أقلام حرة

أقلام حرة

منذ تشكيل الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، في تشرين الأول من العام الماضي، وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر، تبنت هذه الحكومة أولويات وضعتها في مقدمة برامجها، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي تقوم بها الحكومة، وهي واضحة للعيان ولا يمكن انكارها، إلا إن هناك بعض الأمور، التي من شانها إن تضع النقاط على الحروف، في مسيرتها نحو الاستقرار السياسي.

أن من أبرز التحديات التي تواجه الدولة العراقية، هو الملف الاقتصادي، والتي تتعلق بطريقة معالجة البنى الاقتصادية للدولة من جانب، وتحمل المسؤولية التنفيذية في معالجة هذا الإخفاق من جانب آخر.. فعلى الجميع تحمل المسؤولية في مواجهة التحدي الاقتصادي الخطير، الذي يتأثر بالزيادة السكانية الكبيرة، مع تراجع وتغير في الموارد الطبيعية، ومن أبرزها الجفاف والتصحر والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية المتوالية التي يعانيها العالم اليوم.

المسؤولية لا تقع فقط على الجهاز التنفيذي، بل هي مسؤولية مشتركة بين جميع القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، فيتطلب من الجميع التكاتف، وإعطاء الأولوية القصوى، في مواجهة هذا التحدي، الذي يمس قوت شعبنا ومستقبل أجيالنا..

كما أنه أمام هذه التحديات، ينبغي إن تكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، وخطوات أصلاحية جريئة، إذ لايمكن أن تكون هناك خطوات تصحيحية، ما لم يكن هناك دعم وتعاون مجتمعي، يعي أهمية التحدي الاقتصادي، وخطورته المستقبلية على البلاد.

نشر الوعي بين أبناء الشعب، ودفعه للمشاركة في الرؤية الإستراتيجية، لأي خطوة أصلاحية بنيوية، من شأنه أن يقطع الطريق أمام المتربصين والمتصيدين، إلى جانب تحديد أسقف زمنية محددة، وبنسب الانجاز لأي مشروع او خطوة أصلاحية لمؤسسات الدولة..

كما ينبغي مصارحة الشعب العراقي، عن أي ملف يمس حياته اليومية، وأولها ملف الطاقة الكهربائية، والذي ينبغي أن يعرف الجميع متى سنصل إلى محلة الاكتفاء الذاتي، من إنتاج الطاقة الكهربائية، وغيرها من مشاريع هي بمساس بحيلة المواطن العراقي .

التحدي الآخر الذي يقف عائقاً أمام الحكومة، هو العمل الجاد والمضني، لأجل إرساء وتدعيم قواعد الاستقرار في البلاد، حيث أستطاع العراق إن يتجاوز ظرفاً صعباً بالغ التعقيد، خصوصاً ونحن نستذكر الذكرى العشرين، لتأسيس النظام الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي في العراق، ونمتلك تجرية سياسية التي تستند على الإرادة الشعبية الواعية، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي الساند والداعم للتجربة الديمقراطية الجديدة..

ياتي هذا الاستقرار من خلال، الوقوف على قراءة الدستور العراقي من جديد، وإجراء التعديلات المطلوبة التي تتسق والمرحلة، وتشريع القوانين الهامة والتي من أبرزها (قانون النفط والغاز، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون المجلس الاتحادي).. وإيجاد الحلول الناجعة للخلافات بين الإقليم والمركز.

تقوية مؤسسات الدولة، وإبراز دور القضاء ودوره المهم في حل الخلافات، والتي ساهمت في إيجاد الأرضية المناسبة للتفاهم والحوار، كما ينبغي إبعاد المؤسسة العسكرية والأمنية بجميع صنوفها، عن أي تجاذبات سياسية، وعدم السماح لأي جهة سياسية بالتدخل في عملها، بالإضافة إلى إيجاد خطاب موحد وواعي ووطني مسؤول، يسهم في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، ويضع يده على نقاط الضعف ومواطن الخلل من أجل معالجتها.

مواصلة الانفتاح العراقي على الوضع الإقليمي والدولي، وتعزیز المشتركات والمصالح المتبادلة، إذ لابد من الحفاظ على المنجز السیاسي المتحقق، على الصعید الإقلیمي والدولي في التواصل مع الجمیع، وتعزیز ذلك بمزید من الحرص والتفاعل، والشراكة المتبادلة مع دول المنطقة.

يبقى الملف الأهم بالوقوف بوجه الظواهر الثقافية السلبية، التي تريد النيل من المعتقد العراقي، وتحارب الموروث النقي الذي تعشقت به الروح العراقية، لانه من شانها إن تهدد أواصر المجتمع وتماسك الأسرة العراقية، حيث باتت تجارة المخدرات، والانحدار القیمي في السلوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خطراً یزید على خطر الإرھاب وداعش، فهناك من یستھدف أمن بلدنا ویعرض شعبنا إلى الضیاع والانحدار نحو الهاوية، بتلك الأدوات القذرة..

***

محمد حسن الساعدي

 

 

هل وصلت لحليف جديد تضمن السيطرة على الإنسان اليمني من خلاله بلغة السياسي؟ هل يوجد من يدمر الإنسان اليمني ويكف عنها ازعاجه واحراق الوقت تاجيج الصراع الطائفي والقبلي والجهوي والمناطقي .

تنظر السعوديه للإنسان اليمني منافس مزعج في الجنوب تاريخيا ثقافيا سياسيا وإصراره على التمسك. بالاعراف التاريخيه القديمة التي لاتجدي في الدول النفطية والدول المتقدمة

ولذلك تعاني من اليمن المتخلف الفقير المحروم من الخروج لواقع اليوم والعاجز عن التحرر من القيود الدينية الكهنوتيه والاوهام والبكائيات. لخدمة وتحقيق مصالح عوائل تحكم اليمن الف منذ الف عام وتستمر في إسقاط اسم اليمن الجمهوري لتضمن تدمير الأنسان

وتنظر إليها السعوديه اليوم وفق مصالحها للسيطرة على الإنسان اليمني والقيام بالدور المطلوب ولا يهمها سوا يحكم أمامي او مقوتي أو شيخ قبلي المهم السيطرة على الإنسان اليمني

تتمثل العوائق السياسية لقيام جمهورية حديثه في جنوب السعودية الغنيه تمشي على خط الدول الكبري وتنجح في تطبيق حقوق الإنسان وطموحاته خطر مباشر على الخليج والتي تفهم وتفسر مثل هذا التغييرات ومخاطرها لو سمحت لها بذلك

يعتبر نجاح الجمهوريه والديمقراطية والحرية والتقدم والازدهار وتطوير النظام الجمهوري والسياسي والفكري خطر حقيقي على الحكام في الخليج لان مثل هذا النجاح سوف لن يتوقف داخل اليمن وتأثيره الأول على الإنسان الخليجي المكبوت الذي يعيش في سجن ويخشي من المعارضه لما يتعرض له من قمع وسجن واذلال لدرجة انه لا يفكر في السياسه مطلقا وإنما يفهم ويؤمن العبوديه ويعكس ذلك على سلوكيات الإنسان الخليجي في السخريه من الشعوب الفقيرة والمحتاجة والتي تعيش أزمات انسانيه.

***

بقلم صالح العجمي

 

الحكام العرب في مجملهم امعنوا في تدمير مقدرات الشعب السوري، انفقوا المليارات باعتراف حمد بن جاسم من اجل اسقاط النظام، لم يسلم البشر والحجر، ملايين المشردين بالخيام بدول الجوار لما يرو على العقد من الزمن، فتح لهم السلطان اردوغان حدود تركيا على مصراعيها للإتيان بأولئك الذين تم غسل ادمغتهم، اطلق عليهم إسلاميون لكنهم بعيدون كل البعد عن الاسلام، يتصرفون بقسوة ضد الشعب السوري فكانت عمليات التنكيل بمختلف فئات الشعب واطيافه، تساندهم في ذلك الفضائيات العميلة لتبرر أعمالهم الاجرامية.

لم يفلح الحكام العرب وأولياء نعمتهم، على مدى عقد من الزمن في اسقاط النظام، تشتت المعارضات المؤدلجة وتلك التي تدعي الوطنية، خفت بريق الاحتجاجات في مختلف المدن والساحات، سقطت اعلام الثورة التي بها رائحة المستعمر على قارعة الطريق التي عبدها السلف بدمائهم الزكية، تلاشت الثورة التي تم تفريخها بمعامل المخابرات الاجنبية، البيئة الوطنية لفظتها، أما قادتها الزائفون فلم يعد لهم وجود، انتهى دورهم، فالعملاء ان لم ينفذوا اجندة اسيادهم، يلقى بهم في مزبلة التاريخ،

الحكام العرب حاولوا بادئ الامر التقرب الى النظام، لأجل احتوائه، وابعاده عمن اعتبروه العدو اللدود لهم، نظام الملالي اصحاب الادمغة المتحجرة، حيث رفعوا عنهم صفة الاسلام، واعتبروهم كفرة فجرة، وأنهم يسعون الى اقامة إمبراطورتيهم على حساب شعوبنا، والاستفادة من خيراتنا، وفي سبيل ذلك قاموا بالتطبيع مع كيان العدو الذي يحتل فلسطين واعتبروه صديقا حميما، لم يعد اماهم سوى دعوته الانضمام الى الجامعة العربية، تلك المؤسسة التي وفي غياب الزعماء العرب الاساسيين اصبحت وبالا على الامة واحد اسباب نكبتها.

الغريب في الامر ان هؤلاء الحكام العرب، الذين حاولوا جاهدين ابعاد النظام السوري عن ايران نجدهم اليوم يهرولون الى طهران والتودد اليها ومحاولة اعادة العلاقات السياسية والاقتصادية معها، ترى لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟ هل ادركوا ان الغرب وعلى راسه امريكا تبتزهم على مدى عقود، ولم تدافع عنهم عندما دكت صواريخ ايران بواسطة الحوثيون، منشاتهم النفطية التي تعتبر المصدر الوحيد لجلب الاموال ومن ثم انعاش الحياة.

ايران المحاصرة على مدى أربعة عقود، لم تتنازل قيد انملة عن حقها في صناعة الأسلحة المختلفة فأصبحت رائدة في مجال تصنيع المسيرات وولوج عالم الذرة، ليقينها التام ان العالم لا يعترف الا بالأقوياء..

ما الذي منع او يمنع العرب رغم امتلاكهم لثروات طائلة وطاقات بشرية متعلمة من الاعتماد على النفس وعدم الاتكاء على الغير، بل ان الاموال التي يستثمرونها في الغرب معرضة للتجميد عند اول هزة (اشكال) سياسية من قبل حكامنا لا تروق للغرب.

هل الحرب في اكرانيا وأثارها الاقتصادية والعسكرية على شعوب المنظفة جعلت ضمائر الحكام العرب تفيق من سباتها، من خلال لم الشمل العربي وان ايران لم تكن يوما عدوا كما صورها الغرب وامريكا، بل يمكن الوصول معها الى تفاهمات من شانها استتباب الامن بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة.

نتمنى ان تعود سوريا الى حضن عربي يشد ازرها ويخفف عنها الماسي التي تسببوا بها. ومن ثم بناء وطن عربي قادر على الحياة ومجابهة الاخطار التي تحدق بالأمة، فالعالم اليوم يعاد تشكيله وفق رؤى متباينة، متعدد الأقطاب .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الإبداع لا يعبّر عن واقع حال، بل نظر وتبصر في مفردات الواقع وعناصره الكفيلة بصياغته والإنتقال به إلى واقع أفضل، وتحقيق الحركة والتوثب والقدرة على التبدل والتواصل مع آليات المكان والزمان.

أما القول بأن الإبداع تعبير عن واقع حال، فيعني الترسيخ والتسويغ والتحميد والإستنقاع والتفسخ والذبول.

ويبدو أن القائلين بذلك يمثلون النمطية التي مضى على سكتها المفكرون والفلاسفة، بإجتهاداتهم وتفسيراتهم وتأويلاتهم وتحليلاتهم المنطلقة من الترسيخية والتسويغية والتبريرية، وإستحضار ما يلزم لتحنيط الواقع الذي من المفروض التصدي له وتحريك مياهه الراكدة.

وقد لعب المفكرون دورهم في تركيد الأمة وتعضيلها وشل قدراتها، وتجدهم يعبرون عن واقع يمعنون بترسيخة وإغلاق منافذ الجريان اللازمة لحركته.

فالمبدع يحرّك ولا يُسكّن، وعليه أن لا يبحث عن المسكنات والمحدرات والتأوهات والبكائيات والرثائيات، ومن واجبه ومسؤوليته أن يوقظ ويمنح الطاقة المعنوية للأجيال لتتوثب نحو مستقبلها الأفضل، بدلا من أن يقدم لنا نصوصا ذات طابع ترقيدي لإرادة الأمة وتقريمٍ لعزيمتها.

فالإبداع الحقيقي يمنح الأمل والقوة والقدرة على الحياة، ويتمكن من تثوير الواقع وضخه بالمفردات السلوكية، الكفيلة بدفعه نحو السامقات وأخذه إلى ذرى الغايات.

والإبداع ثورة بكل معانيها ومقتضياتها الساعية للتغيير، وبدون قدرات التغيير والتثوير فالإبداع يفقد جوهر معناه، وتنتفي الحاجة إليه، لأنه سيكون معوقا ومدمرا.

وواقع حال الأمة أن المبدعين يدمرونها، وينقضون عليها برثائياتهم وبكائياتهم، ودفق أحزانهم وأسفهم وتحسرهم وجلدهم لذاتهم الفردية والجمعية، وبهذا يساهمون في تحطيم وجودها، ومنعها من تنفس هواء الحرية والقوة والرقاء.

فالذي يقدم نصوص بكائية ليس بمبدع!!

والذي يكتب نواحيات ورثائيات ليس بمبدع!!

المبدع أن يكتب بمداد العزيمة والتحدي والإقدام!!

فهل لنا أن نُبْدِعْ؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

ابتليت مذ نعومة أظافري، مثلما أبتلى معي الكثير من أبناء وطني بالكثير من المرويات الكاذبة والملفقة، التي نقرئها ونسمعها من رجال معممين يطلقون على أنفسهم (رجال دين) الهدف منها تشويه صورة العرب والمسلمين الأوائل، واكتساب الجاه والمال والتسلط، لنشر الجهل المقدس المرتبط بمرويّات الدين الملفقة والمصطنعة من قبل المنتفعين وسماسرة الكسب الديني ومعتقدات الناس الساذجة، الذي يُحرم السؤال في أي شأن من شؤون العقائد، بحجة أن السؤال يفضي للتشكيك بالدين، وما عليك سوى السمع والطاعة، تعزيزاً للمقولة الشائعة شعبياً: (ارمِها برأس عالم واطلع منها سالم) .

لكن الاخطر والاكثر بلاءً ووبالاً أن ترى المرويات المقدسة يمنع المساس بها واعتبارها مرويات سماوية، والويل كل الويل من يضع علامات استفهام وتعجب وتشكيك في مضامينها.

ويتهم معارضوها بالألحاد والعلمانية والشيوعية، والانحراف عن الخط الطائفي الذي يروج له هؤلاء الصغار، ممن يسوقون بضاعته للعقول الفقيرة .

ليست المشكلة أن تؤمن بالخرافة، فهذا شأنك، وأنت حر بذلك، لكن أن تبني عليها اعتقادًا ينعكس أفكار وممارسات في الحياة العامة، فتصبح أهدافك تكفير غيرك، واليأس من الحياة، والتفكير بأن الله سوف يبعث لك مخلص دون أن تخلص نفسك من الظلم والجور الذي يحيط بك، هنا تقع الطامة الكبرى.

لقد فُّرض علينا أن نتبع كتب التراث والعقيدة مثلما كتبت منذ صدر الإسلام حتى يومنا هذا عن طريق النقل والاستماع من الإخباريين والأصوليين دون نقاش أو جدال لطريقة تفكيرهم ومنهجهم وفهمهم للعقيدة والدين والتأريخ الإسلامي، والطروحات المروية قبل أكثر من ألف عام، والتي لا تجاري الفكر المتطور للإنسان الجديد في زمن العولمة والتقنية والتكنولوجيا والتطور العلمي.

وتنتابني الحيرة عندما أقرأ عن المذاهب الإسلامية وتمسك الناس بأفكارها الاجتهادية القديمة، مثلما هي عليه، القائمة على تخليد تاريخ الخلفاء والحكام، ويثار داخلي سؤال: لماذا لم يظهر مذهب أسلامي جديد يوحد المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم في عصر الثورة الرقمية؟ بدلاً من نقد القديم ومحاولة ترميم الأفكار السابقة التي عفا عليها الزمن .. هذا السؤال متروك للجميع.

السبب الوحيد برأيي الشخصي هو سيطرة الأنظمة الحاكمة المتعاقبة ومنذ العهد الأموي على مقاليد الحكم الوراثي وبالتالي سيطرتهم على ما يُسمّى بالعلماء والفقهاء (وعاظ السلاطين)، فجعلت منهم مطيّة يسيرون على أفكار ومصالح النظام الحاكم، سواء كان ملكي أو جمهوري، ديمقراطي أم شمولي .

لقد دفعت الشعوب العربية والإسلامية عشرات بل مئات الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين نتيجة تلك الاجتهادات والأفكار الوضعية منذ سقوط الخلافة الراشدة في مدينة الكوفة حتى الآن.

لا أعتقد ان الدين سوف تقوم له قائمة مادام الحكم في بلادنا منهوب ومسلوب ووراثي وسنبقى نجترّ القديم ونبكي على التاريخ ورجالاته وحكومات سادت ثم بادت، لأننا نخاف من التجديد والتنوير وكل مجدد في نظرهم اليوم كافر وزنديق، يجب حجره في غرفة مظلمة ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

لذلك أمست المذاهب عبارة عن فتاوى علماء ورجال دين اجتهدوا في تفسير احكام وشرائع الدين وفق مقاسات اعتقدوا بانها الاصوب والأرجح على العموم، وكل ذلك جرى في زمان يختلف تماما عما يحدث الان، مما جعل رجال الدين هؤلاء يعتمدون على مبدأ القياس للتفسير، ومن هنا نرى أن ايجاد مذهب جديد يساير الواقع المعاش هو أفضل من مذهب قائم على تعديل النصوص الواردة فيه بين فترة وأخرى، بعد رفع القداسة عن ثوابته القابلة للتغير.

بعض العلماء والفقهاء المتنفذين وأصحاب الحوزات الدينية الكبرى في بلادنا احتكروا الدين والمذهب والسياسة على حد سواء، كذلك لم يتركوا اي موضع قدم لأي فكر تنويري مجدد أن يدلوا بدلوه، سوى أصوات ضعيفة تنطلق من بلاد الغربة خوفاً على أنفسها من التصفية الجسدية أو السجن والتعذيب والمطاردة .

لذلك نجد هناك حملة شعواء تُقاد ضد حملة الفكر المجدد للتراث الموروث من قبل بعض رجال الدين وكثير من المؤسسات الدينية التي لا ترضى بهذا التجديد كونه يهز عروشها ومصالحها ومناصبها الدنيوية .. وكما قال المفكر النيبالي بوذا 563-483ق.م (أعبد حجراً لو شئت، لكن لا ترمني به).

