توضيحه من خلال بين خلال الصراع بين الفصحي والعامية، حيث تجسد الجدل حول هذه القضية من خلال ثلاثة اتجاهات ؛ فأما الاتجاه الأول : فكان يدعو إلى اتخاذ العامية لغة قومية محل الفصحي واتخاد حروف غير عربية لرسمها، والاتجاه الثاني : ويدعو إلى الحفاظ علي الفصحى والإبقاء على رسمها والتقريب بينها وبين العامية وتطويرها وفق نموذج لغوي غربي، والاتجاه الثالث: ويدعو إلى الحفاظ على الفصحي، والاعتداد بتغير معظمها والإبقاء على رسمها، والتحكم في هذا التغير وفق مخطط قومي.

وأنا من أنصار الاتجاه الثاني والذي بناه سلامة موسي وطوره محمد حسين هيكل، فقد كان سلامة موسي من الذين دعوا إلى التقريب بين الفصحى والعامية مرحليا، حين أدرك أن العامية في عصره،لا يمكنها أن تحل محل الفصحى للتعبير عن العلوم والآداب، ولهذا دعا إلى ما يسميه " التسوية" بينهما .

وقد لقيت هذه الدعوة صدى لدي كثير من الكتاب والباحثين، ومن أهمهم وأشهرهم الدكتور " أحمد لطفي السيد " الذي دعا إلى تمصير اللغة العربية، وقد اتخذت دعوته في التمصير من خلال اتجاهين :

الاتجاه الأول : قبول الأسماء الأجنبية الخاصة بالمستحدثات المستخدمة في اللغة اليومية مثل : البسكليت والأتوموبيل ... الخ ولا يرى فائدة من استحداث كلمات عربية تحل محل محلها، ومع ذلك يشترط لقبولها أن تجري على أوزان العرب، وتجري عليها أحكام الإعراب فتصبح عربية بالزمان .

والاتجاه الثاني: احتضان المفردات العامية العربية، فيردون ما تشوه منها إلى أصله العربي ويستعملونه صحيحا، وما لم يشوه يستعمل على حاله .

وفي استعمال مفردات العامة وتراكيبهم إحياء للغة الكلام وإلباسها لباس الفصاحة، وهكذا أن أحمد لطفي السيد يريد أن يرفع لغة العامة إلى الاستعمال الكتابي، وينزل بالضروري من لغة الكتابة ‘لى ميدان التخاطب والتعامل، وبذلك يمكننا أن تكتب الكتاب مفهوما، ونتحدث الأحاديث عربية صحيحة بالزمان .

وقد أثمرت هذه الدعوي التي نادي بها لطفي السيد ثمرات طيبة فظهرت معاجم للعامية المفصحة، ومن هذ تلك الدراسة التي قدمها كل من" المجمعي " محمد فريد أبو حديد"، والشوباشي.

فأما محمد فريد أبو حديد فقد أكد على وجوب العمل على التقريب بين الفصحى والعامية، فكانت وسيلته في هذا التقريب الـامل في حياة هذه العامية ومحاولة تحديد خصائصها لأن في حال هذه العامية فائدتين : الأولى أنها تساعد على تصحيح العامية وردها إلى الفصحى، والثانية أننا قد نجد عند حصر خصائص العامية أن فيها ما يساعد على تطوير الفصحى نحو ما هو أسمى مع الاحتفاظ بسلامتها، وبذلك نكسب كسبا مزدزجا.

وأما الشوباشي فمن محاولته في التقريب ما اتضح ذلك من خلال كتابه (لتحيا اللغة العربية ويسقط سيبويه)، حيث نجده يدعو إلى الحفاظ على اللغة العربية الفصحى وتطويرها ويؤمن بدورها في حياتنا المعاصرة.

س29: أ. مراد غريبي: هناك ارتباط وثيق بين الفلسفة واللغة في الثقافات الأخرى ماذا عن علاقة الفلسفة باللغة العربية في حقل الدراسات العلمية عربيا؟

