آراء

محمد جواد فارس: طوفان الأقصى غير مسار القضية الفلسطينية

بعد حرب 76 والعبور وكذلك تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي وحرب المناورات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا والتي تستهدف مطاري دمشق الدولي، ومطار حلب. و لم تدخر القوات الإسرائيلية جهدا في شن حربها ضد السكان الامنين في غزة والضفة الغربية، مستهدفة المدن، في الخليل وجنين وغيرها من قرى الضفة ومدنها مستهدفة السيطرة على اراضي الفلسطنين، وتهديم المنازل واعتقال الشباب، واخذهم أسرى وزجهم في السجون والمعتقلات، وإستخدام الرصاص الحي وكذلك القنابل المسيلة للدموع بحق المتظاهرين السلمين، كل وسائل القمع تستخدم أمام شعب أعزل ليس لديه ما يدافع عن نفسه سوى الحجارة، واستهداف الإعلام الفلسطيني والعربي والعالمي، من أجل ان لا يفضح جرائمهم وأساليب قمعهم، وآخر جريمة ارتكبها الاحتلال هي قتل الاعلامية الفلسطنية الأصل والتي تحمل الجنسية الامريكية شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة القطرية بعملية قنص قام بها احد جنود ما يسمى بجيش الدفاع الاسرائيلي، أضافة للحصار الجائر على مدينة غزة، حيث قلة الادوية في المستشفيات وعدم وجود الأجهزة الطبية العلاجية والتشخصية للأمراض، وحتى محاربة الشعب في لقمة عيشه كما يحدث للصيادين في سواحل غزة وقضية العبور للعلاج كما يحدث في معبر رفح ومعبر كرم سالم، أضافة لاحتلال إسرائيل لمزارع شبعا اللبنانية.

كل هذه التجاوزات والأعمال الا أنسانية كما جرى للأسرى عندما يضربوا عن الطعام من أجل إطلاق سراحهم وتقديمهم للمحكمة والسماح لمحاميهم وعوائلهم بزيارتهم، والعمل من أجل تطبيق معاهدات جنيف حول الأسرى، وقد توفي عدد منهم.

كل هذا وماعلنه الأرعن رئيس الولايات المتحدة الامريكية السابق ترامب بما يسمى بصفقة القرن حول القضية الفلسطينية الاوهي اعتبار القدس العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني، ومد الجسور مع دول الخليج من أجل الاعتراف بدولة الصهاينة كما تم في أقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.

طفح الكيل وتململت قوى المقاومة الفلسطنية في غزة وهيئة أجواء التدريب لقواها المسلحة، من أجل عملية لم يحدث لها مثيل منذ احتلال دولة الكيان الصهيوني وتنفيذ وعد بلفور البريطاني واعتراف مجلس الأمن بقرار التقسيم، عملية رسمت فيها بصمات تكتيك حرب العصابات، وحدثت الزلزال في السابع من أكتوبر في عملية (طوفان الاقصى) في كسر الحواجز التي بنتها دولة الكيان بين قطاع غزة هاشم و مستوطناتهم في الداخل، وكذلك إستخدام الطيران الشراعي لعبور الحدود، لكي لا تكشف من قبل رادارتهم المتطورة حديثا والمنتشرة في الداخل، فوجئت القوى الاستخبارتية والامنية لجيشهم وأصابهم الذهول بهذا الحدث، وهناك في اوساط المعلقين العسكرين، ممن يتحدث عن أهمية التكتيك المباغت، للجيش الكيان وقوات الأمن واستخباراته، يجب أن تدرس هذه العملية في العلوم العسكرية، كونها عملية تدخل ضمن تكتيكات حرب العصابات المباغتة للعدو، وكنتيجة هذه العملية قتل عدد من قواتهم واخذ عدد من الرهان العسكرين بلغت أكثر من 225 عسكريا وتم اطلاق عدد من الرهائن المدنيين، وفي مدن فلسطين المحتلة خرجت تظاهرات عارمة في الضفة الغربية كما في الخليل و جنين ورام الله ومدن أخرى تساند المقاومة وتطالب العرب والمسلمين وشعوب العالم في دعمها وحفزت شعوب في التظاهر لنصرة فلسطين ومقاومتها في حقها المشروع في عودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه وإقامة دولتهم الفلسطنية وعاصمتها القدس، ليعشوا فيها العرب من مسلمين ومسحيين ويهود من سكان البلد الأصليين قبل وعد بلفور البريطاني المشؤوم، بإقامة دولة يهودية في فلسطين ومن ثم قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة عام 1948 في تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطين. هذه التظاهرات الكبيرة خرجت في كل من بريطانية في العاصمة لندن ومدن كبيرة أخرى مثل مانشستر وكارديف، وكذلك في الولايات الامريكية في واشنطن ونيويورك وفي مدن أوربية، كلها تطالب الغرب بوقف تسليح دولة الكيان الصهيوني في اسلحة مدمرة، وما تواجد اسطول امريكا قرب سواحل المتوسط بحاملة الطائرات، مشاركة مؤكدة بمشاركة امريكا الفعلية بعدونها على شعب فلسطين، ومن خلال زيارة وزير خارجيتها أنطوني بلينكن الذي أعلن بوقاحة عن أنه جاء كيهودي لدعمهم ومساندتهم، نسي أنه وزير خارجية امريكا هي دولة تضم المسيحيين والمسلمين والبوذين ويهود، ومن أديان أخرى..

و تستمر دولة الاستيطان في قصف غزة بصواريخ ومستخدمة قنابل فسفوري محرمة دوليا لقتا السكان وتهديم البنايات سكنية على ساكنيها من الأطفال والشيوخ والنساء وتقتل الف من الأطفال والنساء والشيوخ والالف من الجرحى و أهل غزة يعيشون في العراء لا ماء لا كهرباء لا طعام ولا دواء وتلاحقهم طائرات الفانتوم الامريكية لتجهض على ما تبقى منهم، كلها من أجل التمهيد لغزو القطاع وتشريد اهله، لاكنهم وبفضل مقاومتهم الوطنية الشجاعة صامدون لا يكرروا ماجرى في عام 1948 من عملية الخداع في النزوح إلى بلدان مجاورة. والمقاومة صامدة ومتخندقة للدفاع عن غزة اليوم وغدا، وتكبد العدو خسائر جسيمة في الارواح والمعدات المتطورة من الدبابات والدروع،و هو يتقهقر أمام ضرباتها.

النصر للمقاومة الفلسطنية والمجد لشهداء غزة وكل فلسطين والشفاء العاجل للجرحى.

و الهزيمة للاستيطان الصهيوني وليعود الصهاينة إلى بلدانهم، جائوا منها،

***

محمد جواد فارس - طبيب وكاتب

في المثقف اليوم