***

شاكر عبد موسى/ كاتب وأعلامي

 

نحن نعلم أن كل شيء في الكون له بداية ونقطة انطلاق يتم بعدها الشروع في تطويرها وفق ما يملكه الإنسان من فهم وعلم وإمكانيات فكرية ومادية للحصول على المعرفة والتقدم فأن هذا التطور التكنولوجي الهائل في عصرنا الحالي لا يمكن أن يأتي من فراغ إلا إذا كانت له بدايات بسيطة أو متقدمة ثم يتم تطويرها تقنيا لبناء أفكار علمية جديدة حسب تطور عقل الإنسان ونضجه فكريا وعلميا واستخدامه في التقدم والنهوض والثورة العلمية التكنولوجية . ولو نفتش في الاكتشافات الأثرية للحضارات القديمة وخصوصا في وادي الرافدين ومصر القديمة كانت لهم ثوره حضارية وتقنية وعلمية لا تخلو من الإثارة وهذا ما كشفته لنا التنقيبات الأثرية السومرية والبابلية منها نضيدة لتوليد الكهرباء وصور لطائرات مروحية والقنابل الحربية والمعدات الحديثة والاتصال بالسماء وصور لكائنات فضائية غير معروفة لسكان الأرض البعيدة عن كوكبنا أو وجود مادة الحديد متأخرا على الأرض أو قصص الصعود إلى السماء لأخذ المعرفة منها وغيرها من الأمر التي تثبت أن هناك تواصل مع غير سكان الأرض

أما الآن وخصوصا في السنوات الأخيرة تظهر بين آونة وأخرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز والمواقع الإخبارية صورا موثقة تطرح معلومات غاية في الأهمية ولا يمكن تجاهلها كأن المراد منها هو التمهيد لاستقبال أحداث والتعامل معها بالحقيقة الواقعية وقد تكون حقيقة ثابة أما الآن فهي أخبارا لا يمكن تصديقها أو الوثوق بها للكثير من الناس إلا الذين يحللون ما بين السطور ويبحثون في جذور وأصل هذه المعلومات ومصدرها والغاية منها والسبب في كشفها في هذا التوقيت ومدى تأثيرها على البشرية ومستقبلها فأن المتتبع للأخبار عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى مجاورة لكوكبنا الأرض وأطباق طائرة تظهر بين الحين والآخر وتصورها وكشف دلالات على وجود حضارات تعيش تحت الأرض على شكل تجمعات ومدن متطورة علميا تزاحم وتشاطر كوكبنا وتدلل على وجودها وأنها ليست خيال بقدر ما هي تهيئة العقل البشري حاضرا لاستقبال هذه الكائنات والحضارات التي أكدت عليها كل الحضارات القديمة السومرية والفرعونية وحضارة المايا من قبل أصحاب القدرة على القرار في أدارة العالم برمته والتأثير فيه ولو تتبعنا البرامج العلمية والعاملين على صناعة الأفلام وخصوصا أفلام الخيال العلمي منذ زمن بعيد حيث بدأت هذه السلسلة حوالي سنة 1902بفلم الرحلة إلى القمر وتلته إنتاج أفلام منها فلم في عام 1920ثم سنة 1960 والفلم الرائع أفاتار وكبار السن لديهم المعرفة بذلك فقد كانت مسلسلات وبرامج وأفلام تتحدث وتروي عن وجود كائنات فضائية متطورة علميا بمعدات ذات كفاءة عالية من الدقة ووجود أمراض شديدة الفتك بالإنسان وتصوير معدات عالية التقنية بين يدي الإنسان كنا نعدها ضربا من الخيال العلمي أما الآن في القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثرها حقيقية وواقعية ودخلت في خدمة البشرية والحكومات المتقدمة علميا وتكنولوجيا على سبيل المثال مسلسل ستار تريك وأفلام حرب النجوم وصناعة الروبورت أن كل الأفلام التي أنتجت في هوليود الأمريكية حول الخيال العلمي والمواد الإعلامية التي تتحدث عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى والسفر إليها عبر بوابات الزمن قد تكون حقيقية لكن التعتيم عليها حاليا والعمل بها في غاية السرية لأسباب لدى تلك الدول علما أن كل الحضارات السابقة طرحت ووثقت هذه الأحداث وخصوصا السومرية والمصرية وغيرها وأن التوقف عن البحث والتنقيب وسرقة الآثار من هذه الدول مستمرة واحتكارها في خزانات الدول المتقدمة وسرقة نفائس هذه الحضارات تجعلنا نشكك في نواياها على وجود أمر مدبر مستقبلا للسيطرة على العالم والانفراد به والهيمنة على الحاضر لبناء المستقبل وقيادته والذي يؤسف ويؤلم أن أصحاب هذه الحضارات يقيمون على أنقاضها وأطلالها بدون الاستفادة من ماضيها الحضاري وأرثها العلمي وتوظيفها لخدمة مجتمعاتها القادمة.

***

ضياء محسن الاسدي

 

لا تزال دور النشر تصدر كل يوم كتباً تتحدث عن بناء الدول، وكيف تكون الدولة العادلة، ورغم أن المرحوم "أفلاطون" حاول قبل 2500 عام أن يخصص للموضوع كتاباً بعنوان "الجمهورية" تاركاً المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي كتب مجلداً ضخماً أطلق عليه "علم السياسة" .

عندما أصر أفلاطون على أن يعلم طلبته أن المدن لا يمكن أن تكون أفضل من حكامها، وقف أرسطو ليقول له: الحاكم الحق هو الذي يبني دولته على خصلتين، العقل والعدل.. في مرات عديدة وأنا أسترجع ما قرأته أتذكر دوماً ما كتبه جان جاك روسو في اعترافاته: "العدالة، ليست علاقة بين إنسان وإنسان، بل بين دولة ومواطنين، شرط ألا يحول الحاكم الأفراد إلى أعداء بمحض الصدفة".

أرجو من القراء الأعزاء إعادة قراءة "جمهورية" أفلاطون، ليكتشفوا كيف أن الحياة يمكن أن يصنعها كتاب واحد.

جرت عادة مؤرخي الفلسفة على أن يصفوا المدينة التي صورها افلاطون في الجمهورية، بأنها أول ما عرف العالم من مدن فاضلة، وكانت غايته الأساسية في محاورة "الجمهورية"، هي البحث عن العدالة وشروط تحقيقها، ثم يعرض لنا مصادر الفساد التي تصيب الدولة والمواطنين وكيف تتدهور الدول فتتحول إلى صورة فاسدة من الحكم.

كلمات افلاطون التي أضاءت أوروبا منذ مئات السنين رسمت خارطة طريق لبلدان قررت أن تتقدم، فيما نحن ومنذ عشرات السنين قررنا أن نتفرج ونعيش في سبات تقطعه بين الحين والآخر خطابات لساسة انتهازيين يرفعون شعار "نحن أو الفوضى"، نعيش معهم وسط أكوام من الخطب والشعارات الفارغة وأعوام سبات في الجهل والتخلّف.

ما الذي علينا أن نتعلمه من أفلاطون؟ يرشدنا صاحب "المحاورات" إلى أن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم فوق القانون.. فالازدهار والتنمية والعدالة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان بأنه لا خيارأمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون السلطة والمال وادوات القتل والتغييب، يخيفون الناس، عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.

أوهام كثيرة يصر البعض على ترويجها من أن العراق لا ينفع معه سوى ساسة يلعبون على الحبال ويعتقدون أن الاقتراب من قلاعهم جريمة،. أدركت الشعوب أن الحل في دولة مؤسسات يديرها حاكم إنسان وليس مسؤولاً "مقدساً" ، تعلمنا الكتب أن السياسي الفاشل لا ينتج سوى الخواء.

سيسخر البعض مني ويقول يارجل ما الذي ذكرك بأفلاطون؟، اعترف ان فكرة العمود الهمني اياها السيد محمد الحلبوسي مشكورا ، فقد كنت استمع اليه وهو يقول بكل اريحية: أن العراق لا يمكن أن يكون جمهورية فاضلة.

***

علي حسين

 

لغة الضاد نبض كينونتي، وإيقاع وجودي، وأنياط فؤادي، ونفحات روحي، وفيض أكواني، ولسان حالي، ومداد مشاعري، وأحاسيس أشواقي، ومنهل وعي وإدراكي، وأنغام همساتي، وألحان أمنياتي، وينبوع أحلامي، وفيها أسرار حياتي.

لغتي الجميلة كتب بها الأولون روائعهم الشعرية والخطابية، ولها فوارسها الذين إختصروا الأزمان فيها، وألغوا الأماكن والمواقع، فشيدوا حضارة معرفية خالدة في أروقة الأيام.

أنشدَ بها جهابذة الأجيال ومنهم: إمرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، وجرير والفرزدق، وأبو تمام والبحتري وإبن المعتز، وأبو نؤاس الذي تمادى بإظهار جمالها في بديعه الخلاب.

ولا تزال النفوس السامية، والأرواح الراقية، والعقول الواعية، تكتب بأحرفها وتنطق أصواتها.

ومن كُتابها الأشاوس عبد الحميد الكاتب، وإبن المقفع، والجاحظ، وآخرون كثر إعتنوا بروعة بيانها.

وقائمة الشعراء تطول، لما قدموه من نصوص تتفوق بجمالها على أروع اللوحات المرسومة بالألوان.

وفي زمننا المبتلى بنا، نسعى لنسف جذورها، والقضاء على سيبويه والفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي وأمثالهم من مناراتها وأنوار وجودها السامق المديد.

وهذا السلوك ينم عن جهل فاضح بقيمة اللغة العربية، ومعالمها الجمالية الواضحة في القرآن، الذي لولا جمال لغته وروائع آياته، لما بقي فعالا في أروقة حياتنا.

نعم إنه جمال اللغة العربية، وكل كلام منطوق أو مكتوب يغفل جمالها، ويتجاهل أسرار روعتها، فإلى ذبول وغياب، ولن يبقى حيا في ربوع الأجيال سوى الكلام الجميل.

فلماذا نردد: " ودع هريرة أن الركب مرتحل .. وهل تطيق وداعا أيها الرجل"

و"دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء"

إنه جمال اللغة والمعنى، ومن لا يأتينا بجميل عليه أن يتحلى بالصمت الجميل!!

***

د. صادق السامرائي

7\4\2023

 

كل ما تأملت حياة الإمام علي عليه السلام تشط بي الدروب وأكاد اجانب سواء السبيل لو لا رحمة الله وحب علي فهو رجل فوق الرجال درجة ومسلم لم يشرك بالله لحظة قط ومؤمن وصل إلى مرحلة أن يكون الإيمان كله (علي) ولا أحد سواه وتابع للنبي صلى الله عليه واله لم يختلف معه من الطفولة حتى الوفاة.. لقد كان نفس النبي في أية(المباهلة) وهو منه بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة والمبلغ عنه في سورة (براءة) وحامل لوائه بلا منازع.. شجاعا لم يغلبه رجل في نزال ومحاربا وقائدا لم يهزم في معركة قط ، لكن مايذهلني في علي بن أبي طالب أكثر من هذا هو حديث النبي يوم أعلن للجميع قائلا: (يا علي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) وهذه لعمري شهادة لا تحتاج إلى غيرها مادامت كتب كل الفرق الإسلامية شهدت بها وعليه يصبح من يقدم على علي غيره فهو ليس محبا لعلي من كل من حمل اسم (صحابي) وعاصر النبي وصولا إلى يومنا هذا وأن دولة بني أمية دولة نفاق من معاوية حتى مروان الحمار لانهم كانوا يبغضون عليا ظاهرا ويشتمونه على المنابر علنا ومن حاربه فهو مبغض منافق سواء في معركة الجمل أو صفين أو النهرون حتى وآن كانوا من الأكابر أو المجتهدين إذ ليس من المعقول أن تحب إنسان وتسعى لقتله وتعلن عليه الحرب مع ضعف الحجة التي يدعيها البعض (من أفتى وأصاب فله حسنتان ومن أخطأ له حسنة) لان هذه الحجة لا تصمد أمام العقل والمنطق وحديث الرسول.. لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. لكن لماذا كانوا يبغضون علي وهو لم يزاحمهم على امر من أمور دنياهم ؟ الجواب في منتهى السهولة والواقعية وهو عن الرسول إذ أخبر علي قائلا: ( يا علي لايبغضك إلا ابن زنى) واكده أكثر من صحابي ومنهم جابر بن عبدالله يوم قال: (كنا نعرف طهارة مولد أبنائنا يوم نعرض عليهم حب علي) ومن لايحب علي فهو غير طاهر المولد هذا في البداية وعلي موجود لكن اليوم كيف نعرف المنافق وغير طاهر المولد اكيد ببغضه لعلي وهذا يتجسد بأمور كثيرة فكل من يدعي حب علي بلسانه ويخالفه في سلوكه فهو منافق شاء أو أبى ومن يستولي على حقوق غيره ومن يسرق ويرابي ويحتال ويقتل ويهتك الأعراض ويستاثر بالسلطة ويظلم الناس ولا يقتص لهم من نفسه فهو مشمول بحديث النبي ومبغض لعلي وغير طاهر المولد..

السلام على علي بن أبي طالب يوم ولد ويوم عاش فنارا يعرف بحبه المؤمن ويعرف ببغضه المنافق

السلام على على الذي كانت ولازالت تعرف بحبه النطف الطاهرة وببغضه النطف غير الطاهرة

السلام على المؤمنين المحبين لعلي

السلام على كل النطف التي أحبت علي حق حبه

***

راضي المترفي

 

 

إن اختراع تقنيات الذكاء الاصطناعي قد فتح الباب أمام تحسين عملية تقييم أعمال التلاميذ والطلبة، ولذلك وجب إعادة النظر في المعايير التقليدية ومواكبة التطور التكنولوجي الراهن مما يتيح فرصة لتوفير تقييم أفضل لأداء الطلاب والتلاميذ.

من بين الطرق التي يمكن من خلالها استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم التحصيل الدراسي إنشاء نماذج تعلم آلي متقدمة تستخدم بيانات سابقة لتساهم في تقدم الطالب في الدروس اللاحقة. ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات الطلاب في مختلف المجالات، مثل اللغة والرياضيات والعلوم والتاريخ، مما يوفر فرصا لتحسين تقييم الطلاب وتحليل أوجه القصور في مكتسباتهم.

لكن، يجب الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل التقييم البشري بشكل كامل، بل يمكن استخدامه فقط كأداة لتعزيز وتحسين العملية البيداغوجية التقييمية. ويجب أن تكون هذه التقنيات شفافة ومنصفة، ولا ينبغي أن تتضمن أي تمييز أو تحيز بحق أي فئة من الطلاب على حساب فئة أخرى".

يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ناجع وإيجابي اتباع بعض المبادئ العامة ، مثل ضرورة ضمان الشفافية والعدالة بين جميع الفئات الطلابية ، وتحديد المسؤولية والحفاظ على الخصوصية والأمان، كما يجب أن يتم استخدامه في إطار الأخلاقيات والقوانين المعمول بها.

لا يجب منع استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي على التلاميذ والطلبة الجامعيين بشكل عام، ولكن يجب الاهتمام بتوجيه استخدامهم لهذه التقنيات بشكل صحيح وناجع وفقاً للأهداف البيداغوجية المرجوة والاحتياجات الفردية.

كما يمكن استخدامها كذلك لتحليل البيانات واستنتاج التوقعات في مجالات مختلفة. ولكن، قد يكون هناك خطر في استخدامها لإيجاد الحلول السهلة والسريعة والتي لا تعتمد على المهارات والمعرفة الأساسية.

علاوة على ذلك، يجب الانتباه الشديد لأن بعض التطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تشتمل على محتوى غير مناسب للتلاميذ، لذلك يجب مراقبة استخدامها وتوجيهها للاستخدام الآمن.

من جهة أخرى يجب على الآباء ووأولياء التلاميذ استغلال فوائد الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية، وذلك من خلال استخدام التطبيقات التعليمية والمنصات الرقمية وغيرها من الأدوات التي تساعد على تعزيز المعرفة والمهارات.

حماية خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية للطلاب، وذلك من خلال استخدام منصات تعليمية آمنة وموثوقة والتركيز على تعلم المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل، مثل التفكير النقدي والإبداع والتعلم الذاتي، بجانب المهارات التقنية الأساسية.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم مدروسة جيدًا ومخططة بعناية حتى لا تؤدي إلى تفاقم الفجوة الرقمية بين الطلاب وتقلل من اعتماد التلاميذ على قدراتهم وكفاءاتهم المعرفية وعلى المعلمين وتفقد الجانب الإنساني في العلاقة بينهما.

باختصار هل نتفاءل أو نتشاءم بخصوص استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التحصيل الدراسي والتعليمي في المستقبل؟.

يقينا لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع بل يتوقف ذلك على الظروف المحيطة بالتطبيق الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم في مختلف أسلاكه . فعلى الرغم من أن هذه التقنيات توفر فرصًا كبيرة لتحسين جودة التعليم وزيادة فعاليته، إلا أنه يجب التأكد من أن النتائج النهائية لا تؤثر بشكل سلبي على الطلاب أو المعلمين أو المجتمع بشكل عام.

من أجل ثقافة مغربية رقمية تواكب العصر

***

عبده حقي - كاتب وإعلامي مغربي

 

هل أنت مستغرب من الدعوى التي أقامها المحامي "نبيه الوحش"، أعتذر أقصد المحامي أحمد شهيد الشمري ضد الفنان أحمد وحيد؟، أنا من جانبي لم استغرب حيث شاهدنا كيف تكاتفت العشائر مع الأحزاب ضد مسلسل يقدم شيخ عشيرة يدير عصابة،

وشاهدنا كيف تصرخ نقابة المعلمين إذا ما تم تقديم نقد للمعلم ومثلها تولول نقابة الأطباء والمحامين،. هذه المسلسلات اعتبرها البعض إساءة لمجتمعنا، فنحن مجتمع يخلو من الأخطاء ومحصن ضد الفساد والقتل والسرقة، فمن شاهد منكم موظفاً عراقياً يرتشي؟، أو مسؤولاً يسرق او يحرض على القتل؟، أو حتى شيخ عشيرة يستولي على أملاك الدولة ويثير النزاعات القبلية؟ . هذه مشاهد لا توجد سوى في مخيلة كتاب الدراما "العملاء" . وأنا أقرأ ردود الأفعال على الدعوى التي أقامها السيد المحامي تذكرت ما جرى في مصر قبل أشهر حين اعترض نائب في البرلمان على تقديم مسرحية "المومس الفاضلة" لسارتر لأنها حسب رأيه تنشر الرذيلة ولان اسمها المومس الفاضلة .

طبعا لا أحد يستطيع أن يصادر حرية البعض في الدفاع عن قيم المجتمع، كما يسمونها، كما لا يحق لأحد أن يطلب منهم أن يكفكفوا دموعهم الصناعية وهم يرون المسلسلات العراقية تقدم واقعاً مغايراً للواقع الوردي الذي يعيشه المواطن العراقي، فالدراما العراقية العميلة تريد أن تسيء للتجربة الديمقراطية العراقية التي يشهد لها العالم، ولا نلوم البعض الذي يعتقد أن الدراما تقف حجر عثرة في طريق حل مشاكل العراق، وأنها في الفتنة الطائفية وأنها تعمل على انتشار المخدرات والبطالة وأنها تسببت بمقتل شباب تشرين، وأن الحياة كان يمكن أن يكون لونها "بمبي" لولا إصرار أحمد وحيد على الظهور في شهر رمضان وتقديمه مسلسل "قط أحمر".

يدرك المعترضون على الدراما العراقية بأن العراقيين لا يعيشون عصور الرفاهية وأن ما تقدمه الدراما لا يعادل واحد بالمئة من المأساة التي عاشها المواطن العراقي. ولهذا فان المواطن ربما يختنق من الضحك وهو يستمع لاحاديث عن الأخطار المحدقة بالعراقيين لو شاهدوا هذه المسلسلات على نحو يجعلك تتخيل أننا نعيش في جزيرة معزولة، وأن جيوش الرذيلة وعصابات الضلال تقف على الحدود فى حالة تأهب لافتراسنا وتدميرنا.

للاسف صار الحديث بشأن الدفاع عن القيم والفضيلة في هذه البلاد الغريبة والعجيبة نوعاً من العبث للتغطية على الفشل ، مثله مثل الحديث عن الإصلاح والنزاهة ، وهكذا اكتشفنا أن المسلسلات العراقية لا تريد لنا الاستقرار وتبث أكاذيب تنشرها البلدان الإمبريالية التي دائماً ما تقف في وجه التجربة السياسية الرائدة في العراق . للاسف يعتقد البعض ان تصوير الاخطاء اشبه بارتكاب المعاصي

فليعترض البعض على الدراما وهذا حقهم ، لكن دون أن يشكلوا محاكم تفتيش تنزع عن الفنانيين وطنيتهم وانتماءهم لهذا البلد.

***

علي حسين

 

اكثر من عقد والبلد يشهد انقساما سياسيا حادا ادى الى تدهور الاوضاع الامنية والاحتراب الداخلي مدعوما بأجندات خارجية، تتواجد على الساحة اجهزة استخباراتية تعمل على اطالة الازمة، المتدخلين في الشأن الليبي زودوا اطراف الصراع بمختلف انواع الاسلحة، واخرون رسموا خطوطا حمراء بدماء الشباب العاطل عن العمل لحماية مصالحهم وامنهم القومي، ليبيأ واقعيا اصبحت دولتان على غرار قبرص، الجزء الشرقي لمصر اما الغربي فيتبع تركيا ويعتبرونه ايالة عثمانية.

يبدو ان القوى الدولية تسعى الى انهاء الازمة الليبية التي طال امدها والتفرغ لمهام اخرى خاصة في ظل الحرب في اكرانيا وتعاظم النفوذ الصيني في المنطقة، تشهد البلاد نوع من الانفراجات بسبب توصل الدول الاقليمية ونعني بذلك تركيا ومصر الى تفاهمات بينهما خدمة لمصالحهما المشتركة، وبالتالي اوعزتا الى ممثليهم بالداخل بضرورة السير في ركب التسوية.

المسار العسكري والامني يشهد تطورا بناء من اجل توحيد المؤسستين العسكرية والامنية، والتي بالتأكيد ستكون نواة للم الشمل والعمل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل موفى العام الحالي، والتي تأخرت لعامين كاملين وكان احد اسبابها هو تيار الاسلام السياسي المتشدد (اتحاد ثوار ليبيا) الذي يعرف محليا بتيار المفتي الذي ما انفك يدعو الى سفك الدماء واحداث فتنة بين المناطق.

التيار عقد السبت 11 فبراير 2023 مؤتمرا له بمدينة الزنتان، اعرب من خلاله انه ضد التوافقات التي تحدث وانه الوصي الشرعي على الثورة ومن ثم تقع عليه مسؤولية حمايتها.