ج29: د. محمود محمد علي: في اعتقادي أن علاقة الفلسفة باللغة العربية في حقل الدراسات العلمية عربيا تتجسد من خلال ما يسمي بقضية العلاقة بين المنطق والنحو ؛ حيث تعد من أدق موضوعات فلسفة اللغة وأصعبها تناولا، ويهتم بها المناطقة والفلاسفة والنحاة منذ أقدم العصور، بل من قبل أن يصيغ أرسطو المنطق ويضع قواعده ؛ بل لقد استمرت الصلة وثيقة بين المنطق والنحو عند المفكرين اللاحقين على أرسطو والرواقيين، حتى بعد أن اختلط منطق أرسطو بالمنطق الرواقي Stoic Logic عند مفكري ما قبل وما بعد الميلاد من أمثال "شيشرون" Cicero (106-43 ق. م)، و" جالينوس" Galen (129-200م)، و" سكتوس أمبريكس" Sextus Empiricus (160-210م )، وغيرهم، وقد زادت درجة الصلة ما بين المنطق والنحو توثيقاً عند مفكري ما بعد الميلاد، وذلك بفضل علم جديد هو القانون الروماني، الذي احتاج واضعوه إلي التسلح بمزيد من المنطق والنحو يساعدهم في اشتقاق الألفاظ، وتكوين المصطلحات الجديدة للتعبير بها عن الحالات القانونية والاجتماعية التي كانت تطرأ عليهم كل يوم.

ولهذا حاولت جاهدا أن أفسر علاقة الفلسفة باللغة العربية من خلال كتابي " النحو العربي وعلاقته بالمنطق، حيث شرحت من خلال رؤيتي الفلسفية (التي تعلمتها من خلال أستاذي الدكتور " حسن عبد الحميد" )، حيث أكدت علي أن المقال في المنهج لا ينفصل عن المقال في العلم في أية مرحلة من مراحل تطور العلم نفسه؛ ومعني هذا المبدأ ببساطة أن الحديث عن المنهج في أي علم من العلوم بمعزل عن المسار الذي يسلكه العلم في تطوره هو ضرب من التبسيط المخل "بالتجربة العلمية"، والتزييف المتعمد للروح التي ينبغي أن تقود العلم وتوجهه . فالمراحل الأساسية التي يمر بها العلم، والتي سبق أن أوضحناها في نهاية الفصل السابق، وهي المرحلة الوصفية، ثم المرحلة التجريبية، ثم المرحلة الاستنباطية، ترتبط ارتباطًا عضويًا بمراحل تطورية تناظرها في المنهج، أو المناهج المستخدمة في العلم نفسه.

ويترتب على هذا المبدأ الأبستمولوجي أننا لا نستطيع أن نحدد – كما يحلو لبعض العلماء وفلاسفة العلم – منهجا بعينه لعلم بعينه – حتي ولو كان ذلك في مرحلة بعينها من مراحل تطور العلم، اللهم إلا إذا كنا بصدد التأريخ للعلم الذي نتحدث عنه . والسبب في ذلك أن أهم عنصر يتدخل في تشكيل هيكل أو بنية العلم هو المنهج المستخدم في بناء العلم نفسه . ولكن المنهج الذي يعمل علي إضفاء بنية جديدة للعلم هو بالضرورة غير المنهج الذي تعارف جمهرة العلماء على استخدامه، ويترتب علي ذلك أن فصل المقال في المنهج عن المقال في العلم في أية مرحلة من مراحل تطور العلم هو قفل باب الاجتهاد في العلم، ودعوة إلى تعطيل البحث العلمي، وباختصار فإن هذا يعني وضع العلم داخل "سجن" الهيكل أو البنية التي اكتسبها في المرحلة التي تم فيها عزل المنهج عن السياق التاريخي التطوري للعلم.

وإذا ما طبقنا ذلك على النحو العربي، نجد أن هناك فصل للمقال عن المنهج عن المقال عن العلم في بداية نشأة علم النحو، فلم يكشف لنا رجال هذا العلم ومؤرخيه الظروف والدوافع التي أحاطت بنشأة النحو؟ ولا الشخصيات التي تنسب إليها ريادة البحث النحوي، كما لم تتضح لنا بعد صورة النحو العربي في مرحلته الوصفية سواء فيما يتعلق بفهم طبيعة المرحلة التي تنسب إليها نشأة الدراسات النحوية، أو بفهم طبيعة اللغة التي تتناول نشأة نحوها بالدرس ؛ فالنحو العربي بشهادة الكثير من الباحثين والدارسين كان في بداية منشئه " غامض كل الغموض، فأننا نرى فجأة كتابا ضخما ناضجا هو كتاب سيبويه ولا نرى قبله ما يصح أن يكون نواة تبين ما هو سنة طبيعية من نشوء وارتقاء "، فإن هذا يعني العجز عن التفسير .