بالأمس خرج علينا التيار بانه يعترض على التعديل الــ13 الذي اصدره البرلمان واجازه مجلس الدولة، ربما هناك بعض النقاط العالقة ومنها ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريون، وقد تم تشكيل لجنة (6+6)مناصفة بين مجلسي النواب والدولة لحلحلة الامور وانهاء المراحل الانتقالية، التي نراها انتقامية من الشعب، حيث عانى ولا يزال شتى اصناف الذل والقهر وشظف العيش، كما ان من توالوا على السلطة اهدروا الاموال العامة، وقدموا وعود زائفة للشعب وبالأخص فئة الشباب الذي يتوق الى بناء نفسه وتامين مستقبله عبر القروض من الدولة والتي تنكر لها رئيس الحكومة الدبية بجرة قلم.

الاجتماعات الامنية والعسكرية والكتائب غير المؤدلجة للفرقاء، والتي عقدت بكل من طرابلس وبنغازي، وروح الانسجام والمحبة التي رافقت الاجتماعات، والرغبة الملحة في طي صفحة الماضي، والوصول بالبلاد الى بر الامان، لم ترق لهذا التيار الراديكالي المتشدد الذي يستمد بقاءه من الخلاف بين مكونات المجتمع، وبالتالي نراه يسعى وبكل جهده ان يعرقل المسيرة .

نجزم ان تيار المفتي يغرد خارج السرب، وانه لن يستطيع فعل شيء في ظل التوافق الاقليمي والدولي، وتيقن الاطراف الداخلية انه كفى عبثا بمقدرات الدولة والضحك على الشعب المغلوب على امره وان الاماني التي كانت تراوده، تبخرت بفعل اعمال من يتشدقون بانهم ثوار ليبيا، الذين ينهلون من معين تورا بورا، الفكر الارهابي الذي يكفر كل من لا يتوافق معه، وعلى اعضاء هذا التيار المتشدد الذين يرغبون في استمرار الازمة ان يرحلوا الى اماكن اخرى يجدون فيها مبتغاهم.

نتمنى ان يتوصل الفرقاء الى تفاهمات، تفضي الى انتاج حلول تؤدي الى استتباب الامن والاستقرار وابعاد شبح الحرب والتهجير.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الخليل بن أحمد الفراهيدي عاش سبعة عقود (100-170) هجرية في البصرة، مؤسس علم العروض، وواضع أول معجم للعربية، وتتلمذ على يده سيبويه والأصمعي، وغيرهم من جهابذة لغة الضاد، يتهمه الحداثيون (النسّاخون لإبداع الآخرين) بأنه إخترع بحور الشعر.

وما فعله أنه درس شعر العرب بمنظار موسيقي، وأظهر إيقاعات النظم وصنفها وأسماها بحورا، فهو لم يخترع وإنما إكتشف وصنف وحسب، أما إتهامه بأنه وضع الشعر في قوالب فلا رصيد له من الواقع.

البحور التي وضعها الفراهيدي هي إيقاعات النفس، ونبضات الأعماق الإنسانية، فكينونتنا الداخلية ذات إيقاعات متنوعة، ولكل عضو في البدن إيقاعه من القلب إلى الدماغ والجهاز الهضمي والتنفسي وغيرها.

وحتى الطيور المغردة أصواتها ذات إيقاعات يمكن تصنيفها وفقا لبحور الشعر.

فلماذا الإتهام الجائر؟

يبدو أن الحداثيين يريدون تسويغ ما فعلوه، أو ذهبوا إليه، فصاروا يسمون أي كلام شعرا، ويرون الحرية وكأنها سراب يطاردونه بالكلمات، وما جاؤوا به سبقهم إليه العرب قبل الإسلام، عندما أظهروا جمال اللغة في الإبداع والتعبير، ويزخر تراث الأمة بأروع النصوص الأدبية ذات الجمال الأخاذ، وما أطلقوا عليها شعرا، فالشعر في عرفهم له ضوابطه، وسارت الأمة على نغماته قرونا تلو قرون.

فلا جديد إن لم يكن مولودا من رحم أصله الإنساني التراثي، أما إستنساخ ما عند الغير وتقليدهم، فتأكيد للتبعية ونضوب الإبداع والخواء المعرفي.

فالتجديد أو التحديث عليه أن ينبع من روائع ما تكنزه الأمة .

فالنصوص المنتشرة، تحليقات في فراغات المجهول، وإبتعاد عن وجع الواقع ومعاناة الجماهير، وفيها هروب واضح وخوف، وعدم القدرة على المواجهة والتحدي، فتتقنع بالغموض والرمز والإبهام، لتأمين آليات الإيهام بأنها الإبداع الجديد.

ولا يجوز نكران مَن أسهموا بإبداعات أصيلة نابعة من صلب جوهر الأمة، لكن السائد نصوص بلا طعم، مكتوبة لبضعة أشخاص يحسبون أنفسهم صفوة المعارف والإبداع، وهم من الغافلين!!

فأين الحداثة يا أمة يتفكرون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

عاد "المدني" سليم الجبوري إلى هواية إطلاق النكات، ففي المرّة الأولى حقق حلم العراقيين بإقامة دولة العدالة الاجتماعية، وفي المرّة الثانية يوقظ في هذه البلاد "المدنية"، وفي المرات الأخيرة خرج علينا ليقول إن الأحزاب الدينية لم تعط الفرصة لتقديم تجربتها الصائبة في الحكم وضرب لنا مثلاً بالغنوشي في تونس ومرسي وأخوانه في مصر.

ولأن سليم الجبوري شخصية ظريفة ولطيفة فقد تنقل بنا وهو يحاور أحمد الملا طلال بين إدانة الأحزاب الدينية التي تولت السلطة منذ عام 2003 وتحكيلها مسؤولية ما جرى، وبين الحديث عن المؤامرات التي تعرض لها الإسلاميون وعن الدولة التي يحلم بها " الحزب الاسلامي العراقي " .. ماذا يخطر ببالك وأنت تستمع إلى السيد سليم الجبوري؟، ستتذكر حتماً ما قاله السيد نوري المالكي قبل أيام من "إن في 2003 لم يكن هناك عراق وتولينا السلطة عندما كانت الخضراء مطوقة". ولا أعرف من كان يطوق الخضراء في ذلك الوقت الذي تسلمت فيه أحزاب المعارضة السلطة في العراق واستلمت المنطقة الخضراء .. ولم يتركنا السيد المالكي حتى يذكرنا بأن "ميزانية العراق كانت 25 ملياراً وارتفعت لـ100 مليار عندما فرضنا الاستقرار".. لكن الغريب لم يخبرنا السيد المالكي كم "100" مليار نهبت وأهدرت خلال العشرين سنة الماضية؟ . وماذا حصد المواطن العراقي من هذه المليارات، ما حجم الصناعة والزراعة والصحة والتعليم؟.

يدفعنا حديث السيد سليم الجبوري إلى الأسى، ليس لأن ما ورد فيه من معلومات وتحليلات يؤشر على الأزمة التي وصل إليها عقل السياسي العراقي، وإنما، لأن ظهور مثل هكذا "خزعبلات" في هذا الوقت بالذات، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الخراب. في كل يوم نسمع حكايات من الشعوب التي لا يحكمها ساسة " دراويش"، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولين بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي وبتفسير " أحاجي " سليم الجبوري، ولهذا لا نتوقف على خبر مثير يقول إن القضاء الأمريكي لا يزال يطارد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لأنه دفع رشوة لامرأة، خبر مضحك بالنسبة للمواطن العراقي، الذي لا يعرف كم مسؤول وسياسي عراقي غير مؤهل، وما هي مؤهلات معظم المسؤولين العراقيين الذين لايزال البعض منهم على كرسي السلطة، وأين ذهبت دعوات الإصلاح التي هتفت بها عالية نصيف ”لامحاصصة بعد اليوم”؟

طوال العشرين سنة الماضية، كان رجال السلطة، يزيدون ويعيدون حكاية أن الانتخابات القادمة، ستكون فتحاً جديداً في الديمقراطية .

إذن، نحن أمام تصريحات وخطابات تدعونا لأن نعيش أبد الدهر مع " الرموز التاريخية" التي رافقت الخراب، منذ أن اخترع إبراهيم الجعفري "معجون المحبة".

***

علي حسين

رغم ما كنت أصبه من نقد هادر على رأس المنظومة الدرامية المغربية بأكملها، فقد شدني شيء مختلف في دراما الأعمال الرمضانية لهذا العام، ودفع بي لتخصيص قسط من وقتي، وتوجيه الكثير من تركيزي وشغفي لمشاهدة أحد مسلسلاتها بعد الإفطار، لما تميز به من ملامح تخرج عما اعتدنا عليه في المسلسلات الرمضانية السابقة، والملمح المتمثل في طغيان الحضور الأنثوي على المسلسلات التلفزية لهذا العام، وسيطرة تاء التأنيث على مجرياتها حاملة أحلام نون النسوة -موضوعات وبطلات - إلى مساحات من التميز في تسليط الضوء على الآثار النفسية والجسدية التي تعاني منها المرأة، والجدة في كسر حاجز صمت المسكوت عنه في عدد ضخم من قضاياها الشائكة المستعصية التي صارت واقعاً ملموساً بحّت الأصوات المنادية بمعالجته، وعييت الجهود العاملة على تخليصها من نحس أعرافه وعاداته وتقاليده المجحفة التي أصبحت قوانين مسلطة تجيز القهروالظلم والحرمان عليها كنصف المجتمع، الذي لم تفلت منه أي إمرأة، فقيرة أو غنية، عزباء أو متزوجة، أم أو جدة، معززا بقسوة الظروف وجبروت التسلط الذكوري، الذي عالجه مخرج مسلسل "كاين ظروف"وجسدته ثلة من الممثلات المغربيات المقتدرات، عبر حبكات درامية رمضانية، أعتقد أنها كانت سلاحاً جديداً في معركة الوعي بالقضايا الحقيقية للمرأة، وملمحاً مهماً في "انتشال الوعي من غفوته ومده بمفاهيم جديدة تقوض البنى الفكرية التقليدية القائمة على العبودية والطاعة المطلقة" – كما قال التنويري ماجد الغرباوي. وستكون تيمة من تيمات تصحيح مسارها و كسر حواجزها، وتحطيم تابوهات الأسئلة العتيقة حول حكم كونها نصف المجتمع، وحجر الزاوية الأكثر تأثيرا وردودها الأكثر عتاقة في التمييز و الإقصاء الممنهج، الذي يفرض على النساء الحضور المكثف، من خلال التشبّه بالرجال على مستوى اللغة والسلوك العدواني وممارسة العنف وإظهار مشاعر الغضب...، كالذي رأيناه في مسلسل "كاين ظروف"والذي دفع الذكور،ممثّلي الرجولة التقليدية، إلى التضامن لمقاومة ذاك «الغزو» النسائي حفاظا على رأس المال الاجتماعي والهوياتي المتمثل في "الذكورة" التي أسسوه على العنف والاحتيال ويكرسها الخطاب الديني

***

حميد طولست

"تتراكم الزبالة بجوار المحلات والبيوت صباح كل يوم في شهر رمضان دوائر البلدية أو أمانة العاصمة غير قادرين على تصريفها ونقلها، نتيجة زيادة النفايات في الشهر الكريم، وقال أحد أصحاب المطاعم: "الزبالة تزيد في رمضان بشكل مبالغ فيه، وتتهافت القطط والكلاب على بقايا الطعام، والناس ترمي مخلفات الطعام في كل مكان ولا تهتم".

ورغم أن الحالة الاقتصادية غير مرضية للكثير من العراقيين، لكنهم لا يتخلون عن عاداتهم الشرائية في شهر رمضان، فيزيد إهدار الطعام وتتكاثر النفايات العضوية والبلاستيكية في الشوارع.. رمضان شهر في السنة كلها، لا غنى عن الإكثار من تناول اللحوم والدجاج والأسماك، إلى جانب البقوليات والعصائر.

وتشكل أزمة إهدار الطعام في بلدانا العربية مشكلة كبيرة، إذ ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن المواطن في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يهدر سنوياً ما يقرب من 250 كيلوغراماً من الغذاء أي ما يعادل حوالى 60 مليار دولار سنوياً، وأشارت المنظمة إلى أن متوسط هدر المواطن المصري العادي يبلغ 91 كيلوغراماً سنوياً، ويتم في المناسبات التخلص من 60% من الأطعمة الصالحة للأكل، كما أن 50% من الخضار والفاكهة و40% من الأسماك و30% من الحليب والقمح تُهدر كل عام في مصر .

إحصائيات وأرقام:

ويقول أحد المختصين أن العراقيين ينفقون 70% من دخلهم سنوياً على الطعام بمعدل 300 مليار سنوياً، وبذلك يصل إنفاقهم شهرياً إلى 25 مليار دينار، ويرتفع في شهر رمضان إلى 40 ملياراً، أي بزيادة 15ملياراً عن الشهر العادي.. وتتغير العادات الاستهلاكية في شهر رمضان عن باقي شهور السنة، وهو أمر أكده كثيرون رغم أنهم يعترفون بأن ما يقرب من نصف الطعام يرمى في القمامة.

تقول أم حسين (48 سنة) موظفة: "رمضان شهر في السنة كلها، لا غنى عن الإكثار من تناول اللحوم والدجاج والأسماك فيه، إلى جانب تحضير الكثير من البقوليات والعصائر للإفطار والسحور بشكل يومي، لذلك هو يحتاج ميزانية خاصة ونستعد له قبل بضعة أسابيع، فأشترك في جمعية مع صديقات لي لأشتري متطلبات رمضان لي ولعائلتي".

الحاج نوري (70سنة) متقاعد: يعترف أن كمية النفايات التي تخرج من منزله بصورة يومية في شهر رمضان تزيد على نفايات الأيام العادية: "أطلب من زوجتي ألا تبالغ في أصناف الطعام، لكون راتبي التقاعدي قليل، ولكن يكون عندنا ضيوف تطبخ أربعة أصناف، وأنا لا آكل البائت فنرمي الطعام في النهاية".

بدورها تتحدث أم علي (45 سنة) ربة بيت عن شهر رمضان: " المواد الغذائية التي تجهزها الدولة لنا عن طريق البطاقة التموينية لا تكفي لمدة أسبوع واحد، فلا أعتقد هناك طريقة أخرى للاستمتاع بالشهر، وهو أمر متوارث، و أكثر مشترياتي من زيت الطعام والسكر والألبان والكريمات والمكسرات التي أستخدمها لصنع الحلويات كل يوم، رغم أن سعرها مرتفع جداً، هذا إلى جانب الأغذية الأخرى التي نحتاجها للإفطار والسحور، رمضان يختلف، ففي الأيام العادية لا نأكل حلويات بهذا الشكل ولا نعد العصائر والمشويات وغيرها".

هدر الطعام عادة مذمومة:

لذلك يعتبر هدر الطعام من أكبر التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، خاصة في ظل الأزمات المتتالية وآخرها الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي أثرت على طرق الإمداد الغذائية على مستوى العالم. ووفقاً لتقارير منظمة الفاو فإن حجم الطعام المهدر عالمياً يقدر بنحو 1.3 مليار طن من الغذاء سنوياً بنسبة 30% من إنتاج الغذاء، ويقدر حجم إهدار الغذاء في العراق نحو تسعة ملايين طن، مع نسبة هدر في الخضر والفاكهة تقترب من 55%، في حين أن تخفيف هذا الهدر يمكن أن يوفر الطعام لنحو مليار نسمة من فقراء العالم.

ونتيجة هذا الإسراف ينتج عن الفرد في اليوم العادي ربع كيلوغرام من المخلفات، وفي أيام المناسبات تصل الكمية لنصف كيلوغرام، ولكن في رمضان تصل إلى كيلوغرام إلا ربعاً، وأحياناً إلى كيلوغرام في اليوم، تضم البلاستيك والأوراق وبقايا الطعام. بالطبع تختلف هذه الكميات حسب المناطق، ففي المناطق الريفية قد لا يتجاوز الفرد يومياً 250 غراماً من المخلفات في حين يزيد الرقم في المناطق الحضرية والغنية ومراكز التسوق ليصل إلى كيلوغرام، مع نسبة بلاستيك كبيرة جداً".

يتم التعامل مع هذه المخلفات بزيادة أعداد السيارات الناقلة لها،وأعداد الأفراد العاملين في التنظيف للوصول إلى كل الشوارع والأزقة، إلى جانب السيارة الأم الكبيرة التي تستوعب 12 طناً في اليوم وتتحرك مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وترسل النفايات إلى المدفن الصحي .

أن قضية هدر الطعام من المسببات التي تؤدي لتفاقم أزمة تغير المناخ، خاصة في ظل الاشتعال الذاتي لنفايات الطعام داخل مقالب الزبالة، مما ينتج غاز الميثان الذي يسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، هذا إلى جانب بعض المشكلات البيئية المتعلقة بالحاجة المتزايدة لإنتاج الغذاء، مثل انخفاض خصوبة التربة، واستخدام المياه بشكل غير مستدام، والصيد الجائر وتدهور الحياة المعيشية، كما تعد أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة سبباً رئيسياً لتغيير المناخ وتدهور الأراضي ونضوب الموارد.

إجراءات تنظيمية:

يمكننا ببضع خطوات لا تكلفنا الكثير، أن نخفف من استهلاك الطعام ونقلل الهدر خلال الشهر الكريم، وأهمها:

1- التفكير كل يوم بعدم الإفراط في الشراء وإعداد موائد بسيطة قدر الإمكان. وأثناء التسوق من الجيد الانتباه للعروض التسويقية التي يمكن أن تدفعنا لشراء المزيد من الكميات التي لن نحتاجها بالضرورة.

2- التحكم في أحجام الأطباق التي نطبخها، فليس بالضرورة أن تكون الكميات كبيرة جداً وزائدة عن حاجتنا.

3- التأكد من حفظ الطعام بطريقة جيدة وآمنة كي نتمكن من استهلاكه في اليوم التالي ربما مع بعض الإضافات. يمكن استهلاك بقايا طعام الإفطار في السحور أو في إفطار اليوم التالي.

4- استخدام الخضر الطازجة لإعداد الطعام كي تبقى أطول فترة ممكنة، وليس من الضرورة أن تتضمن كل الوجبات لحوماً.

5- التبرع بأي طعام لا نرغب بتناوله وما يزال بحالة جيدة، فهناك كثيرون ممن قد يحتاجونه، كما أن التبرع أفضل من الرمي في القمامة. (1)

***

شاكر عبد موسى / العراق

كاتب وأعلامي

....................

(1) هويدا أبو سمك/ استهلاك مضاعف للطعام والشراب.. كيف نخفف الإهدار والنفايات خلال شهر رمضان؟/ موقع رصيف22 في 2 نيسان 2023.

https://raseef22.net/article/1092638-

البيروقراطية.. يشكو معظم الناس من الرتابة في يوميات حياتهم، فيبدون سأمهم من نمطية عيشهم الديناميكي، وسلسلة الأعمال والاهتمامات التي عليهم تأديتها على مدار الساعة، وقطعا نحن العراقيون أول هؤلاء الناس، إذ يتفاقم الشعور بالملل عندنا اضعافا مضاعفة، بل إن أغلبنا يتمنى بقاء نمطية حياته على ماهي عليه، خشية انزلاقها الى الأردأ والأسوأ مما لاتحمد عقباه.

ولم يتولد هذا الشعور في الفرد لولا احتكاكه المباشر والدائم بالأحداث السيئة المحيطة به، فعلى سبيل المثال مايسمعه في نشرات الأخبار اليومية المحلية، إذ تنقل له كما هائلا من صولات الاجتماعات، وعددا مهولا من جولات المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك في محافظات بلده، الأمر الذي كان من المفترض أن يفرحه ويدخل البهجة في نفسه، لكن الصدمة تكون في جدوى تلكم الاجتماعات والمؤتمرات، إذ يكتشف المواطن بعد لهفته وتشوقه للنتائج أنها هواء في شبك، او كنافخ في قربة مثقوبة، الأمر الذي فتح ثغرات في نفسيته، تسرب من خلالها اليأس حتى أغلقت أمامه منافذ الأمل، وبذا أعود الى ما ابتدأت به سطوري هذه وهو الرتابة والملل مما يحيط بنا.

ويبدو أن تدخلات الساسة في ديمومة هذه الرتابة مدروسة نتائجها، وهم ليسوا (غشمه) فواضح جدا أن أحداث اليوم هي ذاتها أحداث الأمس، وليس بمستبعد بل هو مؤكد أن أحداث الغد هي ذاتها أيضا أحداث اليوم، وهكذا ستستمر خطى العراقيين بشرائحهم كافة على نسق ونمط ثابت، كما رسمه الساسة والقادة، والصورة التي يعيشها المواطن تتكرر ذاتها يوميا وتفصيليا، وعليه تحمل تكرارها وأقلمة عيشه على اجترار يومه من أمسه، وغده من يومه. ومن جملة الصور التي يعيشها العراقي أنه؛ يناضل.. يضحي.. ينتخب والنتيجة: يجوع، يُحرَم، يُسرَق ويَكظِم غيظه، وكأن العمل مازال ساريا بشعار البعث: "البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد". وكل مافي الأمر أن مفردة البعثي استبدلت وحل محلها مفردة الشعب.

أما الكاتب والناقد والباحث -ولاسيما السياسي منهم- فهو الآخر يعاني من ذات الحال مع سياسيي (هذا الوكت) فهو يتألم لما يراه في مجتمعه، ويعكس كل ما يمس المواطن من حيف وضيم وظلم، باحثا عن حلٍ لمشكلة، أو طريق خلاصٍ لمعضلة، فينتقي الحروف الهجائية، ويستخرج عصارة ثقافته وأفكاره ليصنع صورة تعكس الواقع، فيكتب شكوى او مقالا يصف فيه حال بلده، وبعد ان تصل أنظار المسؤول، تـُعامل كأنها موضوع إنشائي كتبه تلميذ، والسيد المسؤول قد يتعب أنامله بتصحيحه. وبذا يكون الفرق بين صاحب الشكوى والمسؤول كقول نزار قباني:

الحرف عندي نزيف دائم

والحرف عندك ما تعدى الإصبعا

صورة أخرى عادة مانشاهدها في عراقنا الجديد أبطالها الشعراء، فالشاعر يعيش ألم وطنه وأهله وناسه ويتحسس همومهم.. يسمو بحسه.. ينظم قصيدة تنزف من جراح العراقيين.. يضمنها أحلامهم وآمالهم.. يلقيها في محفل ما أمام سلاطين عراقه الجديد.. يصفقون له بحرارة.. يفرح شاعرنا ظانا ان شكواه وصلت آذانا صاغية، لكنه في حقيقة الأمر لم يكن تصفيقا، بل كانوا ينفضون أيديهم ان لاشيء مما في القصيدة سيتحقق. ومن صورة الى صورة.. وسلطان الى سلطان.. يتنقل العراقيون وسط الرتابة، يتطلعون الى تغيير، وما في الأفق من بشائر، وينادون وما من سامع، فعليهم ينطبق المثل: "تيتي تيتي مثل رحتي اجيتي" ولسان حالهم يقول:

ألقاك كي أشكو فأسكت هيبة

وأقول إن عدنا فسوف أقول

دليلي من زغر يسمر وهابك

وگضيت العمر هاحسرة وهابك

كلما الگاك اريد احچي وهابك

واگول يعود وابديله الشچيه

***

علي علي

في مجتمعات أمتنا لا وجود لأننا ونحن، والمفكرون بأنواعهم منهمكون بالحديث عنهما منذ بداية القرن التاسع عشر، وها هي الحالة واضحة أمام الجميع، فهل نستطيع أن نقول "إننا" أو "نحن"؟!!

الشعوب يصنعها قادتها، ولن تصنع نفسها، فانظروا دول الدنيا وستجدون صناع نحن وإننا فيها، فالصين المعاصرة من صنع "ماو"، والهند من صنع "غاندي"، وتركيا من صنع "أتاتورك"، وحتى أمريكا من صنع "جورج واسنطن"، وقس على ذلك.

القائد المثقف الوطني الواعي هو الذي يصنع إننا ونحن، وفي واقع الأمة، الذي أوجدها قائد الدين الذي تحدى الواقع المكي، وإنطلق برسالته الإنسانية للعالمين فأسس عوالم نحن الكبرى.

ومفكرونا متمترسون في التفاعل مع إننا ونحن المتخيلتان، ولهذا فما أسهموا بإطلاق قدرات الأجيال وتأسيس معالم النهضة الحضارية المتوافقة مع طاقاتها، فكبت وأخذت أحلامها وطموحاتها معها إلى حفر ظلماء.

ومن الأمثلة أن كتاب "طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي (1855 - 1902) ميلادية، صدر في بداية القرن العشرين، وأجزم أن معظم القادة في دول الأمة، لم يقتربوا منه، ومعظمهم حفظ كتاب الأمير لميكافيلي (1469 - 1527) ميلادية، ولهذا توطنت أنظمة الحكم خنادق الإستبداد الفظيع.

فقادة دولنا لا يقرأون، وينصاعون لإرادة الكرسي، وتعزلهم بروتوكولات المناصب عن الواقع، فيعيشون في قطيعة تامة عن الشعب فلا يفهمون ما يعانيه، وما هي الحاجات الأساسية للحياة، لأنهم في عالم مغاير تماما.

فالعلة الحقيقية في كراسي المسؤولية، والذين يستولون عليها ويحسبونها غنيمة، فالمنصب كالفريسة التي يتشبث بها الضاري ببراثنه وأنيابه، وإياك أن تقترب منه.

فالأمة تحتاج لقادة مهرة يجيدون صناعة إننا ونحن، لكي تستقيم الأمور، أما إغفال دور القادة، وهم نوعان، سياسيون وفقهاء، وهذا الثنائي أزرى بأحوال الأمة، وأصابها بإنكسارات وإنهيارات وخسائر مروعة، حتى لتجد أبناء الدول الغنية في فقر مدقع وعوز مهين، وأصحاب الكراسي والفقهاء في نعيم باذخ وإستحواذ مطلق على الثروات.

فهل للمفكرين أن يواجهوا الواقع بجرأة وتحدي، ويزعزعون ثنائية التدمير الشامل لوجود إننا ونحن؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

كلما أمتد بنا العمر، علينا ان نشكر الله خالق النعَم.. فعلينا ان نتمسك بقوانينه التي لا تنحاز الا للعدل والقيم " أعدلوا ولو كان ذا قربى" ان نعمة الله كاملة على الجميع في قرآنه الكريم.من امتيازات لنا ان نعلنها بكل قوة فرحين بها لانها هي ضمانة للعدل والاصلاح والقيم.

ابتداءً نقول: لقد أخطأت الادارة الامريكية بأسقاط الحكم السابق انتقاماً من رئيسه واستبدلته بنظام يجهل ادارة الحكم برمتها، ولا يؤمن بالانتخابات الديمقراطية المتعارف عليها دوليا وحقوق الشعوب في الحرية والعدل.. ولا ينتمي الى المعارضة الوطنية الحقيقية، بل كان جملة معارضين وهميين، ينتمون لنظام عاش وما زال عدوا للعراق.. همه الوحيد تحطيمه وافقاره وأضعافه أمنيا وادخاله في تيارات الفتنة الدينية المتعارضة أيديولوجياً.. فوجد بالقادمين الجدد مبتغاه.. هذا التغيير لم يكن نقمة على العراقيين حسب بل على العالم وامريكا بالذات وكل من يقف الى جانبه.. مداننين تاريخيا امام العراقيين في الوطن.

.. نقول للسيد مقتدى.. ان من يدعي قيادة وطن، عليه ان يكون صادقا لا خاذلا لأبناء الوطن.. لانه يستمد السلطة من قوة ابناء الوطن.. نعم كن صادقا يا مقتدى مع العراقيين الذين يقرأون الممحي في الخبر.. كن مثل الامام موسى بن جعفر(ع) مع العباسيين من مغتصبي سلطة وطن.. وخلفك رجال اقوياء اثبتوا في الانتخابات انهم من مخلصي وطن.. لم يفضلوا المكاسب المادية على الوطن.. ما كنا ننتظر منكم الانسحاب من معركة الوطن وانت الفائز بجهودهم في الوطن.. "وهذا ليس من حقك" حتى مكنت الخاسرين مرة اخرى العودة للوطن، يحملون سيف الطائفية والمحاصصية التي مكنت المتخلفين من تدمير الوطن. ما كان عليك ابدا ان تنهزم وتسلمها للفاسدين من اصحاب اللامبادىء في الوطن، الذين سلموا جرف الصخر والكثير من مناطق الوطن لايران لادارة الدولة بالنيابة عن حكومة الاشباح في الوطن.. ومن المعترفين على أنفسهم بالفشل (أنظر مقابلة المالكي مع الصحافة حين قال:كلنا فشلنا في ادرة الدولة وانا واحدا منهم).. حتى ظن بعضنا أنك يا صدر لربما تكون واحد اً منهم في الوطن.

نقول لمن يتزعم الحركة الوطنية للتغيير في العراق اليوم ونقصد الصدريين والتشرينيين والمستقلين وكل من يرفع علم العراق التقدمي في التحديث: لن يحدث التغيير الا بتحديث وتجديد الخطاب الثقافي بعد ان اصيب العقل العربي والعراقي بالأفول وطغيان التوجه الديني القدسي المنغلق وتحويله الى واقع مقبول، وبعد ان رأينا ان المدرسة في العراق اخذت تدرس اللطم والزنجيل كمتطلبات دراسية للطلبة الصغار بدلا من التوجه الثقافي الصحيح.. والهدف هنا واضح لاسقاط العقل والمنطق والمنهج المدرسي الرصين.. لاحلال دور الفقيه في تنظيم المجتمع لاعادة النظر في القناعات الدينية القديمة التي نسبوها للأئتمانية المقدسة التي لا تقبل التغيير.والا هل يعقل تبديل دراسة علم الفلسفة الرصين بعلم العقيدة في الدين.. الى اين نتجه اليوم.. ومن يحكم التعليم ؟

أما جماعة الاطار فلا عتب عليهم، فهم وخذلان الوطن في طريق واحد منذ التغيير عام 2003 لانهم غرباء عليه.. حين وقعوا على وثيقة قتل الوطن "بتكوين البيت الشيعي "ليفرقوا بين المواطنين في الوطن خدمة لاعدائه التقليديين.

ايها الاحرار المطالبين بالتغيير عليكم اليوم الاستجابة لطبيعة التطور، فلا جهاد بلا مواطنة.. ولا مواطنة بلا حقوق المرأة كاملة دون تفريق "انا خلقناكم من نفسٍ واحدة"، ولادين تمثله مذاهب التفريق.. لابل علينا ان نضع الدين وفق مقاييس العلم والتكنلوجيا لنكسب التطور العام لنبعد اتهامات المتنورين من اتهامهم بالتكفيريين والزنادقة ومحاربة العقيدة في الدين.. املا بالحد من الثقافة الدينية المغلوطة التي يتزعمها الفقيه البليد.نقول للسيد الصدر ومن يتبعه من الوطنيين.. ما كان الحسين (ع) مترددا لما يعتقد ويقول لابل كان يؤمن ان الموقف الحازم الصحيح هو طريق الحل للتصحيح.. فلا تغرنا بالعمامة وانت كل يوم في موقف مغاير للاخرين حتى اصبحنا لا نثق لا بك ولا بالعمامة ولا باهدافها المعلنة بعد ان خيبتنا في الرجاء الصحيح.. فالعمامة للمخلصين للدين والوطن فأين انت منهم.. اليوم ؟.

.. المخلص الوطني عليه ان يكون قائدا شعبيا ووطنيا حقيقيا لا من قادةالشيعة من ذوي المبادىء الموازية لمبادىء القيم لقيادة وطن العراقيين.. لم تعد الكصكوصة والتغريدة بنافعة لك وللوطن.. بل نافعة لمن يؤمن بوطن فعليك مراجعة الحساب قبل السقوط النهائي.. في الوطن.

اهل البيت ليسوا عمامة وتعازي ورواديد وادعية ونذور.. وزيارات لمراقد مخترعة من اصحاب العلل.. لا بل هم ثوابت الحق في الارض عبر الزمن.فقادة شيعة سلطة العراق اليوم لا يمثلون الا الاعتداء والخيانة والفساد في الوطن.. مع الاسف لا تكون مثلهم بعد ان طأطأت الرؤوس لاعداء الوطن.. هذا عراق الحضارات وليس غابة لفقهاء الزيف المقدس في الوطن.

لا ما كنا نظنك هكذا فقد مات شباب تشرين 19 من اجل رفع رايتكم، حين صدقكم في الوطن، واليوم انتم ونحن نحصد خيانة الوطن.. ودماء الشباب الشهداء في الوطن.. لو كنا شجعاناً لقلبنا الدنيا لنعرف لنا من قتل شباب تشرين الوطن، مرة يدعون بالطرف الثالث ومرة بالطرف الغاطس في المياه الآسنة في الوطن.. والى اليوم الامهات ثكالى ولا احد يلبي نداء الوطن.. دعهم في عليين يشكوكم ومن قصر من رجال القضاء والقضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية التي مارست الخيانة على عهد رئيسها "النكرة مدحت المحمود" عند رب الحق والعدل لحفظ المبادىء في الوطن.

قال الخليفة العباسي هارون الرشيد للأمام موسى بن جعفر(ع): يا ابن عمي قم وارتقي المنبروقل اني امير المؤمنين في شرعية الدين للوطن.. "ولك الكرخ كله ماله وما فيه للوطن.. "فرد عليه الامام الكاظم.. يا رشيد ولم يقل له يا الرشيد تصغيرا واحتقارا له ولمن قدم له من رشوة في الوطن.. انت لست اهلا لها يا ظالم الوطن.. ماذا سأقول لرب العالمين غدا.. لكن اقولها لك:انت غداً في جهنم وانا في عليين الوطن.. هذه هي العمامة الصادقة التي لم تستسلم للاعداء في الوطن.. وليست العمامة التي أنكبت على الحاكم المحتل تقبله من فمه متحدية اخلاق الوطن.. فليشيدوا للخيانة مقابر الذهب..

كم هو الفرق بين الشجاعة والجبن.. بين الاخلاص والخيانة.. بين الاستقامة والأعوجاج.. بين الايمان والكفر بالمبادىء.. بين محبة الدنيا والمال وبين القيم.. ونحن نقول للصدرالمتردد من حقوق الشعب والوطن وعصابة الحاكمين عار الزمن.. من يستدعي الغريب ليفض النزاعات بينكم في الوطن.. فالعراق المستقل لا يقبل الغريب ليحل نزاعات الوطن وهو المساهم فيها والداعي لتدمير الوطن.. كلما حل نزاع بينكم استدعيتم هذا النكرة ليقضي بينكم في الوطن.. وكأن لا رشيد بينكم في الوطن.. ان الندم لا ينفع غدا على فراش الموت النادمين في الخيانة وتدمير الوطن.

أنظر الى وطن العراقيين اليوم كيف اصبح نهبا للاخرين دون حسيب او رقيب.. تتحكم به مليشيات الغدر والخيانة.. والا من قتل العلماء والمفكرين وثوار تشرين في الوطن.. ونهب المال والمنصب وحرمان أهل الوطن من حياة حرة سعيدة.. وهناك من قاتل العراقيين البارحة يتمتعون بامتيازات الرواتب التقاعدية والابناء في عسر وضيق في الوطن.. هؤلاء الذين والله ما صدقوا في قول ولا في عمل في الوطن.هؤلاء الذين حكموا ويحكمون اليوم لا يستحقون الا مزبلة التاريخ في الوطن.

أسمع يا صدر يا وشوشة القدر:هذه المكانة التي حصلتم عليها في الوطن من مال ومناصب وطائرات خاصة ماكانت على قدر المواهب والاخلاص والجهد المبذول في العلم والخبرة في العمل.. بل كان على قدرايمان الناس بالمقدس فيكم بالوطن.. ان الذين يدعون الوطنية ويلبسون عمة رسول الله (ص) يجب ان يكونوا صادقين في حرية التصرف الممنوحة لهم في دستور الشعب والوطن.. فقد كان ابو لهب عماً للنبي لكنه كان خائن وطن.. من يدعي الحق في الوطن عليه ان يكون مجاهدا صلبا للحق في الامانةعلى المال والنفس في الوطن.لانكم أقسمتم القسم واليمين والعرف الاخلاقي للوطن المكفولين بنص القانون الآلهي الذي لا يخرق في الوطن.. لا تكن معتمداً.. على الحسب والنسب والحق الموروث كما اوحىي الى الذين زرعوا فيهم كذب حقيقة الزمن.. فلا عتب على من يؤمنون ان الوطن لهم دون الاخرين حسب مفهوم فقههم الناقص والميت في دين الزمن.

لا تكن انت من الفئة الغالبة اقصائيا فترى انها الوحيدة التي هي على حق في قيادة وطن، فانك ليس مركزا للكون في الوطن وليس وحدك الذي تمتلك الحقيقة.. فتفعل ما تريد في الوطن.. يوما تدعو الجماهير للاحتجاج ويوما تسحبهم دون دراية الوطن، اعمل مجلسا وطنيا من المستشارين ليضعوا لك خطة عمل.. فالوطن ليس ملكا لك ولكل الاخرين الذين لم يفقهوا ادارة دولة الوطن.. لا ما هكذا هومن يتمثل بزعامة وطن.

ان تطبيق القيم لا تقوم الا على اكتاف من يؤمنون بها ويدعون اليها بحق المقدس في القيم.. أنها أعظم أسرار الدهورالتي جعلت الانسان المخلص قويا حكيما في خدمة الناس والوطن.مثل محمدالنبي(ص) ويوسف النبي الذي أعتمده الفرعون لعدله في مهامه في الوطن.. ومثل جورج واشنطن وغاندي وهو شي مَنهَ وجياب هؤلاء المكرمون الذين صنعوا لبلادهم وطن.. ولوكنتم كذلك جميعا ما وافقتم المحتل على تدمير وطن.. اما آن الاوان لتطبيق فلسفة التقدم في الوطن.. لتكون اساسا جديدة بعد عهد الدكتاتورية في الوطن.. التي عبثت ولولاها لما وصلتم أنتم بمساعدة الباطلين لقيادة وطن..

ساعتها كان لابد ان تكونوا انتم والمجتمع العراقي المتطلع لكم من القوة بحيث تستطيعون وقف الظلم ورد السلطة الغاشمة عن هواها في الوطن.. وبذلك تحل الحرية والديمقراطية لكل المواطنين من يحملون جنسية الوطن.. لادين الخائبين في الوطن، لتكونوا مثل الخليجيين في الوطن والشعب العراقي أغنى منهم في المال والعلم في الوطن.. فعمر الدين ما صنع دولة لكنه كان عاملا قويا قي نجاح من يريد اعمار الوطن.. فهم جمعوا الأثنين معا.. وانتم كذبتم على الوطن وجعلتم الابناءمشردين خارج الوطن، وعيونكم تنظر ولا تستحي من العيب لانكم انتم العيب كله في الوطن.. فلو عملتم بشفافية النجاح والاخلاص لله والوطن.. لكسبتم احترام انفسكم وتقدير المواطن والشعوب لكم في الوطن.. لا ان اصبحتم اليوم عار الزمن في الوطن.منزوين في منطقتكم السوداء بفجورها ومواخيرها.. خوفا من شعب الوطن.

لو كنتم عدولاً لترفعتم عن الدنايا.. وتشبثتم بالوعي الخلقي القائم على العمل الصالح وحقوق الناس كما في قيادات الاوطان في المجن.. (قائد أوكرانيا اليوم مثالاً) وعلى اساسه ينشا منكم قانون جديد مخالف للقانون الظالم القديم في الوطن.. وبمرور الزمن يعم التقدم في الدولة ويصبح التفكير في التحسن المستمرعندكم اساس الوعي الخلقي الذي يصنع فيكم عقيدة وطن.لكن العقيدة دوما تحتاج لرجال مؤمنين بها في وطن.

كفاية تهريجا في الدين والوطن.. والحرية والديمقراطية في الوطن.. بعد ان حرقتم الأخضر واليابس وأهنتم الوطن دون ان ترتجف لكم شعرة في شواربكم الغبراء في الوطن.. فكيف سيكون اللقاءغدا مع الله والمواطن في الوطن.

نعم اقولها.. وبملأ الفم ان النظام السابق كان دكتاتورا مقيتا لا يسمع الكَلم قاتلا لا يرحم المظلوم في الوطن، رأيه هو القانون الا ما ندر، فهو والمساواة على طرفي نقيض في عدالة الناس في الوطن.. "هو وأنتم أكلتم حقوقنا في الوطن "، ولو كان عدلاً لصنع دولة تضاهي دول الغرب.. وفيه هذه الكريزما الرفيعة والمقدامية الشجاعة في مواجهة احداث الوطن.. رجاله اشداء قهروا المعتدي وجرعوه السُم في الوطن.. وبنفس الوقت لم يكن خائن وطن.. بل كان مخلص وطن ؟ كلمة الحق يجب ان تقال لا تقربا ولا تباعدا بل من اجل تحقيق ارادة وطن.. فنحن الذين نؤمن حقاً وصدقاً بما قاله الامام موسى بن جعفر(ع) لا خائني اليمين والقسم.. اما انتم فقد جمعتم الدكتاتورية المقيتة والمحاصصية اللعينة ومثلتم الفساد العام وخيانة الوطن.. لذا فهو احسن منكم قياسا لوطنية الوطن..

وختاماً نقول:

لمن يحكمون الوطن من المنافقين اليوم.. ان المنافق الحقيقي هو الذي لا يدرك خداعهُ.. لأنه يكذب بصدق..

***

د.عبد الجبار العبيدي

يرى باحثون ان أول ديمقراطية طُبِقَتْ، كانت في عهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبقت طوال فترة خلافتهِ، وإنتهت بعد تضرر بني أمية، التي لاقت من سيفه وشجاعته بأس القتال، والتي قضت على رؤوس الكفر في عهد الرسالة المحمدية، وذكر لنا التاريخ أساطيرا من الشجعان يتقدمهم بن ابي طالب .