س30: أ. مراد غريبي: بنظركم هل يمكن للغة العربية أن تشكل جسرا ثقافيا بين العرب والآخرين كما حصل في زمن الحضارة الإسلامية؟ وكيف السبيل إلى ذلك في ظل تحديات الجهل والتخلف وتراجع الترجمة والإنتاج العلمي عربيا؟

ج30: د. محمود محمد علي: أنا من المؤمنين بأن اللغة العربية تعد كما قال أستاذنا الدكتور علي مصطفي مشرفة أداة العلم ؛ خاصة وأن اللغة العربية اجتازت في عصرنا الحالي مرحلة من مراحل تطورها، فها ننسي اللغة العربية التي كان عرب البادية يتكلمونها بسليقتهم فيصفون بها حياتهم ويعبرون بها عن مشاعرهم في صحرائهم وبين ابلهم ارامهم والتي صارت بعد ذلك لغة الكتاب والفلاسفة في عصور المدنية الإسلامية، يتناولون بها سائر المعاني الأدبية والفلسفية .

وإذا نحن قارنا البيئة الفكرية الحديثة بما كانت عليه في أيام ازدهار الحضارة العربية فلعل أول ما يسترعي نظرنا سيطرة الروح العلمية علي تفكيرنا الحديث، وهذا الأمر جعل رجالات مجامع اللغة العربية في كل أرجاء الوطن العربي يطورون اللغة العربية من خلال إدخال كلمات وعبارات مستحدثة نشأت الحاجة إليها كما تغيرت معاني الألفاظ ومدلولات التراكيب بما يتفق والتفكير الحديث، وهجرت الألفاظ الغربية علينا أو التي لا لزوم لها، فنشأ عن ذلك تهذيب في اللغة قربها إلى عقولنا ساعد على حسن استخدامها.

إن مآل اللغة العربية في مستقبلها متوقف علينا نحن اليوم، فاللغة كما قدمت في دور التكوين سر بقائها، ولذا أقول ففي يدنا قتلها وفي يدنا إحياؤها .. أما قتلها فيكون بالجمود بها عن تطورها الطبيعي كما يكون بعدم التعاون بين الأمم المختلفة من أهلها علي توحيدها والمحافظة علي وحدتها .. وأما احياؤها فيكون بالتبصر والحكمة وحسن الرعاية والتمشي بها في السبيل الطبيعي لرقيها كلغة حية واحدة، ولذلك كان لزاما علي الأدباب والمفكرين من أهل اللغة العربية في عصرها الحالي أن يحوطوها بعنايتهم وأن يهيئوا لها أسباب الحياة الطيبة في بيئتها الجديدة حتى تتكيف بالبيئة وتجنح إليها وتحتويها، فاللغة   كالكائن الحي في تفاعل مستمر مع البيئة التي تحيط بها .. فإما تلاءما فاشتد الكائن وتكاثر .. أو إما تنافرا فاضمحل وتضاءل وهلك .3030 مراد ومحمود

س31: أ. مراد غريبي: بين الفلسفة والمعرفة العلمية علاقة وثيقة ومتشابكة، ماذا عن فلسفة العلوم من جهة واقتصاد المعرفة من جهة أخرى في أروقة الفعل الاكاديمي عربيا وبمصر تحديدا؟

ج31: د. محمود محمد علي: أنا مؤمن بأن اقتصاد المعرفة فرع من فروع فلسفة العلوم التي تهدف إلي تحسين رفاهية الأفراد والمجتمعات عن طريق دراسة نظم إنتاج وتصميم المعرفة، ثم إجراء التدخلات الضرورية لتطوير هذه النظم، وبذلك فإنه كما يقول "سولو" يولد نماذج نظرية من خلال البحث العلمي، ويطور الأدوات والتقنية وتطبيقها علي الواقع، وبناءً عليه فإن اقتصاد المعرفة يهتم بكل من : إنتاج المعرفة من خلال (ابتكار، اكتساب، نشر، استعمال، تخزين المعرفة)، وصناعة المعرفة التي تعتمد علي (التدريب، الاستشارات، المؤتمرات، البحث، والتطوير).

ومصر كغيرها من الدول النامية تحاول الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات السائدة في عالم اليوم، وفي هذه الورقة نحاول أن نبرز كيف تمثل المعرفة الصفة الأساسية للمجتمع الإنساني، إذ من خلالها تحقق تحولات عميقة مست وغطت تقريبا كل مناحي الحياة، فالمعرفة هي إحدى المكتسبات المهمة للاقتصاد والمجتمع علي حد سواء، حيث أضحت في هذ الاقتصاد الصاعد الجديد المحرك الأساسي للمنافسة الاقتصادية بإضافتها قيم هائلة للمنتجات الاقتصادية من خلال زيادة الإنتاجية والطلب علي التقنيات والأفكار الجديدة، وقد واكبت هذه المنتجات فعليا التغيرات الثورية في كل الأسواق والقطاعات.