العراق بعد عام الفين وثلاثة شهد أول تطبيق، للديمقراطية المستوردة بقيادة أمريكا، لكنها بدأت عرجاء صمّاء خرساء عمياء، لان أول الغيث كانت الطائفية المستوردة من دول الخليج، التي تخشى العراق كثيرا، لأنها إن نجحت ستطيح بكل دول الخليج الملكية، كما أن العراقيين يتمتعون بعقليات وروحية تختلف عن باقي دول المنطقة العربية، ولهذا شمرت عن سواعدها كلها لتتدخل بشكل وآخر، وبالطبع كل ذلك كان بأوامر أمريكية لتطبق سياسة فرق تسد، فهي تحاول بشكل وآخر، إستدامة وجودها للسيطرة على مقدرات المنطقة .

شاب العملية السياسية كثير من الأخطاء والمخالفات، التي إنعكستْ سلباً على الواقع العراقي، ومنها المحاصصة التي كانت لبنتها الأولى، ليس لإستدامتها بل لتطبيقها بمشاركة الجميع، لكنها أصبحت "سنينة" جَبِلَ عليها السياسيون، ولا يمكن مغادرتها كونها تدر الأموال، وأصبح التمثيل تحت قبة البرلمان، مكسباً تتقاتل عليه الأحزاب والتكتلات، وبه ضاعت أموال كان من شأنها بناء العراق، وبه يمكنه تجاوز دول عديدة، لكن التدخل الأمريكي كان الفاعل الرئيسي في التخريب .

لا يخلوا مفصل من مفاصل الدولة، الا وللأمريكيين بصمة، والسفارة تكاد تكون كمشرف على سير تلك الوتيرة، التي لا نستطيع مغادرتها، ما لم يكن هنالك إتفاق وطني فعلي، دون التدخل ليس فقط من أمريكا، بل تركيا والسعودية ومصر والأردن والإمارات.

هذه الدول سعت بكل ما تملك من أدوات، لتخريب العملية السياسية، ناهيك عن صاحب القرار، الذي بقي مكانه شاغراً لحد يومنا هذا، وما عمله عبد المهدي كان سياقاً مختلفاً، وبعيد جداً عن المخططات، التي كادت تفشل، لولا التظاهرات التي مولتها كل تلك الدول، لنبدأ من نقطة الصفر .

التظاهر حق كفله الدستور، والمطالب تكتب بورقة بواسطة ممثل عن المتظاهرين، وكانت تجري بصورة سلسة حتى رئاسة العبادي، لكن دون نتيجة مما أوصل المتظاهرين لحالة اليأس، وهذا معتمد في كل الدول التي تعمل بالنظام الديمقراطي، لكن هنالك حالة أن النائب بعد صعوده بواسطة ناخبيه، ينسى أن لهُ جمهور يُطالبهُ بحقوقٍ، أغلبها بسيطة ومن الممكن تلبيتها، وهذا من صميم عمله، إضافة لمهامه المكلف بها برلمانياً..

وهذا الغياب في المتابعة جعلها حالة عادية .

اليوم وبعد تشكيل الحكومة الفتية التي أنتجت السيد السوداني، بعد كل التعثرات التي شابت الحكومات السابقة، من أغلاط لا يمكن إغفالها وتجاوزها، نرى بارقة أمل في هذه الحكومة، التي أظهرت كل من شأنه بناء حقيقي، بوعود متحققة فعلياً وعلى الأرض، ومع المتابعة هذا سيقود لبناء رصين، مع تصريح رئيس الحكومة بالتقييم لأداء المفاصل الفاعلة في العملية السياسية، ولو بقي هذا المنوال سينتج لنا ليس فقط البناء والخدمات، بل سيتعدى للبطالة التي تجاوزت الأعداد المقبولة، ولا توجد وظائف سوى العسكرة في الداخلية والدفاع، لكن التعيينات الأخيرة أفرجت الأسارير، وأحتوتْ وإن كانت بسيطة لكن الأعداد هائلة .

التدخل الأمريكي مازال فاعلاً، بلحاظ التحرك التي تقوم بها سفيرة الشيطان الأكبر، كان واضحاً ومؤثراً فقد تراها اليوم في الوزارة الفلانية، وغدا تزور أحد قيادات الأحزاب، وهكذا دواليك الى مالا نهاية، والمطلوب إيقاف هذا التدخل كونها ليست وصية، على دولة عمرها أكبر من أن تعدها السنين، والحضارات شاهدة على ذلك .

السيد السوداني لا يملك عصا موسى، وهنا نؤشر على القيادات الفاعلة، في إتخاذ قرارات مصيرية لكبح جماح السفارة، وايقافها عند حد عملها الصميمي، وليس التدخل في شؤون داخلية.. واما مسألة التعاون بين أمريكا والدولة العراقية، فيجب حصره في زاوية معينة، ونؤشر على مجلس النواب تغافله عن تفعيل إخراج القوات الأمريكية، والحث على إخراجها على ضوء قرارات سابقة .

***

رحيم الخالدي

إنجازات أمتنا كبيرة في ميادين الحياة، فمنذ فجر الإنطلاق ومعطياتها الإبداعية شملت ما أدركته العقول ووعته الأفهام، وإستحضرته من فضاءات الخيال.

فالكتابات التي وردتنا متنوعة وفي موسوعات، والأحداث ذات تراكم هائل، والقيل والقال تطغى في الآفاق، وكل يرى ما يرى ويقرأ بمنظار ما فيه، ومن النادر أن تجد ما هو موضوعي ومعقول، ويبحث بصدق وإخلاص عن الحقائق والمعارف الأصيلة.

فالذين كتبوا خلطوا بين مداد ما فيهم والحدث الذي يتفاعلون معه، فلا يوجد ما هو نزيه تماما.

والأجيال غرقت في دوامات قال فلان وذكر فلان وروي عن فلان، وتبقى الحقائق الوهاجة ساطعة بين الركام.

وتبقى الإنجازات الكبرى التي أرست دعائم خلود الأمة فوق التراب، وسأتناولها بإقتضاب وتكثيف لأنها بحاجة إلى دراسات مطولة، وهي:

أولا: جمع القرآن

أول من جمعه أبو بكر الصديق (11 - 13) هجرية، ومن ثم عثمان بن عفان (23 - 35 ) هجرية، الذي حرره ووضعه في كتاب إستسخه ووحده ووزعه على الأمصار.

ثانيا: تعريب الدواوين

قام بهذه المهمة عبد الملك بن مروان (65 - 86) هجرية، فنشر العربية، وأمّن التفاعل الواعي مع القرآن

ثالثا: تنقيط وتشكيل القرآن

وقام بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي (41 - 95) هجرية، فكلف نصر بن عاصم الليثي و يحيى بن يغمر كما يُذكر.

رابعا: التدوين

الذي أطلق شرارته الجادة أبو جعفر المنصور (136 - 158) هجرية، وبلغ ذروته في زمن حفيده المأمون (198 - 218) هجرية.

هذه الإنجازات الأربعة الخالدة حفظت الإسلام، وصانته من الضياع والإتقراض، ولولاها ما دام في ربوعنا إسلام كما عليه الآن.

أما الأحداث والصراعات بأنواعها فأنها سياسية سلطوية بحتة، ويحاول الكثيرون إضفاء سمة دينية عليها، إنها صراعات غابية على الكراسي لا تعرف دينا.

***

د. صادق السامرائي

 

آدم سميث ( 1723- 1790)‏ فيلسوف أخلاقي وعالم اقتصاد اسكتلندي. يُعدّ مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكي ومن رواد الاقتصاد السياسي. اشتهر بكتابيه الكلاسيكيين: «نظرية المشاعر الأخلاقية»، وكتاب «بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها». وهو من أهم آثاره، وأول عمل يتناول الاقتصاد الحديث وقد اشتهر اختصارًا، باسم «ثروة الأمم».

جاءته دعوة من أحد أصدقائه المسلمين لزيارة إحدى العواصم العربية الكبرى في شهر رمضان الكريم، فاغتنم آدم الفرصة ولبّى الدعوة، وحجز أول تذكرة سفر متاحة من مطار غلاسكو، وفي أثناء تحليق الطائرة، تبادر إلى ذهنه هذا التساؤل: "لمَ لا أغتنم الفرصة لملاحظة سلوك الأفراد في هذا المجتمع الغريب عني؟ ربما سيساعدني ذلك على إثراء نظريّتي ببعض الرؤى الجديدة".

بمجرد وصوله إلى المطار، اكتشف أنّ حقيبة سفره قد تعرضت للخدش وبعض التلف، فذهب لإيداع شكوى لدى المصلحة المختصة في المطار من أجل الحصول على تعويض، فوجد نفسه يتنقل من مكتب إلى آخر والكل يجيبه: "ليس هنا، اذهب إلى المكتب الفلاني"، فينصاع لأمرهم متسائلاً في قرارة نفسه: "أليس من المفترَض أن العمل يُقسم حسب التخصص؟"، إلى أن وصل إلى المسؤول وأجابه بعبارة لم يسمعها قط في حياته: "ننظُر في طلبك بعد العيد إن شاء الله"!

كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً عندما كان في الطريق من المطار إلى بيت صديقه، فلاحظ شيئاً بدى له جيداً سألَ عنه سائقَ التاكسي والتفاؤل يعلو مُحيّاه :

"ما هذا الهدوء الذي يعمّ الشوارع؟ يبدو أنّ الكل مختبئ يعمل داخل المصانع أو في الإدارات"، فتبسّم السائق ضاحكاً وأجابه بأن الناس نيام، فاستغرب آدم.

وقال: "لكن هذا سيؤدي إلى اختلال في التنمية الاقتصادية ما دام عنصر المُنتجين لا يؤدي وظيفته".

ليلاحظ بعد فترة وجيزة طابوراً طويلاً عريضاً أمام المخبز، ويشرح له السائق أنّ الأفراد هنا ينتظرون ساعات طويلة من أجل شراء منتجات غذائية سيهدرونها في الغالب؛ كأن يشتري ربّ عائلة مكوّنة من 5 أفراد خبزاً يكفي لإطعام سكان قرية اسكتلندية كاملة.

وقال: "هذا مستحيل لأنه يتنافى مع نظريّتي التي تنص على أنّ قرارات الأفراد تُتخذ بناء على اعتبارات منطقية لتقييم الفوائد المحتملة دون التأثُر بالدوافع غير الواعية أو بالتقاليد أو بتأثيرات البيئة المحيطة، يعني أنّه لتنفيذ أي عمل يجب أن تتفوق المكافأة على التكلفة".

لكنه سرعان ما أعاد النظر في "الاختيار العقلاني" بمجرد رؤية مائدة الإفطار التي أعدّها له مستضيفه، وأيقن أنّ نظريته غير مجدية، وتخلى عنها وراح يستمتع بما لذ وطاب من ألوان الطعام. (1)                

***

شاكر عبد موسى

..............

(1) أمين قطوش / هارفارد بزنس ريفيو:

d19.csa.acemsb1.com

تقض مضجع الكيان الصهيوني

حكومة نتنياهو وهروبا من المأزق الذي وضعت نفسها فيه بشان التعديلات القضائية التي الّبت العام المحلي عليها، عمدت الى تدنيس المسجد الاقصى واستعمال العنف بحق جمهور المصلين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك، ونجم عن ذلك عشرات الجرحى واعتقال المئات، الموقف الدولي لم يتعد الشجب والاستنكار والدعوة الى ضبط النفس مساويا بين الضحية والجلاد.

الحكام العرب وكعادتهم، البيانات جاهزة ومكررة ككل مرة تدين وتشجب وتستنكر ،ويتفرجون من خلال فضائياتهم التي تبث مباشرة من المسجد الاقصى ومحيطه على ما يلاقيه المعتكفون من اعمال عنف وتنكيل .

قطاع غزة المحاصر منذ اكثر من عقدين ،ابى الا ان يمطر مستوطنات الجوار بوابل من صواريخ المقاومة، ربما لم تصب اهدافها بدقة، ولكنها بالمقابل لم تكن عبثية كما وصفها المتخاذلون من الحكام العرب ،بل اجبرت المستعمرين على اللجوء الى الملاجئ ،ليتأكدوا بان فلسطين لن تكون ارض الميعاد، ولن يكونوا في مأمن من ردود الفعل لأساليبهم الوحشية في التعامل مع سكان الارض الاصليين، وعليهم العودة من حيث اتوا.التنظيمات الجهادية بمختلف مدن وقرى الضفة، وهي تدرك صعوبة الموقف، تقوم بعملياتها البطولية بما يتوفر لديها من امكانيات، وتقدم الضحايا قربانا على مذبح الحرية ليوم النصر الموعود.

المقاومون بجنوب لبنان، ونجزم انهم من ابناء فلسطين المبعدين عن وطنهم منذ عام النكبة من الجيل الثاني او الثالث، الا انهم يحملون في قلوبهم شغف العودة الى الاراضي التي هجروا منها عنوة لم يفرطوا في اسلحتهم لانهم يدركون جيدا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

ربما اعتقد العدو انه بالتطبيع مع بعض الحكام العرب الخانعين، سيطفئ جذوة المقاومة الملتهبة في صدور الشرفاء من ابناء الامة، ويجبرهم على الخنوع والركوع، تظل جذوة النار تحت الرماد خافتة، لكنها ستحرق كل من (يعفس عليها) يطأها.

الانتهاكات المستمرة للأقصى، وحدت المقاومين المؤمنين بعودة الحقوق الى اصحابها وان طال الزمن وكثرت الدسائس وتساقط العملاء في احضان المستعمر، الشعوب المغلوبة على امرها ستتحرر يوما بفعل ابنائها الشرفاء.

لقد شكل المقاومون في كل من غزة والضفة وجنوب لبنان ثلاثة اثافي تحمل بوتقة يتربع بها الكيان المغتصب لفلسطين، والنتيجة بالطبع ستقض مضجعه، فيعمد الى التصرف الهمجي بحق الامنين معتمدا على مساعدة الغرب الاستعماري وزعيمته امريكا الذين يكيلون بمكيالين، وأن حقوق الانسان وتقرير المصير التي يتبجحون بها لا تشمل العرب والفلسطينيون، بل اصحاب البشرة (السحنة) البيضاء (بنو جلدتهم) فقط، والنتيجة الحتمية للتصعيد من قبل الكيان هي: اما القبول بالعيش المشترك بين مكونات الداخل والعودة الطوعية لمن تم تهجيرهم بعيد النكبة والمساواة في الحقوق والواجبات ضمن دولة ديمقراطية، واما ترك فلسطين لشعبها الاصلي تحت ضربات المقاومين، وبذلك تنتهي ازمة شعب ظل يقاوم المستعمر الصهيوني ومموليه الغربيين. فما ضاع حق وراءه مطالب.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

 

النخبة: المختارون من المجتمع الذين لهم مؤهلات معينة، وهم المثقفون والمفكرون والمبدعون بأنواعهم، وسيقول القارئ ما أكثرهم، والسؤال مَن يقرأهم؟

فالأمة لا تقرأ ما يكتبون، لأنهم يحلقون في عوالمهم الآيديولوجية، وتصوراتهم المنسوخة من بلاد الآخرين.

فالمفكر لا يفكر، بل يتمسك بنظرية أجنبية ويمضي على هديها، لتسويغ ما يدور في الواقع أو يبحث في المجتمع عما يؤكدها.

ولهذا لا تجد في كتابات ومشاريع المفكرين ما ينفع عمليا لبناء الأجيال، وإطلاق ما فيها من القدرات الحضارية.

ولهذا أيضا تعددت المشاريع والنتيجة واحدة، فما حققت الأحزاب شعاراتها وأهدافها، ولا المنطلقات النظرية بأنواعها ما دعت إليه، بل إنتهت إلى عكس ما أرادت، فالدعوات الوحدوية والقومية والإشتراكية وصلت إلى ما هو واضح للعيان.

إن سبب إهمال الأجيال لنخبها يكمن في إمعانها بعزلتها عن نهر الحياة، وتحليقها في آفاق التصورات والرؤى الخيالية، المجردة من قدرات الفعل المتواصل مع إيقاع إرادة الأجيال.

فما قيمة ما كتبه المفكرون والمثقفون العرب على مدى القرن العشرين؟

ما هي حصيلة جهودهم ومناظراتهم وطروحاتهم؟

كل ما أنجزوه كتب بالعشرات والمئات مركونة في ظلمات الرفوف والمخازن، وما عادت ذات صلة بالحياة.

وتعيد الأمة ذات الكرّة في القرن الحادي والعشرين، وكأنها لا تريد الخروج من مستنقع الويلات والأنين، ولا تزال في إستسلامية مروعة ومنشغلة بالغابرات، ومتمترسة بما تسميه دينا بعد أن أضاعت جوهر الدين، وبه تقتل آلاف المنتمين للدين، بدم بارد وبلا إحساس بالإثم والإجرام، وكأن الجريمة دين!!

وإن قتلَ الأجنبي شخصا من أهل الدين، غضبت وتذكرت بأنها أمة دين!!

فهل إستطاعت النخب أن ترسم خارطة طريق مبين؟

وما دام الجهل متربعا في الكراسي، فلا تحدثونا عن نخب الأمة!!

***

د. صادق السامرائي

مرت علي الأيام العالمية للتوحد كثيرة، كنت في كل واحدة منها أتحاشى الكتابة عن أطفال التوحد، وأوقف عجلة الأفكار المتسارعة في ذهني حول طيفه وإضراباته،التي يعاني منها حفيدي وسيم، خوفا من استشعار أمه، ابنتى حبيبتي، لكلمة شفقة ينكسر بها قلبها، أو عبارة مواساة ينهار لها صمودها وعزيمتها، لكنني قررت هذا العام، أن أطلق العنان لقلمي ليحتفل بحفيدي وكل المصابين بطيف التوحد وأُسرهم المتضررة من تكاليف العلاج والتحاليل والفحوص وجلسات التخاطب فى المراكز الخاصة المرتفعة الكلفة، والمعانية مع ندرة المراكز الحكومية غير كفاية عددها لأطفال التوحد المتزايدين،وقلة التي تقدم منها الخدمة المؤهلة، ومع شح وتضارب المعلومات المتاحة عن التوحد ، ومع انعدام الثقافة العامة حوله، و تنمر الغالبية العظمى من الناس وعلى كافة المستويات –إلا من رحم ربي لأن غير المتنمرين في مجتمعنا هم نُدرة-

الخلاصة هي ان التوحد قضية مقلقة بشكل خطير لا يستشعر معاناتها إلا من لديه طفل مصاب باضطراباته، وخاصة منهم الأمهات المعانيات شديد المعاناة مع تربية أبنائهن المصابين بالتوحد، ورعايتهم في كل مرحل حياتهم العمرية، إنها والله لمهمة صعبة لا يقوى عليها أشد الرجال، وتؤديها الأم بعون ما منحها الله من الإرادة وقوة التحمل الخارقة.

وبهذه المناسبة، فخور بتقديم أسمى تعبيرات الشكر والامتنان لابنتي العزيزة على ما قدمته في صبر وتقدمه في جلد من دعم ورعاية لابنها،حفيدي الحبيب، وتحية إكبار لكل أم لديها طفل يعاني من اضطرابات التوحد.فما أصعب الكتابة عن أطفال التوحد، وأن لا تشعر بالاضطرابات التي يكابدها المصابون بالتوحد، ويعيشون مصاعب التعبير عنها، ويصعب عليهم الإفصاح عنها هم أنفسهم، كما تبين ذلك هذه الخواطر على لسان طفل توحدي:

لا أعرف شيئا عني.. سوى أنني توحدي.. هكذا يطلقون علي.. إنسان آلي.. غربي في كل شيء.. لا أعي من هم حولي.. باردة مشاعري.. فاترة عواطفي.. لا أبالي بشيء.. حتى بأمي وأبي.. فكل ما يهمني هو عالمي.. أجيد لغة الصمت.. أهوى لغة التأمل.. أتحدث لغة غريبة.. لا يفهم طلاسمها.. حتى أبناء جنسي.. هكذا يقولون عني.. طفل توحدي..

وفي الختام: اللهم مرضى التوحد في رعايتك فأكشف عنهم السوء وداويهم بدوائك، ومتع أمهاتهم بنعمة الصحة والمعافاة واعنهن على تحمل أعباء تربية أطفالهم، ولتسمحن لي بتقديم نصيحة لا تكلفكن إلا الهناء وتتلخص في التظاهر بالسعادة أمام النفس والأبناء والوالدين لأنه يولد صدق الإحساس بها، ويجلب الرضا ويستحث التفكير السليم للتعامل مع ضغوط الحياة ومآزقها ويجنب الأهل والأبناء الآثار السلبية، لأن الهموم تمر لكن أثرها على الصغار قد يبقى ويترك في نفوسهم أثرًا قاتمًا!! فجنبوا أنفسكم وقلوب أحبتكم من المتوحدين مالا يحتمل ودربوا أنفسكم أن تكونوا سعداء رغم أنف الإحباط فالحياة تستحق

وكل عام واطفال التوحد وأهليهم بألف خير.  