والاقتصاد القائم على المعرفة يتكون من أربعة ركائز أساسية: هي النظام الاقتصادي والمؤسسي الذى يقدم حوافز الاستخدام المعرفة بكفاءة ويعمل على ازدهار ريادة الأعمال، والتعليم والمهارات والذى يمكن الشعب من الإنتاج، والبنية التحتية للمعلومات والاتصالات والتي تسهل التواصل بفاعلية، ونظام الابتكار في الدولة وفي الشركات والمراكز البحثية.

س32: أ. مراد غريبي: في عصر العولمة، هل هناك أفق مستقبلي للثقافة والفنون والآداب العربية؟

ج32: د. محمود محمد علي: أنا من المؤمنين بأن تراث الأمم كما قال أستاذي مصطفي الفقي هو رصيدها الباقي، وهو ما تعتمد عليه في مواجهة غيرها وتتميز به عن سواها، ولا يمكن أن تنقطع جذور أمة عن تراثها العريق، ثم تصبح بعد ذلك شيئاً مذكوراً، لكن التراث لا يتعارض مع الحداثة، ولا يصطدم بالتجديد، بل إنّ الالتزام الأشد بالتراث يؤدي بالضرورة إلى تألق روح الحداثة ومفهوم التجديد والشواهد على ذلك كثيرة، إذ لا مستقبل لأمة ليس لها ماض، ولا تألق لشعب ليس له تراث.

ولا شك في أن استشراف مستقبل واعد للثقافة والفنون والآداب العربية، لا يمكن أن يتأتّى إلا من خلال تبني سياسة ثقافية واضحة، من شأنها المساهمة في تطوير الثقافة المحلية، والمحافظة على الهوية والخصوصية، وفق مخطط ثقافي محكم وواضح المعالم، ولو ألقينا نظرة خاطفة على الأفق الثقافي في المنطقة العربية، فإنه يمكن القول بأنه توجد فرص هائلة للتطوير في القطاع الثقافي والفنس والأدبي، والارتقاء بمستوى المخرجات والإنجازات ذات الصلة بهذا القطاع، خاصة في ظل وجود العديد من العوامل المشجعة التي تحتاج إلى رفع وتيرة التسخير الأمثل لها، فوطننا العربي يزخر بطاقات شابة هائلة، تحتاج إلى التحفيز والتشجيع للدخول إلى عالم الثقافة والآداب والفنون، وتنتظر من المؤسسات أن تأخذ بأيديها من خلال احتضان المشاريع والمبادرات، وإيجاد المنصات المثلى التي تطلق العنان لمهاراتها الخلاقة، وتسليط الضوء على إبداعاتها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

س33: أ. مراد غريبي: في الختام، دكتور محمود، كيف تقاربون سبل النهضة عربيا، أي ماهي أهم المعاملات الضرورية للإقلاع الحضاري العربي؟؟

ج33: د. محمود محمد علي: لكي نقارب سبل النهضة عربيا فلابد من أن نجيب على سؤال : كيف نخرج أمتنا من هذا المأزق الحضاري، الذي يأخذ منها بالخناق؟

وقد اعجبتني إجابة الدكتور " محمد عمارة " حين قال بأنه لا بد من معرفة الأسباب التي دفعت الأمة إلى هذا المأزق... لأن علاج أسباب التراجع الحضاري، هو السبيل إلى الإقلاع الحضاري من هذا المأزق الذي تردينا فيه. لقد بدأت أمتنا طورها الحضاري العربي الإسلامي بنهوض وازدهار، تعلمت منه الدنيا، ولانزال نباهي به حتى الآن... فلماذا حدث استبدال التخلف بالتقدم؟ والجمود بالتجديد؟ والأزمة بالانطلاق؟ والقيد بالانعتاق؟ .. إن الوعي بأسباب التراجع الحضاري، وسمات استبدال أسباب التراجع بأسباب التقدم، هو الذي يضع عقولنا وأيدينا على المفهوم الصحي والحقيقي لمقولة: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها...». فليس المراد الهجرة من الزمن الحاضر إلى الزمن الخالي... وإنما المراد الوعي بأسباب النهوض الأول، ومناهجه، لنسلكها سبلاً للنهوض الجديد المنشود.

وحول معرفة أهم المعاملات الضرورية للإقلاع الحضاري العربي اعتقد أنه يتجسد من خلال ثلاث محطات: الأولى تحديث المناهج التعليمية وتطوير النظم التربوبة، والثانية دعم البحث العلمي في جميع حقول المعرفة، والمحطة الأخيرة تجديد أساليب الحياة العامة والخاصة على اعتبار ان المجتمعات العربية تتخبط في مشاكل لا حصر لها .

 

حاوره: أ. مراد غريبي

 

 

في المثقف اليوم