***

حميد طولست

يبدو أن "إسرائيل" تتحاشى الرد ضد مصادر الصواريخ جنوب لبنان خوفاُ من اتساع دائرة المواجهة.. فيما القيادة الإسرائيلية تلاحقها الأزمات في الداخل والخارج.

لا بأس فهذا ديدن الاحتلال الذي لا يشعر بالأمان حينما يتعرض لقصف كثيف من جنوب لبنان فيوجه الرد إلى غزة جنوب فلسطين، بمعنى أن كماشة المقاومة اكتملت في العقل الإسرائيلي وباتت ذات فاعلية؛ ليربط الإسرائيليون تلقائياً بين المقاومة في أرجاء فلسطين وجنوب لبنان في إطار وحدة الساحات وفق رؤية المقاومة الفلسطينية الموحدة وحزب الله.

بداية جاء الهجوم المباغت صباح يوم أمس الخميس بصواريخ غراد وكاتيوشا انطلاقاً من جنوب صيدا في لبنان باتجاه مدن الشمال الفلسطيني ما استرعى دخول الإسرائيليين إلى الملاجئ في صفد وكريات شمونة وغيرهما والاكتفاء بمشاغلة مصادر الصواريخ بالرد المدفعي بدون تصعيد خلافاً لما هو معهود بالإسرائيليين.. مع أن القبة الحديدية تصدت وفق الرواية الإسرائيلية لغالبية الصواريخ التي تعتبر أقل كفاءة مما لدى حزب الله، فاتهم الفلسطينيون بإطلاقها.

من جهتها اكتفت اللجنة الوزارية السياسية الأمنية المصغرة التي شكلها رئيس الحكومة اليمينية نتنياهو بمناقشة الرد على الهجوم الصادر من لبنان والذهاب به إلى غزة.. وفي تقديري أنه ردٌ منقوص ناجم عن اضطراب العقل الإسرائيلي الذي يعاني من قلق وجودي.

ومن الطبيعي أن لعبة الحكومة الإسرائيلية كانت تتجلى بتفريغ الأزمة الإسرائيلية الداخلية بين اليمين المتطرف والعلمانيين من خلال اقتحام الأقصى واعتقال أكثر من 500 فلسطيني كانوا متواجدين في رحاب المسجد الذي دنسته بساطير جنود الاحتلال، ربما في نية مبيتة لفرض التقسيم الديني على الأقصى بين المسلمين واليهود تأسياُ بما جرى في الحرم الإبراهيمي قبل عقود.

ولكن ما لم يكن بالحسبان أن الرد جاء من جنوب لبنان في إطار عدة رسائل موجهة للكيان الإسرائيلي وذلك وفق ما فهم من بيان حزب الله الصادر يوم أمس الخميس، الذي أدان فيه الحزب الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأسير وتأييد أي إجراء يتخذه الفلسطينيون إزاء العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني، فكانت الأولى من أجل أن يفهم الإسرائيليون بأن المسجد الأقصى خط أحمر لا يجب الاستفراد به وأن على المسلمين في العالم التحرك لحماية مقدساتهم في فلسطين.

والثانية أن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في معركة الوجود مع جيش الاحتلال الإسرائيلي المصاب بفوبيا المقاومة بل أن الاستراتيجية القادمة تقوم على مبدأ وحدة الساحات التي قد تشمل كل محور المقاومة.

والثالثة أنه رغم اتهام الإسرائيليون للفصائل الفلسطينية بهذا الهجوم إلا أن ذلك ما كان له أن يتم بدون ضوء أخضر من حزب الله، أي أن الحرب القادمة ستكون إقليمية شاملة وهذا إنذار حقيقي حيث أن ظروف "إسرائيل" غير مهيأة لذلك.

وبما أن الرد الذي من المفروض أن يوجه إلى مصدر إطلاق الصواريخ جنوب لبنان، إلا أنه تم تحاشي ذلك خوفاً من رد حزب الله المفترض، الذي يمتلك أكبر ترسانة صواريخ بعيدة المدى ودقيقة إلى جانب الطائرات المسيرة الإيرانية مع احتمالية توسيع دائرة المواجهة لتضم في اتونها إيران.. ولحتمية الرد الإسرائيلي فقد وجه جيش الاحتلال رده نحو غزة التي تعرضت للقصف فجر اليوم فيما ردت المقاومة بالمثل بقصف غلاف غزة بثمانية صواريخ.

فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ في مهاجمة قطاع غزة مع منتصف ليل الخميس، وذلك بعد اعتراضه عشرات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان في أعقاب يومين شهدا قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك والتنكيل بالمصلين واعتقال المئات منهم دون أن يحرك العالم ساكناً..

في المقابل، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي فوق قطاع غزة.

هذه تطورات موضوعية فيما يتعلق بالعلاقة الطبيعية بين الاحتلال الجاني والضحية التي تقاوم لاسترداد حقوقها وحماية نفسها من الإبادة في سياق التطهير العرقي الذي تمارسه ما يسمى ب"إسرائيل" والقادم لا شك أسوأ بالنسبة للاحتلال الغاشم الذي بات قلقاً وجودياً كونه يتفكك ويواجه أصحاب الحق بشراسة دون أن يظفر بمآربه الخائبة..

***

بقلم بكر السباتين

7 إبريل 2023

الإقتراب من الواقع الحضاري والتفاعل مع الأمة منقسم إلى حالتين، فتقول تخلف وتقدم، علم ودين، تراث ومعاصرة، وغيرها.

الثنائية المزعومة غاشمة لا تؤدي إلى نتيجة ذات قيمة حضارسة، فالأمة ليست متأخرة أو متخلفة، فالعلة الأساسية بقياداتها الضعيفة المرهونة بإرادة الآخرين الطامعين في دولها.

ومضى المستشرقون والمفكرون والمثقفون على هذه السكة المتصورة البعيدة عن الواقع الإنساني لمجتمعات الأمة، فأهمِلَ العامل الإقتصادي وإنتفت قيمة الإنسان، وما عادت تعني الحكومات حاجاته الضرورية وحقوقه الطبيعية.

دول الأمة ما فازت بقادة بحجمها منذ تأسيسها، والحكومات تعينها القوى المستحوذة على البلاد بما فيها وما عليها، فتقوم بدور تنفيذ الأجندات والمحافظة على المصالح والمشاريع المطلوبة.

ووفقا لهذه الدوامة الإنكسارية، تربّت الأجيال على التبعية والخنوع وإستلطاف الإمتهان، والخضوع للكراسي الفاعلة في المجتمع.

فالمنطلق الإمتهاني الذي إستثمرت فيه القوى المتأسدة، خلاصته، أن الدين أوجد الأمة وبه يكمن مقتلها، فانطلق العمل على تحويله من نور إلى نار، وهذا ما يحصل في ربوعها منذ عدة عقود، حتى صار أبناؤها يتحركون كالمغفلين المنومين، المتوهمين بأن دينهم هو الدين، ولكل فئة دين لا غيره بدين.

ونشبت الحروب الأهلية الفئوية التحزبية التضليلية لتقتل منهم الآلاف تلو الآلاف، ولايزال ناعور القتل البيني في ذروته، وتقوم به دول تدّعي الإسلام، وما قدمت نافعا للمسلمين.

الأحزاب المؤدينة تقتل!!

الأحزاب القومية تقتل!!

وما وجدنا في دول الأمة أحزابا وطنية حقيقية!!

فالعلة في الرؤوس المرهونة بأسيادها، وبالكراسي المملوكة للأجانب، والجالسون عليها يأخذون وكالات منهم لتمرير أجنداتهم.

فلا تقل، أنه التأخر، والخرافة والجهل والأمية وغيرها، إنه طاعون الكراسي المبيد!!

***

د. صادق السامرائي

منذ أكثر من شهرين وأنا أشاهد صورته في كل مكان أنه "فرانك عاد هوغربيتس" أو كما بتنا نطلق عليه تسمية "العالم الهولندي" لأنه من هولندا.

أنا احترم العلم والعلماء وأقدر الأبحاث والدراسات، لكن الرجل كل يوم يظهر علينا يتنبأ بشيء أغرب من الآخر، كما أنني بحثت كثيرا عن سيرته الذاتية باللغة العربية والانكليزية حتى أعرف عن شهاداته الجامعية وخبرته من أين اكتسبها لكني لم أجد أي شيء يذكر سوف مقاطع له متناثرة وقصيرة، وتعليقات منه على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يتنبأ بالدمار والخراب ..!!

المضحك أيضا بالأمر أن أحد أصدقائي في الأردن وقع ضحية لتنبأته حيث أشترى شموع وبطانيات ومعلبات ووضعها في صندوق سيارته، وطلب من زوجته وأطفاله أن يكونوا مستعدين بأي وقت لحدوث الزلزال الفتاك الذي سوف يدمر البلاد و يشرد العباد، والذي سوف يأتي في اليوم الذي حدده العالم الهولندي والحمد الله مر هذا اليوم بهدوء وسلام دون حدوث أي شيء يذكر.

الآن سوف يأتيني سؤال مفاده أن الرجل صادق ولقد تنبأ بحدوث زلزال تركيا المرعب وهذا يكفي، وجوابي ببساطة أن تركيا معروفة منذ وقت طويل أنها تعاني من كثرة الزلازل وذلك لأسباب كثيرة يطول شرحها، وهذا ليس معناه أن كلمته لا تصبح أثنتين ولا خلاف عليها .

وما علينا فعله الآن هو أن يجتمع علمائنا المختصين ويتواصلون مع الجمهور بشأن الزلزال، وأن تتوقف وسائل الإعلام المختلفة من تداول تنبؤاته وجعله العالم الذي لا مثيل له في هذا الكون .

***

بروفسور حسين علي غالب بابان

أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا

في تحد واضح نجح الغرب في الوصول إلى حدود روسيا وتهديد الأمن القومي الروسي في حدود مشتركة تقدر بحوالي/ 1300 كم مع فنلندا التي انضمت اليوم الثلاثاء الموافق 4/4/2023.. لتصبح الدولة رقم 31 في حلف الناتو. لقد أصبحت الحدود الشفافة للجغرافيا السياسية حقيقة وواقعا من مرمى أكبر دولة أوروبية في سلاح المدفعية وقوة عسكرية تقدر ب/ 280 ألف جندي وقوة تساعد على الحفاظ على دول البلطيق المتاخمة لها في الحدود الجغرافية... جاءت الموافقة للانضمام في مضاعفة المناطق المتحالفة مع الولايات المتحدة، على الحدود الروسية. إن المحاولات الروسية في أوكرانيا لمنعها للانضمام لحلف الناتو ودخولها في حرب شرسة مع أوكرانيا فتحت طريقا آخر من تخوف جيران روسيا من الهجوم عليها كما فعلت في أوكرانيا في التفكير ومحاولات الانضمام فكانت روسيا تريد تقليص توسع الناتو شرقا جاءت النتيجة عكسية بطلب فنلندا الانضمام وكذلك من السويد رغم معارضة كل من؛- بلغاريا وتركيا للانضمام ولكن نجحت اليوم فنلندا في قبول عضويتها وفي خلال أيام سوف يشهد مقر الحلف حفل الانضمام برفع علم فنلندا وتنتظر السويد هي الأخرى الموافقة بعد محاولات أمريكا بالضغط على تركيا بالموافقة على قبول السويد للحلف إن النتيجة العكسية من الكرملين بإبعاد الناتو فشلت تماما بعد عقود من فنلندا والسويد بالوقوف على الحياد فترة الحرب الباردة وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وكانت الحرب الدائرة شرق أوروبا قلبت الموازين وإعادة ذاكرة الهجوم السوفيتي على فنلندا عام 1939 من القرن المنقضي وحسب المادة الخامسة لحلف الناتو تصبح فنلندا محمية من أي اعتداء أو هجوم عليها كذلك تعتبر تحت مظلة الحماية النووية لحلف شمال الأطلسي وتشير هذه المادة أن أي هجوم على عضو واحد بالناتو، يعتبر هجوما ضد جميع أعضاء الناتو... كان الرد الروسي على الانضمام بالتصعيد من تصعيد في النبرة الدبلوماسية وقال الرئيس الروسي بوتين إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، وذلك في واحدة من أكثر الإشارات وضوحا بشأن إمكانية استخدام الأسلحة النووية منذ بدء الحرب الأوكرانية قبل عام... وكان المتحدث باسم الكرملين قد صرح عقب إعلان عضوية فنلندا في الناتو بأنها هجوم على أمننا القومي وقال إنها ستتخذ إجراءات مضادة بتعزيز قواتها على الحدود الغربية واصفة فنلندا والسويد قبل يوم واحد من انضمام فنلندا بأنهما "هدف مشروع" إذا انضمتا إلى الناتو وجاء تصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، إن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي وتحرك الحلف العسكري لزيادة الاستعدادات جديد القتالية يزيد من مخاطر نشوب صراع بتوسيع الحرب... وأضاف شويغو أن بعض الطائرات العسكرية التابعة لروسيا البيضاء أصبحت الآن قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وأنه جرى نقل أنظمة صواريخ إسكندر إليها، مشيرا إلى أن تلك الأنظمة يمكن ااستخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية. وقال... شويغو: "بدأ بالفعل تدريب الأطقم لروسيا البيضاء لتدخل الحرب الأوكرانية الروسية في نفق آخر من توسيع ساحة الصراع في مناطق جغرافية أخرى بحجة تهديد الأمن القومي الروسي والمساس بالمصالح الوطنية... الذي قلل منها البعض في بداية الحرب منذ عام ففي جريدة الأهرام المصرية كتب سعادة السفير/ محمد إبراهيم العرابي وزير خارجية مصر مقالا... قال فيها إن تداعيات روسيا بالنسبة للامنها القومي ليس له أهمية مع تطور الأسلحة الحديثة وهذا الرأي مخالف مع انضمام فنلندا ووصول الحلف للحدود الروسية... هل يعيد التاريخ نفسه في أزمة نصب الصواريخ السوفييتية في جزيرة كوبا في ستينيات القرن الماضي... ويعيش العالم مرحلة تصعيد بالتلويح بحرب نووية...!!"

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث متخصص في علم الجغرافيا السياسية

طاعون عمواس الذي أصاب بلاد الشام في زمن عمر بن الخطاب (13 - 23) هجرية، وكان يزيد بن أبي سفيان أميرا على الشام بعد معركة أجنادين التي كان أحد قوادها الأربعة، ومات في طاعون عمواس سنة (18) هجرية، مع عدد من الصحابة الأفذاذ، ونجا معاوية منه وكان برفقته، فأخلفه مكانه، وأقره عمر إحتراما ليزيد وبني سفيان.

فالطاعون هو الذي أتى بمعاوية إلى مراكز القيادة، فخبرها وأتقنها وأسس دولة بني أمية، وتيمنا بأخيه سمى إبنه يزيد.

ويزيد بن أبي سفيان عاش (34) سنة، أسلم بعد فتح مكة، وإستعمله النبي على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وهو أحد القادة الذين أرسلهم أبو بكر لفتح الشام، ويلقب بيزيد الخير، وكان من العقلاء الألباء والشجعان المذكورين، وشهد حنين وأعطاه النبي من غنائمها الكثير، وهو شقيق أم حبيبة إحدى زوجات النبي.

و"أسلم يوم فتح مكة وحسن إسلامه وكان جليل القدرة سيدا فاضلا"، "..وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر لغزو الروم، ومشى معه تحت ركابه يسايره، ويودعه، ويوصيه، وما ذلك إلا لشرفه وكمال دينه"، و"كان أول الأمراء الذين خرجوا إلى الشام"، ولما فتحت دمشق (13) هجرية، أمّره عمر بن الخطاب على بلاد الشام.

ويبدو أن معاوية عنده قدرة مناعية قوية أنجته من موت أكيد، قضى على العديد من الصحابة في حينه (ومنهم: أبو عبيدة بن الجراح، معاذ بن جبلة، الحارث إبن هشام، سهيل بن عمرو، عتبة بن سهيل)، حتى أن عمر بن الخطاب، عدل عن الوصول إلى الشام وقال قولته المشهورة: "نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله".

فما جرى في تلك الفترة عصي على الإدراك والتفسير القويم، وتختلط فيه الآراء والتصورات، غير أن الحقيقة الدامغة، أن معاوية نجا من طاعون عمواس وأصبح واليا على بلاد الشام، وانطلق صانعا للتاريخ ومؤثرا في مسيرة الأجيال من بعده. فلولا طاعون عمواس ربما لسار التاريخ بإتجاهات أخرى، لكنهم يقولون إنها إرادة الله، وهو فعّالٌ لما يريد!!

الكثير من المؤرخين لم يتفاعلوا مع الأحداث بعلمية وموضوعية، فالسائد كتابات صوت العاطفة والإنفعال والتخاطب بلغات عيون الرضا والكراهية.

فما أحوج الأمة لوقفات عقلانية ودراسات علمية جريئة، بعيدا عن الأحكام المسبقة، والأغراض المخبّأة، والآليات القاضية بصناعة أجيال القطيع.

فهل من قراءة بعين العصر المنير؟!!

***

د. صادق السامرائي

ظلَّ القراء العرب منقسمين بين الأدب الألماني وغريمه الفرنسي، صفٌّ طويلٌ منهم تأثروا بسارتر وكامو ورامبو، فيما قلّة قليلة كانت تقترب من أعمال توماس مان وهاينريش بول.

منذ أن قرأت رواية الألماني أريش ماريا ريمارك "ليلة لشبونة" وأنا أتوقف عند محنة الإنسان في مجتمعات يسودها الخوف والانتهازية وأتوقف عند الدرس الذي أراد منا الروائي الشهير أن ندركه، وهو العمل على أن لا يصبح للجهل والخوف قوانين تتحكم في مصائر الناس، فنحن إزاء كاتب ظل يؤمن للحظة الاخيرة بأن الأمم لا يصيبها الخراب إلا عندما يستبيح الجهل الناس، في مدن الجهل والانتهازية نعيش مع ساسة يحوّلون الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين، في مدن الخراب تغيب العدالة وتصبح الديمقراطية مجرد واجهة لسرقة أحلام الناس ومستقبلهم، لتتحول إلى شعارات وخطب يلقيها علينا صباح كل يوم مجموعة من الانتهازيين واللصوص والمزوّرين.

استعدتُ أحداث رواية ريماك "ليلة لشبونة" وأنا أقرأ تقريراً نشرته صحيفة العربي الجديد بعنوان "دبلوماسيو المحاصصة في العراق: فضائح متكررة"، وفيه تقدم الصحيفة جردة بالأعمال الصبيانية وغير المسؤولة التي قام بها عدد من السفراء وكان آخرها ما قام به القائم بالأعمال العراقي في البحرين "مؤيد عمر عبد الرحمن" الذي لا نعرف كيف أصبح سفيرا وما هي مؤهلاته؟.. كنا من قبل قد قرأنا عن فضيحة أولاد السفير العراقي لدى البرتغال سعد محمد رضا الذين قاموا باعتداء وحشي على صبي برتغالي، وشاهدنا كيف تحول أعضاء في حزب الإصلاح الذي أسسه إبراهيم الجعفري إلى سفراء بغمضة عين، والآن يحتلون مواقع في عدد من دول العالم، وقرأنا في الصحف خبر القاء السلطات السويسرية القبض على "اثنين من موظفي البعثة الدبلوماسية العراقية في جنيف تورطا في عملية تهريب سكائر مستغلين صفتهما الدبلوماسية، وبلغت قيمة السكائر ما يقارب المليونين دولار".

أعقبت ذلك حكاية القنصل العراقي في مدينة مشهد الإيرانية الذي حول القنصلية إلى شركة تجارية عام 2018. وشاهدنا السيد حامد البياتي الذي تحول من ممثل للعراق في الأمم المتحدة إلى سمسار عقارات بملايين الدولارات.

في كل مرة نقرأ القائمة التي تضعها الحكومة بالاتفاق مع البرلمان وفيها أسماء السفراء، فهذا ابن النائب فلان، وذاك شقيق النائب علان، وهذه ابنة السياسي المعروف وهؤلاء من عشيرة المسؤول الكبير وهناك الأصدقاء والأحباب، كل هذه "الكفاءات" حولت سفاراتنا إلى ملتقيات تجارية وإلى أماكن وضعت العراق على خارطة الدول الأكثر فشلاً.

منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لسفارات بلاد الرافدين .

***

علي حسين

خلال الأيام الماضية أُثيرت مناوشات "فيسبوكية" حادة بين خبير التغذية الدكتور محمد الفايد - لست بصدد الدفاع عنه هنا -وبين عدد من مستخدمي "الفايس" الباحثين عن "الترند" الصاعد المحقق للشهرة والدولار، الذين يضحون من أجله بالكرامة والمبادئ، الأمر العادي والمألوف لدى الذين يحبون أن تأتي الأمور على هواهم، ولا يريدون لأي شيء أن يتعارض مع مصالحهم، لكن الغريب حقا في هذه المناوشات، هو اتخاذ الفقهاء والشيوخ والدعاة، والكثير من أتباعهم المغيبين "اللي تابعين جيلالة بالنافخ"، طرح "الفايد" بشكل شخصي، وكأنه مسّ شيئاً بدواخلهم، فدفع بهم إلى رفع سقف المناوشات إلى حد التنمر والتجريح وتوجيه الأحكام والصفات والتعليقات الساخرة من "الفايد" وطرحه، الذي لا يعدو غير فكرة أو رأي في موضوع عادي جدا، ومتداولة كثيرا في النقاشات اليومية لعوام الناس قبل مثقفيهم، و ليس إلا مجرد وجهة نظر لا تثير حفيظة أي جهة من الجهات، ولا تستحق كل ما بُني عليها من مناوشات أُلبست ظلما رداء الدفاع عن الدين.

لست ضد المناقشات حول أي موضوع، ولا ضد الاختلاف فيها، وأحبذ أن يكون النقاش حاضراً في سلوكياتنا وفي كل الأمور وجميع المواضيع التي تخص حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، ويتمكن الجميع، بما فيهم الفقهاء والشيوخ والدعاة، المشاركة فيها بالرد والتعليق عليها، ، لكن بالطريقة التي أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم إتباعها في مجادلة الأغيار، بقوله سبحانه وتعالى: "ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ" النحل 125، الطريقة المثلى في تناول المواضيع بالنقاش المثمر الذي يصل به إلى فكرة شاملة عن أي الطروح التي تخدم أوضاع وأحوال المجتمع، دون تعدٍ لحدود اللباقة في تصنيف الأشخاص وعلى طروحاتهم، و الحكم عليها وعليهم، بالخطاب الموزونة، والأسلوب المناسب المتسم بالحكمة واللباقة وحسن الكلام والبعد عن التحريض على الكراهية والتكفير، السلوك الذي ليس بغريبة على مرتزقة وسائل التواصل الاجتماعي، والذي لا يليق بهيئة أو رابطة الشيوخ والفقهاء والدعاة التي يفترض فيها أن تكون قدوة ونبراسا يستنار به، بما تقيمه من مناظرات وجدالات فيما يخفى على الناس من دينهم، بالرفق واللين وحسن خطاب، والوجه الحسن –إن وجد- امتثالا لقوله سبحانه وتعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن" بدل إصدار البيانات المجيشة للأنصار من المنخرطين والأتباع وكل الذين يدعون جزافأ بأنهم دائما على حق، وأنهم وجه الحق و الحقيقة دون غيرهم من خلق الله، للرد على الدكتور الفايد- الذي لا اتفق مع الكثير من آرائه - بدعوى أنه خالف الشريعة الإسلامية والعقيدة بالتصريح الذي قال فيه: "أن الجنة لغير المؤمن تحت ذريعة كونه مخترعا"، القول الذي اعتبروه الشيوخ والفقهاء والدعاة الذين يمكون مفاتيح الجنة، ملزم للتوبة والعودة إلى الحق والتوقف عن التمادي في الباطل، وغيرها من الاتهامات التكفيرية التي تؤسس لسفاهة مجتمعية تهيئ لجيل متشدد وغير متسامح، لا يتوانى في نهش لحم غيره بمجرد إثارته لموضوع يخالف معتقده، فلا يبقي له لحياته وأصله وفصله ستراً مغطى، ما قد يكون له مضار كبيرة على حياة الناس ومجتمعاتهم.

لذلك من الواجب الانتباه من الجري خلف أولئك الذين يتقمصون أدواراً غير أدوارهم، ويعطون لأنفسهم حقوقاً ليست من حقوقهم،، ، باستعراض عضلاتهم وبطولاتهم في كمصادرة آراء غيرهم، وتجريمها والتشهير بها والتقليل من قيمتها، والحكم على أصحابها بما ليس فيهم ووصفهم بما لا يليق بهم، الأمر الذي لا شك يجر للتأثيم والعقوبات المشددة في الدنيا والآخرة .

***

حميد طولست

 

يبدو أن اللاعب الصيني دخل إلى عمق الخلاف في الشرق الأوسط، ليدخل يديه ويحل الخلافات بين أطرافها، لان رغبة الصين تعدت السيطرة على مكامن النفط الرئيسية في الشرق الأوسط، إلى الحصول على أسعار تنافسية مفيدة على المنتج المحلي منها، خصوصاً وإنها اخترقت الأسواق العالمية بسرعة عالية في شتى المجالات.

تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، كان أبرز بصمة للصين في دخولها إلى الشرق الأوسط بقوة، وتحديداً إلى السوق النفطية العراقية، عبر تأثيرها الحاسم على صناعة النفط العراقية، خصوصاً وأن إمكانات النفط العراقية أكبر بكثير من إنتاجه الحالي الذي يبلغ 4.5 مليون برميل في اليوم.

العناصر الأساسية اللازمة لزيادة إنتاج النفط العراقي إلى المستوى المرتفع تكمن في الصفقة الرباعية المحاور البالغة 27 مليار دولار والمتفق عليها مع شركة "توتال"، ولكن تبقى هواجس وشكوك في قدرة الشركة على تنفيذ هذه الصفقة أو ربما جزء منها.

الآن وبعد الاتفاق (الإيراني-السعودي) والذي تم برعاية الصين وروسيا بصورة غير مباشرة سيتم الضغط على الجانب العراقي بضرورة إنهاء العمل مع الشركات الأوربية العاملة في مجال النفط في العراق والتي منها شركة توتال، حيث أكد مصدر في الاتحاد الأوربي أن مسؤول رفيع المستوى من الكرملين اخبر إيران أن إبقاء الغرب بعيداً عن صفقات شراء النفط العراقي سيتيح الفرصة في نهاية الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط وسيكون آخر فصل في زوال التأثير الغربي على العالم.

الهدف الأول الذي تعمل عليه الصين وروسيا هو تمكين العراق من الوصول الى أهدافه على المدى الطويل في إنتاج النفط الخام والبالغة 7 مليون برميل يومياً والذي سيصل بالتدريج إلى 12 مليون برميل يومياً، حيث من المقرر الانتهاء من مشروع إمدادات مياه البحر المشتركة الذي سيشهد استثمارا أوليا بقيمة 3 مليار دولار في مرحلته الأولى من خلال سحب مياه البحر ومعالجتها من الخليج، ثم نقلها عبر خطوط الأنابيب إلى منشآت إنتاج النفط ، حيث تمثل هذه الخطة التي طال تأجيلها في دعم برنامج الأمن الاجتماعي من مياه الخليج في توفير حوالي 6 ملايين برميل من المياه في البداية لما يقل عن خمسة حقول في جنوب البصرة وواحد في ميسان، ومن ثم توسيعها إلى حقول أخرى.

المشروع الأهم من ذلك هو معالجة جمع وتكرير الغاز الطبيعي المصاحب والذي يتم حرقه حالياً في الحقول الخمسة في جنوب العراق، حيث من المقرر أن تقدم شركة توتال 2 مليار دولار في المرحلة الأولى من مشروع بناء المعالجة للقيام بذلك، حيث صرح الوزير السابق للنفط أن هذا المشروع سيساعد العراق على قطع وارداته من الغاز من إيران.

الصين تسعى إلى السيطرة على مكامن (النفط والغاز) في الشرق الأوسط، حيث آمنت الصين سيطرتها على منابع الغاز في إيران على ما يزيد من 25 عام، ما يعطيها فرصة اكبر في السيطرة على منافذ النفط والغاز في العراق، واثبات ذلك من خلال الخزانات الكبيرة التي يتم بناءها في إيران من قبل الشركات الصينية والتي نفس هذه الخزانات تم بناءها في السعودية، ما يدل على ان هناك الكثير من النفط والغاز الذي يمكن إنتاجه.

الصين تتمتع بالسيطرة على أثنين من أصل ثلاث دول مصدرة للنفط الخام في العالم وهي روسيا والسعودية، بالمقابل الولايات المتحدة التي تسيطر على بعض منابع النفط في المنطقة، كما أنها لاترغب بالسيطرة على جميع مكامن النفط الرئيسية في الشرق الأوسط، ولكن الحصول على أسعار تفضيلية للغاية على كل شيء يتم إنتاجه منها، وهي قادرة على استخدام هذا كأساس للصفقات في العراق حالها كحال سيطرة هذه الشركات على مكامن النفط في إيران .

***

محمد حسن الساعدي

وهْمُ المقروئية يهيمن على سلوك الكتاب بأنواعهم، فيحسبون أقلامهم تبيض ذهبا، وخربشاتها ستجذب الأنظار، والمسطور مكتوب بأحرف من نور، وهي تتقيأ ما بجعبة أصحابها على السطور .

والدليل على ذلك أن المكتوب يتجاوز بصفحاته عدد أصابع اليد الواحدة في أكثر المنشور، وبأساليب غثيثة غير قادرة على شد المتلقي وترغيبه بالقراءة.

وهذه الإندفاعات الكتابية الفيضانية تصيب القارئ بالغرق والإختناق، فيغادرها بعد أول فقرة أو عبارة.

والذين يكتبونها من أجيال القرن العشرين، وما إستطاعوا مغادرة معتقلاته والتواكب مع قرن متسارع دفاق المعطيات، مكثف الإبداعات.

فالواقع المعاصر ينسف ما أنتجه الإنسان في القرن العشرين، ويتحول بسرعة نحو التأقلم مع إيقاعات القرن الحادي والعشرين.

ويبدو أن المجتمعات الأخرى إستوعبت نبضات العصر، فصارت كتاباتها ذات أساليب جديرة بالقدرة على تأمين التفاعل بين الكلمة والقارئ بطاقاته الإدراكية، وفي واقعنا العربي لا نزال نتخندق في كينونات القرن العشرين، وكأن الذي يكتب عليه أن يملأ السطور وحسب.

وهذا الفهم للكتابة عقيم وسلبي، وسيساهم بالتنفير والتدمير الإبداعي، وستشهد الفترة القادمة تغيرات حادة ومؤثرة بالواقع المعرفي المسطور بالعربية، وهذه الإنتقالة متأخرة ومتباطئة بخطواتها، لتحافظ على إبتعادها عن اللحاق بالركب الإنساني السبّاق.

فعلى الأقلام الساعية لطرح الأفكار والتعبير بصدق وعفاف عن رسالتها الإبداعية، أن لا تتقيد بما كانت عليه أو تعلمته في القرن الماضي، وتستوعب مؤثرات ومفردات القرن الجديد، فالبشرية تنتقل إلى عوالم ما بعد الخيال بإنجازات وإبتكارات أصيلة، ومتوالدة بتعجيل لا يُضاهى.

فليس من المقبول أن نكتب بمداد ما مضى، والدنيا تسير على سكة الآتيات المتوافدات كالسيل العرمرم، وندّعي بأننا نكتب، ونتساءل أين القراء، ولماذا الكتب تنام في الرفوف، والمحظوظ من أصحابها مَن يستطيع إهداء بعضا منها لمعارفه.

فهل سنكتب للناس، أم سنبقى نتعاطي الكتابات الذاتية والنخبوية؟

***

د-صادق السامرائي

 

 

كلُ إنسانِ لهُ حلمٌ وما أكثرَ الأحلامِ في حياةِ الإنسان، ِ التي لنْ تتحققَ فتظلّ الأحلامُ مختلفةً منْ شخصٍ للآخرِ؛. بعضُ الحالمينَ بالسلطةِ والمستعدينَ لعملِ أيِ شيءِ مهما كانَ والوصولِ للسلطةِ والتنازلِ عنْ كلِ المبادئِ حتى الأخلاقيةِ، واستغلالِ أيِ ورقةٍ لكيْ يشاركوا في المشهدِ السياسيِ والاجتماعيِ والتطوعيِ والحزبيِ، مهما كانتْ قذرةً يحتاجونَ دائما أنْ تذكرهمْ بحجمهمْ الطبيعيِ وانْ الزمنِ تجاوزهمْ إلى غيرِ رجعةٍ، نشرُ الأستاذِ / أحمدْ طنطاويّ عضوَ مجلسِ النوابِ السابقِ على صفحتهِ الخاصةِ في الفيسبوكْ عنْ موعدِ عودتهِ لمصر في منتصفِ شهرِ مايو " أيارَ " القادمِ قادماٍ منْ بيروت وأعتقدُ أنهُ اقتبسَ شخصيةً عودت"ْ أيةَ اللهَ خوميني" منْ منفاهُ في باريس وعودتهِ لطهران للمشاركةِ في انتخاباتِ الرئاسةِ في مصرَ عامَ 2024. والسيدُ / جمالْ مباركْ ما زالَ الحلمُ يراودهُ في الجلوسِ على كرسيِ الحكمِ، والآخرُ مازالَ لمْ يكشفْ عنْ شخصيتهِ كما صرحَ السيدُ / محمدْ أنورْ الساداتْ عنْ المفاجأةِ عنْ شخصيةِ المرشحِ ؟!.

في تصرحُ خاص لنا.. قالَ الدكتورُ "مدحتْ خفاجيّ" المرشحِ السابقِ للرئاسةِ عامَ 2012.. قالَ؛ - منْ حقِ جمالْ مباركْ الترشحِ ولكنْ منْ حقِ الشعبِ أنْ يعرفَ.. أولاً؛ - منْ أينَ حصلَ جمالْ مباركْ على الأرضِ التي بنيَ عليها فيلتهُ منذُ عامينِ عندَ تقاطعِ شارعِ (صلاحِ سالمْ معَ شارعِ الميرغني) كانَ يوجدُ في هذا المكانِ محطةَ بنزينِ وعندما عينَ "مباركٌ" رئيسا للجمهوريةِ، انتقلتْ ملكيةَ الأرضِ إلى الدولةِ، بإعطاءِ صاحبِ الأرضِ قطعةَ أرضٍ أخرى في التجمعِ الخامسِ. وقدْ قامَ جمالْ مباركْ ببناءِ فيلا على الأرضِ التي تصلُ مساحتها لأكثرَ منْ فدانِ منذُ عامينِ. ويريدَ جمالْ مباركْ أنْ يترشحَ لرئاسةِ الجمهوريةِ العامُ القادمُ. وحتى يمكنَ أنْ يكونَ مرشحا شعبيا، يجبَ أنْ ينظفَ سيرتهُ وسيرةَ أسرتهِ، بإرجاعِ كلِ ما تمَ أخذهُ منْ الشعبِ المصريِ، وتصلَ إلى / 130 مليارِ دولارٍ، كما قالَ؛ - "جونْ كيري وزيرُ خارجيةِ أمريكا"، بعدٌ ثورةِ الشعبِ المصريِ في 25 يناير. وتتكونَ تلكَ الأموالِ منْ أسهمِ وسنداتِ في أسواقِ المالِ العالميةِ، وقصور في معظمِ العواصمِ الغربيةِ وقصورٍ على بحيرةِ "ليمانْ في سويسرا وناقلاتِ بترولٍ ممنوعٍ على البحارةِ المصريينَ العملَ بها ونقود سائلةٍ في البنوكِ ". ويمكنَ بتلكَ الأموالِ، سدادُ ديونِ مصرِ الخارجيةِ تقريبا كلها. ورجوعَ تلكَ الأموالِ للشعبِ المصريِ هيَ عربونُ موافقةِ الأخيرِ لترشحِ جمالٍ لرئاسةِ الجمهوريةِ، وأيضا لدخولهِ الجنةَ يومَ القيامةِ.؟!

الحالمينَ بالسلطةِ المحليةِ.. بعدُ ثورةِ ينايرَ ظهرتْ طبقةُ عريضةٍ في المجتمعِ على اختلافِ ألوانهمْ الحالمينَ إلى الظهورِ في المشاركةِ في الحياةِ البرلمانيةِ؛ وللأسفِ الكثيرُ منهمْ كانوا غيرَ مؤهلينَ فكريا بطبيعةِ المرحلةِ بعدَ أيِ ثورةٍ لذلكَ اختفوا منْ المشهدِ بسرعةِ ووجدوا أحلامهمْ في الطريقِ إلى اللعبِ على ورقةِ المجتمعِ المدنيِ، والعملِ في المجالِ العامِ عنْ طريقِ قانونِ وزارةِ التضامنِ الاجتماعيِ في إنشاءِ مراكزَ وجمعياتِ خيريةٍ. بأسماءٍ مختلفةٍ منْ حقوقِ الإنسانِ إلى جمعياتٍ خيريةٍ هؤلاءِ يطلقُ عليهمْ الحالمينَ بالمحلياتِ. والآخرينَ بحثوا عنْ أدوارِ لهمْ في أحزابٍ كرتونيةٍ تعدتْ الْ 100 حزبٍ في شققٍ مغلقةٍ يديرها مجموعةً منْ أصحابِ العاهاتِ منْ الأمراضِ السيكوباتيةِ وأصحابُ رؤوسِ الأموالِ القذرةِ والبحثِ عنْ عنصرِ النساءِ ومعظمهمْ منْ ساقطاتٍ منْ داخلِ المجتمعِ والأسرةِ وليسَ لديهمْ أيُ فكرٍ عنْ العملِ التطوعيِ أوْ الحزبيِ والورقةِ التي يلعبُ بها المشاركةُ في الانتخاباتِ المحليةِ علما أنَ مصرَ منذُ ثورةِ ينايرَ لا يوجدُ بها تمثيلٌ للمحلياتِ.. الكاتبُ والأديبُ العالميُ / نجيبْ محفوظْ والمخرجِ صلاحْ أبو سيفْ جسدِ هذا في فيلمِ القاهرةِ 30 تدورُ أحداثَ الفيلمِ في ثلاثينياتِ القرنِ العشرينَ حيثُ يعيشُ الشابُ محجوبْ عبدِ الدايمْ (حمدي أحمدْ) الوافدِ منْ الصعيدِ حياةً فقيرةً في القاهرةِ، ويتعرفَ على ابنِ قريتهِ (سالمْ الإخشيديِ) الذي يطلبُ منهُ أنْ يساعدهُ على الحصولِ على وظيفةٍ، فيعرض عليهِ وظيفةٌ مقابلَ أنْ يتزوجَ منْ إحسانْ (سعادْ حسني)، عشيقةُ قاسمْ بكَ (أحمدْ مظهرْ)، على أنْ يزورها قاسمْ بكَ مرةُ كلِ أسبوعٍ. ويوافقَ محجوبْ عبدِ الدايمْ علي ذلكَ والتنازلُ عنْ كلِ القيمِ والأخلاقِ مجردِ وظيفةٍ.. ففي عصرنا الحاليِ الكثيرَ منْ الحالمينَ بالسلطةِ المحليةِ ليسَ بعيدينَ عنْ شخصيةِ" محجوبْ عبدِ الدايم" ْ تجدهمْ يلعبونَ أدوارُ كومبارسٍ في المجتمعِ المدنيِ وعلى شبكاتِ التواصلِ الاجتماعيِ لتلميعِ شخصيتهمْ والتقربِ والتصويرِ معَ أيِ مسئولِ طمعا أنْ يصبحوا نواب في المجالسِ النيابيةِ أوْ المحليةِ، ولكنَ مصرَ تعيشُ فترةً صعبةً منْ أزمةٍ اقتصاديةٍ تحتاجُ لعقولٍ تخرجنا منْ عنقِ الزجاجةِ وكفيِ بهلواناتْ في السيركِ فمصرُ للأسفِ اختفى منها الزعاماتُ التي تستطيعُ أنْ تجمعَ شخصيةً توافقيةً ولها طبقةِ عريضةٍ يجتمعُ عليها الجميعَ.. ! !

***

محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ

كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ متخصصٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ

في يوم الشهيد كل عام نجتمع حيث تتلاقى فيه تضحيات أبناء الوطن مع مفاخر مجدهم واعطاء الامل رغم وجع فقدانهم الصعب الذي أوجع كل شريف لأنهم ظلموا دون وجه حق في فقدانهم بيد الطغمة الفاسد التي جثمت على صدور العراقيين ثلاثة عقود ونيف من الظلم والقتل والسجن والتعذيب الروحي والجسدي، وإن أرواحهم الطاهرة شريكة في مسيرة رفعة المجتمع والاحتفال بالاستذكار بهم يعكس اعتزاز الكوردي الفيلي بأبنائه ليتجدد العزم والإصرار فيه ونرسل لهم باقة حب ولمسة وفاء وسيرهم العطرة ستظل حية أبد الدهر ونموذج يحتذى به وأن هذا العطاء لن ولم ينتهي ويعد يوم من أعظم الأيام خلودًا في تاريخ شعبنا، وهو اليوم الذي قدم الشهيد حياته وروحه للدفاع عن كرامة وعزة وطنه لانه عشق الموت كي يهب الحياة لوطنه،نستذكر في كل عام معًا ما قدمه هؤلاء الأبطال بأنفسهم وبأرواحهم، في يوم الشهيد ليظل يوم مشهودا في ذاكرة العراقيين عامة والكورد الفيلية خاصة اعترافا وتقديرا منهم لكل لحظات عصيبة مرت على شعبنا وتصدى لها هؤلاء الشهداء بشجاعة وبسالة حتى اعطو أرواحهم من أجل الوطن، ولولا تضحيات هؤلاء الابطال لما بقيت الهوية الوطنية الفيلية اليوم

و ليكتبوا صفحات مضيئة تهتدي بها أجيال تأتي من بعدهم تسير على خطاهم وتقتدي رحلـة شهادتهم وتدرك أن الحفاظ على الكرامة ليس بالأمر الهين، وإنما الحفاظ عليها يتطلب الجهد والتضحية، وما حققه أبناء الكورد الفيلية الى جانب اخوانهم من الشهداء من الاطياف الاخرى التي تمثل الوطن العراقي على امتداد تاريخه لوطنيهم إنما يؤكد أن أرض المقدسات لا يمكن أن تنضب أبدًا من الأبطال، ويوم شهادتهم هو امتداد للماضي زاخرًا بأمجاد الأجداد فإن الحاضر أيضًا يأتي مصحوبًا بإنجازات الأحفاد، فما يسطره أبناءنا من الشهداء الأبرار من تضحيات سيتوقف التاريخ أمامه إجلالًا واحترامًا وستأتي الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم.

تحية إعزاز وتقدير لمن ضحوا بأرواحهم ودمائهم الذكية للحفاظ على أمن وسلامة الوطن.. وقصصهم ستظل نبراسا يُضىء لنا طريق المستقبل ومصدر إلهام للأجيال الجديدة،وفي نهاية كلمتي ونحن نجتمع من اجل احياء أرواح شهدائنا بيومهم الخالد يجب هنا ان نشير إلى تضحيات أسر شهدائنا الأبرار إلى من فقدوا الابن، أو الأب، أو الزوج، أو الأخ اليهم جميعًا، نهدي احر التحيات ويقدر شعب العراق على صبرهم وتحملهم واحتسابهم بفقدهم عند الله "سبحانه وتعالى" ورضاه لفقد فلذات اكبادهم وقربهم الى الله سبحانه وتعالى

***

عبد الخالق ياره الفلاح – كاتب واعلامي فيلي

أين هو الخطأ عندما يكتب العديد من مثقفي النجف مطالبين بالحفاظ على إرث المدينة التاريخي، أو بالأحرى في دعم هذا الإرث لأنه يمثل ذاكرة المدينة؟.

دع ما يقوله البعض من أن "سوق الحويش" في النجف تحول الى مكان مظلم، وأن تجارة الكتب أصبحت اليوم من الماضي في زمن الكتاب الرقمي، لكن ياسادة معظم مدن العالم تعتز بأسواق الكتب القديمة التي تضيف للمدينة نكهة خاصة، فلا تزال القاهرة تحتفظ بسوق الأزبكية رغم قدمه، والذي يذهب إلى باريس سيجد أكشاك الكتب على ضفة نهر السين، ومكتبات لندن القديمة وشارع المتنبي رغم أن البعض في هذه البلاد ممن يمارسون مهنة السياسية يعتبرونه شارعا لنشر أفكار الرذيلة.

للأسف أصبحت كلمة تراث وثقافة تخدش مسامع الكثيرين، فما معنى أن تكون هذه البلاد متحفاً تاريخياً؟، لسنا في حاجة إلى تراث ولا ذكريات، ولا أحجار تخبرنا أن هناك إنساناً عاش على هذه الأرض وعَمرها منذ آلاف السنين، ألم يخبرنا ”فيلسوف الجنّ والإنس” كاظم الحمامي أننا أحفاد كائنات فضائية؟.

منذ ايام تدور نقاشات حول تهديم سوق الحويش ، والغريب وجدت الكثير من المتحمسين لازالة السوق ، حيث كتب احدهم أن إرث البلاد لا يرتبط بمجموعة مكتبات (تباع) فيها الكتب، ولا أعرف ما هو الإرث الثقافي في نظر صاحب التعليق، فيما سخر عدد من المعلقين على الذين يطالبون بعدم هدم "تكاكين الكتب" كما أسموها.فلماذا ياسادة تتعجبون على من الذين كتبوا من قبل في مواقع التواصل الاجتماعي أن منارة الحدباء مجرد حجارة؟،.

سيقول البعض إن الشيء المهم اليوم، في بلاد وادي الرافدين أن ينجو المواطن العراقي من مصير العوز ، وأن يعود إلى بيته وهو مطمئن على مستقبل عائلته ، المسألة الأهم هي حياة الناس، لا ترف الحديث عن الآثار والحضارة، قد يكون الأمر صحيحاً، ولهذا صمتنا مثل صمت القبور على أبشع جريمة سرقة للتاريخ مرت على البشرية، حين نهبت المتاحف والمعارض والآثار والمخطوطات الثمينة ونحن نتفرج .

أقرأ ما يكتب في الفيسبوك من سخرية حول سوق الحويش وآثار العراق، واتحسر على شباب أصبحوا يؤمنون أن التاريخ بالنسبة لهم ما تحدده طائفتهم، لا ما خطته أصابع التاريخ ذات يوم.

لكي ننتمي إلى العالم المتقدم يجب أن يكون لدينا عشرات من الأماكن التي تحكي تاريخ هذه البلاد، وإلى جانبها مصانع ومكتبات ومدارس حديثة ومستشفيات لا تعيش على إفقار المرضى، نحتاج إلى دورة نهوض حضاري لا تتوقف.

اتمنى على العتبة العلوية ان تساهم في اعادة احياء سوق الحويش دعما للفكر الذي كان الامام علي "ع" يطالبنا بأن نعلي من شأنه أليس هو القائل: "لم يمت من نشر حكمةً".

***

علي حسين

ما إن بدأت ملامح فصل الصيف تلوح في الأفق خلال عام/ 2023، حتى بدأ جرس أزمة المياه يدق في العراق، أذ بثت مقاطع فيديوية تم توثيقها لأجزاء من نهري دجلة والفرات، مشاعر الخوف والقلق بين العراقيين، لما يظهر فيها من جفاف مساحات شاسعة، وصل في بعض المناطق إلى حد ظهور قاع النهرين بشكل مجرد، تحديدا في محافظتي ميسان وذي قار جنوبي البلاد.

الأمر الذي أثار الفزع من تفاقم الأزمة خلال فصل الصيف باعتبار أن الأزمة المتكررة بدأت مبكرا خلال عام / 2023، في حين اعتبر مراقبون أن ما يحدث بمثابة جرس إنذار من خطر مقبل قد يكبّد البلاد خسائر فادحة في أراضيه الزراعية، وقد يولّد مشكلات اقتصادية ومناخية وبيئية خطيرة مستقبلا، لاسيما وأن أزمة شح المياه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قد أَجبرت بعض سكان المناطق الوسطى والجنوبية على اللحاق بركب “هجرة المناخ”، حيث دفعت بعشرات القرى التي تقطنها شريحة واسعة من الفلاحين على النزوح إلى مناطق أخرى، أملا في مستقبل أكثر أمان.

صور متداولة أظهرت عبور مجموعة من المواطنين لنهر دجلة في محافظة ميسان (365كم جنوب شرق بغداد) سيرا على الأقدام وممارسة ألعاب رياضية في قاع النهر الذي ظهر بسبب موجة الجفاف، فيما رصد مواطنون تراجع منسوب مياه النهر إلى حدّ غير مسبوق، مع ترسب الأملاح والأتربة في قاعه. الأمر الذي دفع بوزارة الموارد المائية لتصدر تحذير من أن وضع البلاد بات على المحك، وأن الخزين المائي وصل إلى مراحل حرجة، حتى قبل بداية موسم الصيف.

أما في محافظة ذي قار (375كم جنوب بغداد)، فقد أظهر فيديو جفاف نهر دجلة وتحديدا من الجهة التي تربط قضاءين زراعيين ببعضهما، أذ وثّق المقطع ظهور دعامات الجسر الرابط بينهما.

ما يجدر ذكره، إن العراق يعتمد على مياه الأنهر الآتية من دول الجوار وهي تركيا وإيران، لا سيما دجلة والفرات بنسبة 70 بالمئة، بينما تشكل مياه الأمطار حوالى 30 بالمئة من ثروته المائية، لكن منذ سنوات يعاني العراق من عدم تأمين حصصه المائية، فيما بدأت الأزمة تتفاقم أخيرا نتيجة ما باتت تُعرف بالـ “الحرب المائية” من قبل تلك الدول التي تبرر سلوكها بأن الجانب العراقي لم يشرّع في بناء السدود وتحديث طرق الري لضمان احتياجاته من المياه.

بحسب وزير الموارد المائية العراقي، أن مياه دجلة والفرات كانت تأتي جميعها الى العراق ولكن بعد عام /1979 بدأت تركيا بإنشاء السدود وآخرها سد “اليسو” على نهر دجلة ما أدى الى انخفاض مياه النهرين، و بعد ثلاث مواسم من الجفاف قد أصبح العراق على شفا كارثة إنسانية، مبيّنا أن دول الجوار استمرت في فرض الأمر الواقع بإكمالها مشاريع السدود والأنفاق ونقل الماء إلى خارج أحواض الأنهر، فأصبح موقف العراق رهنا بقرارات هذه الدول، فمستقبلا ستكون هناك مقايضة رسمية للماء مقابل النفط.

إلى جانب كون العراق خامس أكثر دول العالم تضرراً من تبعات التغير المناخي بما فيها الجفاف، وأصبح في المرتبة الخامسة على مؤشر الجفاف العالمي، ومنذ العام 2019، فقد العراق قرابة 53 مليار متر مكعب من مخزونه المائي، وأصبحت كمية احتياطه المائي 7.5مليار متر مكعب فقط.

ويخلف هذا التراجع مشاكل بيئية عدة، منها:

- تراجع المساحات المزروعة.

- فقدان الثروة الحيوانية.

- انتشار الأمراض.

- تدهور وضع التربة وزيادة وتيرة العواصف الترابية.

وتشير الأرقام إلى أن التصحر أصاب قرابة 40 بالمائة من أراضي العراق الصالحة للزراعة، ما يهدد الأمن الغذائي والصحي والبيئي، ويدفع الآلاف لترك مدنهم وقراهم نحو مناطق أقل عطشاً.

يتطلب حل هذه المعضلة التي يعيشها العراق تنفيذ توصيات عدة ذات علاقة بترشيد استهلاك المياه، واتباع نظم زراعة وري حديثة والتوجه نحو محاصيل بديلة أقل استهلاكاً للماء، وتحديث قنوات نقل المياه ووقف التعديات عليها.

حضارة الماء في بلاد الرافدين تلفظ انفاسها الاخيرة

يبكي كلكامش جاسم الأسدي بعد اختطافه

مكانة العراق تتلاشى في عهده الجديد

سيترك السومريون الزقورة، وحروفهم المسمارية ويهاجروا

لن يجد (جاسم) صديقه الوفي .. مجبل بعد الان

و لن يجد (جافن يونغ) (مضيف سيد سروط بين شباب القصب العالي).

سيحرف الريل طريقه بعيدا .. تاركا انين حمد

ستغير الطيور مسارها وتهجر العراق.

***

شاكر عبد موسى/ العراق

الحديث الأول: نعمة الأمن في استقرار الفرد والمجتمع

فقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"«من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»

وفي رواية بحذافيرها..

يقول مولاي البرجاوي في بحث له " الهدي النبوي في التنمية ": "لقد سطر حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم -وحيًا من ربه- أروع المؤشرات والمعايير لتحقيق تنمية متكاملة من خلال حديث نبوي شريف جامع ومانع: "مَن أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذَافِيرها"؛ إذ يشمل ما يلي:

1- نعمة الأمن:

الأمن لغة: مصدره (أمن)، الأمان والأمانة بمعنى، وقد أَمِنْتُ فأنا آمن، وآمنت غيري من الأمن والأمان ضد الخوف

واصطلاحًا: هو اطمئنان النفس وزوال الخوف، ومنه قوله تعالى: {وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ} [قريش: ٤]، ومنه الإيمان والأمانة، وضده الخوف. ووقع من أسمائه الحسنى المؤمن في قوله تعالى: {هو اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23]. ومعناه أنه هو المعطي الأمان لعباده المؤمنين حين يؤمنهم من العذاب في الدنيا والآخرة. وينقسم الأمن إلى قسمين:

أمن في الدنيا: وهو يتحقق على الصعيد الفردي والاجتماعي بمختلف الأشكال الحياتية (سياسية، وعسكرية، واقتصادية، وتعليمية، واجتماعية).

وأمن في الآخرة: وهو الاطمئنان بعدم عذاب الله في جهنم، وهو خاص بالمؤمنين الذين عملوا الصالحات: {الَذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

2- الأمن الغذائي: ويعرف بعض الباحثين الأمن الغذائي المطلق يعني إنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي. أما الأمن الغذائي النسبي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا.... وبالتالي فإن المفهوم النسبي للأمن الغذائي يعني تأمين الغذاء بالتعاون مع الآخرين..

3- الأمن الصحي:

وحسب وكيبيديا " يعَد الأمن الصحي مصطلحًا أو إطارًا لقضايا الصحة العامة التي تتضمن حماية السكان على الصعيد الوطني من التهديدات الصحية الخارجية كما في الجوائح.

هناك أربعة أنواع للأمن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا السياق: الأمن البيولوجي، وأمن الصحة العالمية، والأمن البشري، والأمن القومي..".

فما أعظم هذا الحديث النبوي الشريف كلمات موجزة ومعان كثيرة لا تسعها المجلدات..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

اَلْيَوْمُ اَلذِّكْرَى اَلزَّمَانَ وَالْمَكَانَ " 30 / مِنْ مَارِسَ 1976 م " يَوْمِ اَلِاسْتِيلَاءِ عَلَى اَلْآلَافِ اَلدُّونَمَاتِ مِنْ اَلْأَرَاضِي اَلْفِلَسْطِينِيَّةِ اَلْمُحْتَلَّةِ، تَأْتِي اَلذِّكْرَى فِي غِيَابٍ تَامٍّ مِنْ اَلْجِهَاتِ اَلرَّسْمِيَّةِ وَالْإِعْلَامِ اَلْعَرَبِيِّ. هَلْ أَصْبَحَتْ هَذِهِ اَلذَّاكِرَةِ فِي طَيِّ اَلنِّسْيَانِ مِنْ مُشَارَكَةٍ عَرَبِيَّةٍ حَتَّى وَلَوْ بِبَيَانِ عَنْ يَوْمِ اَلْأَرْضِ لَقَدْ أَصْبَحَتْ بِلَادُ يِسْجِيهَا اَلْخَوْفُ حَيْثُ اَلْعُرُوبَةُ تَغْدُو عِقَابًا. وَالْهَزِيمَةُ وَالِاسْتِسْلَامُ وَالتَّطْبِيعُ اِنْتِصَارًا.، وَلِأَنَّ شَعْبَنَا اَلْعَرَبِيَّ لَيْسَ لَهُ لِسَانٌ وَمَا قِيمَةُ اَلشَّعْبِ اَلَّذِي لَيْسَ لَهُ لِسَانٌ... أَنَا مَاكْتِبْتْ كَيْ أَكُون كَاتِبًا فَبِلَادِي أَضَاعَهَا كِتَابُهَا وَخَطْباَئْهَا. وَلَكِنِّي رَافِضٍ زَمَانِي وَعَصْرِي.. حَيْثُ نَمُوتُ مُصَادَفَةُ كَكِلَاب اَلطَّرِيق وَنَجْهَلُ أَسْمَاءً مِنْ يَصْنَعُونَ اَلْقَرَارُ.، وَلَسْنَا نُنَاقِشُ كَيْفَ نَمُوتُ وَايِنْ نَمُوتُ وَنَحْتَاجُ لِقَرَارِ حَتِي نَدْفِنُ فَيَوْمَا نَمُوت نَمُوتُ مِنْ اَلْهُرُوبِ مِنْ جَحِيمِ اَلْحَرْبِ وَيَوْمٍ نَمُوتُ فِي اَلْهِجْرَةِ فِي اَلْبَحْرِ، وَيَوْم نَمُوتُ حِينُ نَعْتَرِضُ عَلَى قَرَارِ اَلسُّلْطَانِ أَيْ سُلْطَانْ وَيَوْمٍ نَمُوتُ بِالسِّلْمِ وَالْحَرْبِ مَرَّةً بِالْيَمِينِ، وَمَرَّةُ بِالْيَسَارِ، وَمَرَّةُ بِاسْمِ اَلْإِسْلَامِ. وَلَا نَتَذَكَّرُ مِنْ شَيَّعُونَا وَلَا نَتَذَكَّرُ مِنْ قَتَلُونَا فَلَا فِرَق فِي لَحْظَةِ اَلْمَوْتِ بَيْنَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَلَا أَمِيرَ اَلْمَجُوسِ وَلَا اَلْإِسْرَائِيلِيِّ،

بِلَادٌ أَصْبَحَتْ كُلُّ مَدَائِنِهَا كَرْبَلَاء... بِلَادٌ تُعَدُّ اَلْآنُ حَقَائِبَهَا رُوَيْداَ رُوَيْدا َ لِلرَّحِيلِ أَصْبَحَتْ بِلَا رَصِيفٍ وَلَا هُنَاكَ قِطَارٌ، فَقِطَارُ اَلتَّارِيخِ كَتَبَ نِهَايَتَهُ " اَلْمُؤَامَرَاتِ وَالتَّطْبِيعَ وَشَرْقِ أَوْسَط جَدِيدٍ تَقُودُهُ إِسْرَائِيلُ "، مُؤْتَمَرُ اَلنَّقَبَ وَالِاحْتِفَالِ بِذِكْرَى " بْنْ غُورِينْ " سَلِسَةً مِنْ اَلْعِهْرِ اَلسِّيَاسِيِّ وَالْخِيَانَةِ اَلَّتِي أَصْبَحَتْ مَشْرُوعَةً مُنْذُ عَامٍ حَضَرَهُ رُؤَسَاءُ عَرَبٌ وَعَلِمَ إِسْرَائِيلَ يُرَفْرِفُ فِي سَمَاءِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ. بِلَا حَيَاءِ ماتْ اَلزَّعِيمِ نَاصِرْ وَمَعَ إِعْلَانِ وَفَاتِهِ مَاتَتْ فِلَسْطِينُ كُلَّ فِلَسْطِينَ....! !

يَا شُيُوخٌ وَيَا سَلَاطِينَ اَلْأُمَّةِ قُمْ مِنْ قُصُورِكُمْ اِفْتَحُوا شَبَابِيكَ قُصُورِكُمْ، لِلشَّمْسِ وَالْعَدْلِ وَالْحُرِّيَّةِ فَمًا رَآَكَ اَلشَّعْبُ مُنْذُ آخِرٍ عُصُورِ بَنِي أُمَيَّة. اُخْرُجُوا إِلَى اَلشَّوَارِعِ. وَاقَرَاءُوا صَحِيفَةً يَوْمِيَّةً مِنْ اَلنِّيلِ إِلَى اَلْفُرَاتِ إِلَى اَلشَّامِ إِلَى تُونِسَ اَلْخَضْرَاءِ إِلَى اَلْيَمَنِ اَلسَّعِيدْ إِلَى فِلَسْطِينَ إِلَى غَزَّةِ اَلْعِزَّةِ وَالصُّمُودِ إِلَى لِيبْيَا. هَلْ وَصَلَتْ أَسْمَاعَكُمْ عَنْ اَلْحِلْفُ اَلسُّنِّيُّ اَلْإِسْرَائيَلِي وَالدِّيَانَةُ اَلْإِبْرَاهِيمِيَّةُ وَالتَّطْبِيعُ ؛ لَيْسَ غَرِيبٌ فِي زَمَنِ اَلْعِهْرِ اَلسِّيَاسِيِّ، أَنْ تُصْبِحَ اَلْخِيَانَةُ وُجْهَةَ نَظَرٍ فِي ظِلِّ بَوَادِرِ أَزْمَةٍ اِقْتِصَادِيَّةٍ وَحُرُوبٍ أَهْلِيَّةٍ وَتَدَاعِيَاتِ اَلْحَرْبِ اَلْأُوكْرَانِيَّةِ اَلرُّوسِيَّةِ عَلَى اَلْأَمْنِ اَلْغِذَائِيِّ ؛- وَحَدِيثٍ مَاكِرُونَ. عَنْ حُدُوثِ مَجَاعَاتٍ فِي دُوَلٍ عَرَبِيَّةٍ. شَعْوِب عَرَبِيَّةً تَعِيشُ تَحْتَ خَطِّ اَلْفَقْرِ وَشُعُوبٍ تَعِيشُ (مَثَّلَتْ اَلْخَوْفَ اَلْجُوعَ وَالْفَقْرَ) وَالْأَسْوَأِ لَمٌّ يَأْتِي بَعْد. تَرْكُنَا شَعْب يَنَامُ فِي مُخَيَّمَاتٍ عَلَى اَلْحَصِيرِ وَطِفْل يَبْحَثُ فِي يَوْمِ اَلْأَرْضِ عَنْ أَشْجَارِ اَلتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطِفْلٍ يَبْحَثُ فِي وَسَطٍ ركأَمْ اَلْمَعَارِكِ عَنْ دَفَاتِرِهِ كتَبَّ عَلَيْهَا هُنَا فِلَسْطِينَ... ! !

***

مُحَمَّدْ سَعْدْ عَبْدِ اَللَّطْبُفْ.

كَاتِبٌ مِصْرِيٌّ وَبَاحِثٌ فِي اَلْجُغْرَافْيَا اَلسِّيَاسِيَّةِ

في المثقف اليوم